زوجات على الورق فقط": مشكلة تؤرق أسرا وتؤدي ببعضها إلى طلاق سريع
يرزح أزواج وزوجات عديدون تحت ضغوط نفسية واجتماعية كبيرة، ارتبطت ونتجت عن فشل التواصل في ليلة الدخلة، والتي تسمّى "ليلة العمر"، لتترك عشرات الأسر والزيجات، وربما المئات، في مهب ريح القلق والاضطراب، مؤدية إلى انتكاسة العلاقة الزوجية، والتي أبرزت ما بات يُطلِقُ عليه بعضهم ظاهرة "زوجات على الورق فقط".
خبراء ومختصون يرون أن فشل التواصل بين العروسين في ليلة الدخلة، تكرّسه مفاهيم خاطئة وحالات مرضية وتوترات نفسية وغياب الثقافة الجنسية، وهي مشكلة لا يظهر من "جبل جليدها" إلا الجزء اليسير، وتنعكس في كثير من الحالات بتفكك أسري، وتعمّق المعاناة النفسية، والتسبب في حالات طلاق وانتهاء الأسرة سريعا.
وتغلف الثقافة العربية وقيم المجتمع "ليلة الدخلة" بهالة من الخطورة والقلق، باعتبارها "شهادة اعتراف"، برجولة الشاب وطُهر الفتاة، الأمر الذي يرى فيه مختصون تربويون ونفسيون "مدعاة للقلق والاضطراب"، يعيق كثيرا من الأزواج عن إكمال تلك المهمة في هذه الليلة، لتبدأ رحلة العذاب للزوجين، التي قد تنتهي بالطلاق والتفكك الأسري السريع.
خبراء، ممن استطلعتْ "الغد" آراءهم، يرون أن الضعفَ الجنسيَ لدى الرجال، والمرتبط بالزواج وليلة الدخلة، مردّه "حالات مرضية عضوية كفقدان الانتصاب، أو نفسية كالخوف والرهبة والقلق، وغياب الثقافة الجنسية الحقيقية".
ويلفت أولئك الخبراء إلى أهمية الثقافة الجنسية الملتزمة والوعي الاجتماعي والنفسي في تجنب العديد من المشاكل الجنسية والنفسية، واكتمال فرحة العروسين بإقامة علاقات طبيعية.
ويؤكدون أن غيابها يسبب حالة من الخوف والرهبة التي تسود لدى بعضهم في ليلة الدخلة، وتعد في مقدمة الأسباب المؤدية لمشاكل الضعف الجنسي، وهو ما حدث مع الزوجين لارا وخلدون (وهما اسمان مستعاران بناء على رغبة الزوجة في حديثها لـ "الغد").
لارا لم تتوقع أن طموحاتها في لبس الفستان الأبيض وحياة زوجية مليئة بالفرح والحب يمكن أن "تتعكر منذ البداية"، وتدخلها وعريسها في أزمة نفسية واجتماعية شديدة، فخلدون (30 عاما) لم يمكنه خوفه وقلقه ورهبته الشديدة من الزواج و"التصورات المغلوطة المسبقة" من التواصل مع عروسه في تلك الليلة، والوصول إلى مرحلة "فض" غشاء البكارة.
خلدون، الذي دخل بفشل ليلته الأولى في دوامة من القلق والاجترار للفشل في التواصل وإكمال العملية الجنسية مع زوجته، بات يبرر موقفه أمام زوجته العشرينية، بأنه "لا يعرف" ما يتوجب عليه فعله، ما أدخل علاقة المعاشرة الزوجية بينهما في غلاف من "الخوف والتوتر" في كل مرة، والذي ينعكس في فشل إكمال المعاشرة.
لارا، وبعد مضي عامين على الزواج، ما تزال عذراء، وتوضح إلى "الغد" أن غشاء البكارة لديها تبين أنه من النوع "المطاطي"، بحسب ما بين لها الأطباء، ما يفسر صعوبة الدخول بها.
وتقول إنها لا تلقى من زوجها طريقة مناسبة للمعاشرة الزوجية. فيما تلفت إلى أنها تواجه مشكلة أخرى لا تقل صعوبة عن سابقتها، وهي أنها تتردد وتخشى "تعليم" زوجها كيفية المعاشرة، "لئلا يتهمني بالخيانة أو بمعرفة الأمور الجنسية قبل الزواج"، كما كانت تسمع من صديقاتها في الجامعة، اللاتي كن يقلن أن "الرجل إن عرف بأن زوجته تعرف عن أمور الزواج فإنه يتهمها بأنها خائنة، وأنها عاشرت قبله"!
صغر السن والخوف الشديد حال دون الدخول بها
ولم تبق في عش الزوجية سوى سبعة أيام. ربما لم يكن ذلك مستغربا، فهي لم تكن حينها تجاوزت السبعة عشر عاما، عندما تزوجت أحد أقربائها.
تقول (ع) إنها، وبعد انتهاء حفلة الزفاف ورجوعها لمنزلها مع زوجها، الذي يكبرها بأربعة أعوام، اكتشفت أن "اللعبة قد انتهت". وتضيف "كنت أعتقد أنني ألعب لعبة (عروس وعريس)، لم أكن أتصور أن هناك جماعا حقيقيا ومعاشرة يجب أن أقوم بها".
الخوف استبدّ بـ (ع) في تلك الليلة، الأمر الذي لم يتفهمه زوجها، والذي أصرّ على الدخول بها، لكنه لم يفلح أمام قلقها وخوفها.
في اليوم التالي كان همّه الوحيد القيام بهذه العملية، لكنّ خوفَ الفتاة لم يتبددْ. الفاجعةُ تعمّقت أكثر عندما صارح العريسُ المحبطُ والدَته بفشله في "إثبات" رجولته لموقف العروس السلبي.
تقول (ع) إن زوجي "قام بمسايرة والدته لإنقاذه من ورطته، لكنها سرّعت بدلا من ذلك في طلاقنا المبكر".
وعملت الوالدة، القلقة على رجولة ابنها، على توثيق العروس، وخلع ملابسها عنوة وتحت الضرب، بل وأجبرت ابنها على أن يقوم بعملية الجماع أمامها، ليثبت للجميع بأنه رجل. لكن هذه المخططات لم تفلح، وكان نصيب الفتاة هو الطلاق المبكر، وكان على الشاب أن يتزوج بأسرع وقت ممكن ليثبت لعائلته بأن العيب ليس منه، وأنه رجل يستحق الاحترام.
البحث عن العلاج عند المشعوذين
الحالة النفسية قد تختلط بعادات وقناعات ثقافية واجتماعية تفاقم مشاكل جنسية لدى الزوجين. هذا الوضع ينطبق على حالة الشاب خالد (وهو اسم مستعار أيضا)، والذي تزوج من قبل سنوات من فتاة تصغره بنحو عشر سنوات، كانت فرحته شديدة بعروسه التي أحبها، ولكن إثبات رجولته لم يفلح في الليلة الأولى!
وما يزال خالد مقتنعا الآن، وبعد مرور سبع سنوات من الزواج، بأن تعثره في إكمال العملية الجنسية في الأسبوع الأول من الزواج، حيث عجز عن الوصول إلى مرحلة الانتصاب، يعود إلى "حجاب" أعدته إحدى قريباته نكاية به "لعدم زواجه من ابنتها"، ما أفقده رجولته بالشعوذة والسحر الأسود!
لم يخطر ببال خالد مراجعة طبيب لمساعدته، واكتفى بالقول لكل من سأله من مقربيه وأهله أنه عندما يهمّ بالدخول بعروسه يراها "بشعة وشنعة"، رغم ما تمتلكه من جمال ونضارة، لتتشكل قناعة لديه ولدى أهله انه لا بد من وجود "عمل أو حجاب" حال بينه وبين زوجته.
مراجعة سريعة لإحدى المشعوذات في الزرقاء أكدت لخالد هواجسه، فالسبب "عمل" بواسطة إحدى قريباته، وهي امرأة كبيرة بالسن لديها بنات بسن الزواج، من دون أن تصرّح المشعوذة –طبعا- باسم القريبة". وصفة العلاج كانت نفسية، حيث صرفت المشعوذة لخالد "حجابا مضادا" يفك حجاب القريبة! ليدخل على زوجته واثقا مطمئن النفس لانتهاء "العمل الأسود، فتنجح العملية! وهو الآن أب لعدد من الأطفال.
حبها يجعلها فتاة عذراء بعد زواجها خمسة عشر عاما
أما ميسون (اسم مستعار أيضا)، فقضيتها مختلفة نوعا ما، تقول إن "حبها الشديد لزوجها جعلها فتاة عذراء لخمسة عشر عاما". تضيف أنه "بعد زواجي اكتشفت بأنه يعاني من ضعف جنسي، ما يحول دون الانتصاب لديه، ويمنع اكتمال العملية الجنسية".
لم تخبر ميسون أحدا من أفراد عائلتها، وطمأنت الجميع بأن "أمورها ممتازة"، على حد تعبيرها، وبعد إلحاح ذويها في السؤال عن سبب عدم إنجابها، كان رد الزوجين أنهما "لا يعانيان من شيء، إلا أن الله لم يكتب لنا الخلفة".
ميسون وزوجها لم يتركا طبيبا إلا وذهبا إليه ولكن من دون فائدة، لكنها تلتفت إلى أن حبها الشديد لزوجها دفعها للتضحية والبقاء معه.
أسباب نفسية
يوضح اختصاصي علم النفس د. باسل الحمد أن عدم فض بكارة الزوجة يعود لأسباب عديدة تحتاج لتحديد طبي، لكن منها: الخوف والقلق من العلاقة الجنسية بشكل عام.
ويوضح أن "العلاقة الجنسية في العرف والتقاليد والدين هي عيب وحرام. عند الزواج يصبح، فجأة، اختراق هذا الأمر مطلوبا من الفتاة، لأنه بات يندرج تحت باب الحلال والعلاقة الطبيعية ويجب حدوثه"، لذلك، يؤكد الحمد أن المطلوب هو أن تكون هناك شروحات وتثقيف وتوعية للفتاة والشاب قبل الزواج وليلة الدخلة، من قبل الأهل والنقاش بين الخطيبين، أو حتى اللجوء في حالات معينة إلى الطبيب المختص.
يقول الحمد "على الجميع أن يعلم أن العلاقة في ليلة الدخلة يجب أن يسبقها تمهيدٌ بين الزوجين، كإشاعة أجواء وحديث الحب، وتبادل الاحترام والحديث الهادئ، قبل الانتقال إلى الجنس. والدخول المباشر بالعملية الجنسية من دون تمهيد يكون اعتباطا وتعجيلا وقد يترافق بمشاكل عديدة للزوجين".
ويلفت إلى أن ثمة أسبابا عضوية تحول دون اكتمال العملية الجنسية وفض غشاء البكارة في ليلة الدخلة، منها ما يتعلق بالفتاة، حيث يقدر أن ما بين 15-20 % من النساء تكون طبيعة غشاء البكارة لديهن من النوع "المطاطي" الذي لا يَسْهُل فضّه.
ويزيد أن هذه العملية أيضا تعتبر عند بعض الفتيات "مؤلمة"، وذلك مرتبط بكثافة الغشاء والعمر. لذلك فهو يدعو في مثل هذه الحالات إلى اللجوء إلى التمهيد الكافي والمعرفة والوعي من قبل الزوجين، لتَسْهُلَ العملية.
تصورات نمطية مغلوطة
في العديد من الحالات، تتشكل تصورات نمطية ومغلوطة في المجتمعات التقليدية لطبيعة غشاء البكارة، ونظرة ورؤية الفتاة لجسدها، حيث تربّت مدى عمرها على أن غشاء البكارة هو رمز شرفها، وأنه حاجز طبيعي لجسدها، كل ذلك إن لم يتم التعامل معه بوعي وصبر ونصح هادئ قد يعيق الوصول إلى علاقة جنسية طبيعية بين الزوجين تلك الليلة.
وينبه الحمد إلى أن ثقافة الأهل واستعجالهم في قيام ابنهم بالمهمة ومتابعة تفاصيل ذلك "تضع العريس والعروس في حالة من القلق المعيق والإرباك وتصعب الأمر عليهما".
ويجرّ عدم الاكتمال في العلاقة الجنسية وفض غشاء البكارة في الأيام الأولى للزواج، آثارا نفسية صعبة، بحسب الحمد، الذي يشير إلى أنها تولد خلافات وكراهية بين الزوجين، إضافة إلى الإحباط والاكتئاب والقلق والعنف، ويمكن أن تجرّ إلى الخيانة، وأخيرا الطلاق إن طالت.
انفصام وعدم تفهم
الحمد يلفت إلى "معضلة ثقافية" يعانيها الرجل العربي في العلاقة مع المرأة، ويقول "أنه يريد من زوجته أن تكون مثل والدته بأخلاقها وحنانها، وفي ذات الوقت بأن تكون في الفراش كعشيقة".
ويدعو الحمد الى التركيز على التثقيف وتقديم النصح والمشورة للخطيبين حول العلاقات الجنسية بين الزوجين، وهو أمر يمكن أن يتوفر عبر الكتب التي تتحدث عن الثقافة الجنسية واحتياجات كل من الزوجين. كما يحث على أن يفهم كل من الزوجين طبيعة جسده وحاجات شريك حياته. وينبه إلى أن على الرجل أن يعرف أن بعض النساء "لا يجدن المتعة الجنسية فقط في الممارسة المباشرة، من دون تمهيد وتحضير".
ويؤكد أن الأهم هو توفر الاحترام المتبادل بين الزوجين، والابتعاد عن الأنانية، أو إنكار حاجة المرأة للإشباع الجنسي". ويدعو الحمد أيَّ زوجين يعانيان من مشاكل جنسية إلى مراجعة أخصائي نفسي، للحديث عن الموضوع بطريقة علمية ومريحة، وهو أمر أفضل من الاستماع للأصدقاء والأهل.
الجانب الاجتماعي
للأبعاد الاجتماعية آثار لا تقل أهمية عن النفسية والعضوية في تحديد نجاح العملية الجنسية من عدمه في ليلة الدخلة وما بعدها.
يشير مدير مركز الثريا للدراسات واختصاصي علم الاجتماع د. محمد الجربيع الى أن السنوات الأخيرة شهدت تغيرا في منظومة القيم والعادات والتقاليد المجتمعية بعد انتشار التعليم وتوفر فرص عمل جديدة في قطاعات مختلفة، وانتشار التكنولوجبا وتطور وتغير أساليب التنشئة، ما أفرز منظومة قيم وعادات جديدة.
وينبه إلى نشوء ظاهرة التواصل الإلكتروني والفضائي، والتي حطمت بدورها الحواجز الاجتماعية قبل الجغرافية بين المجتمعات.
ويقول "تقاليد الزواج والنظرة إليه والتعاطي معه من أهم العادات والسلوكيات التي أصابها التغيير، حتى وإن كان ذلك في الشكل لا المضمون".
يستذكر الجربيع ليلة العرس قديما، وتجمع أهالي الزوجين أمام باب غرفة العروسين في انتظار خروج العريس لإعلان رجولته أمام أهله وطهر فتاتهم. ويشير إلى أن هذه العادة "ما تزال موجودة لدى كثيرين، لكن باختلاف طرق التواصل لهذا الإعلان، وذلك بالاستفادة من التطور التكنولوجي، الذي يمكن الأسر من المتابعة للنتائج عبر الهاتف.
ويرى أن الحديث الدائم عن أهمية الثقافة الجنسية هو حديث شائك، ويرى أنه لا ينبغي إعطاء الاهتمام الكبير به، وذلك لأن التغيرات الاجتماعية والإعلامية والاقتصادية، ونوعية التعليم والفرص المتاحة أمام الشباب، أتاحت مجالا واسعا لبناء ثقافات جنسية خاصة، توفرها وسائل الإعلام الإلكترونية والفضائية، فبات الجميع على علم بهذه الثقافة، "بل على العكس أصبح تأثيرها سلبيا في أحيان كثيرة".
خبراء: الضعف الجنسي يمكن علاجه
خبراء يدعون الرجال ممن يعانون من مشكلة ضعف جنسي، إلى مراجعة الأطباء والمختصين، لتلقي العلاج من دون خجل أو تردد، باعتبار أن "المشكلة طبية يسهل علاجها بأدوية حديثة، بعيدا عن العلاجات العشبية". كما يحثون على عدم إغفال حقيقة أن للجانب النفسي والضغوطات الاجتماعية أثرا في انتشار الضعف الجنسي.
يصنف استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية والعقم د. سعدي الخياط أنواع الضعف الجنسي بضعف الرغبة في ممارسة الجنس، وضعف أو فقدان الانتصاب، أو القذف السريع، وتأخر أو عدم وجود القذف، فضلا عن وجود تشوهات عضوية بالقضيب.
ويقدر الأطباء أن واحدا من بين كل خمسة رجال عالميا يتأثر بالضعف الجنسي بحلول سن الـ 50 عاما. ويشير الخياط إلى أن الدراسات تؤكد أن 64 % من الرجال المصابين بالضعف الجنسي يكون لديهم أيضا واحد على الأقل من الأمراض الكامنة، مثل السمنة والسكري وارتفاع الكولسترول أو ارتفاع ضغط الدم، بيد أن أقل من الثلث فقط منهم يتلقون العلاج.
وبعد أن يشير الخياط إلى أن مشاكل الضعف الجنسي يمكن حلها بسهولة طبيا، فإنه يلفت إلى أن ما يصعّب علاجها هو خجل الرجل من الذهاب للأطباء المختصين، والحديث عن المشكلة، "لاعتقاده أن هذا الأمر يخلّ برجولته".
ويفتقر الأردن لدراسات دقيقة حول حجم مشكلة الضعف الجنسي، لكن الخياط يشير إلى أن ثلث مراجعي أطباء الأمراض النسائية والعقم من الرجال المتزوجين حديثا يعانون من ضعف جنسي، ويرجع ذلك الى إن "ثمة مشكلة لدى العديد منهم في الثقافة الجنسية قبل الزواج".
دعوة للتركيز على الأسباب العضوية
استشاري الأمراض التناسلية والتوليد د.عصام الساكت، الذي يعمل في مجال اختصاصه منذ أكثر من 35 عاما، يركز في تحليله للمشاكل الجنسية على الأبعاد العضوية. ولا يرى أن هناك ضعفا في الثقافة الجنسية، فالجنس "فطرة وغريزة، وموجود في جميع المخلوقات".
ويبين أن هناك العديد من الحالات، التي تعاني من صعوبات الجماع في الليلة الأولى، لكنها حالات تنتهي بتوضيح الصورة لهما، عبر الأهل أو الطبيب، أو من خلال الوصول إلى مرحلة الاطمئنان النفسي.
ويشدد الساكت على ضرورة امتناع الأهل والأقارب عن عادة انتظار العريس خارج الغرفة، أو متابعته عبر الهاتف، "في انتظار خروجه بتلك الخرقة الملطخة بالدماء، وإعلان رجولته".
ومما يضعف عملية الجماع بين الزوجين، بحسب الساكت، التدخين أو النرجيلة. ويشير إلى أنه ومن خلال عمله وملاحظاته الشخصية في عيادته فإن غالبية حالات الضعف الجنسي بين الجنسين في مرحلة الشباب تشترك في عامل التدخين والنرجيلة بشراهة.
ويلاحظ الساكت أن ثمة ازديادا في أعداد الشباب الذين يعانون من ضعف جنسي، أو قلة وضعف الحيوانات المنوية، أو ضعف الإباضة عند الفتيات.
ويشير إلى أن الضعف الجنسي، العائد لأسباب عضوية، يمكن أن يكون سببه خللا هرمونيا في الغدة النخامية أو المبيض أو الخصيتين، أو ينتج عن حادث أثّر على الأعصاب، ما يؤثر على الانتصاب، أو لسبب وعلة في الأوعيه الدموية.
ويعدد أنواع غشاء البكارة، ويلفت إلى وجود نوع مغلق بالكامل، وهو نوع يحتاج لإجراء عملية بسيطة لفتح جزء منه ليخرج الطمث، في حين تبقى الفتاة بكرا.
كما أن هناك غشاء منخليا، أو ما يسمّى بالمطاطي، ولا يتم التخلص منه تماما إلا عند الولادة، أو بإجراء عملية من قبل طبيب. في حين ثمة نوع من الغشاء المنقسم إلى مدخلين، وهو لا يحتاج إلى عملية.
إلى ذلك تعاني فتيات من تشوه خلقي، بحيث توجد عظمة تغلق الغشاء، وهو وضع يحتاج إلى عملية لإزالتها.
الثقافة الجنسية
ويتحدث عضو اللجنة الثقافية والصحية في جمعية العفاف الخيرية استشاري النسائية والتوليد د. نعيم شلتوني عن مشكلة الثقافة الجنسية، والتي يرى أنها تنتج عن أنها من الموضوعات الحساسة، التي لها بعدان، علمي واجتماعي، فضلا عن أن الجنس بين الزوجين مرتبط في ذهن الغالبية بمفهوم الشرف والعفة وثقافة المجتمع.
ويرى أن "المشكلة المتعلقة بغشاء البكارة تعد محدودة جدا"، ولا تشكل ظاهرة. ويشير الى إن غالبية الأشخاص الذين يراجعونه لمشاكل في فض غشاء البكارة "يتفهمون الأمر، عندما أوضح لهم طبيعة هذا الغشاء، وانه رقيق وله أنواع متعددة، وأن أغلبه يتمزق بسهولة نتيجة الاتصال الجنسي بين الزوجين، من دون أن يكون لذلك أثر واضح، لا كما هو شائع عند عامة الناس".
ويرجع الشلتوني الحالات القليلة، التي يتسبب فيها موضوع غشاء البكارة بحدوث مشكلات بين الزوجين، إلى تدخل الأهل، أو جهل الزوج، أو انعدام الثقة بين الطرفين لأسباب متعددة، منها بيئة الشاب أو الفتاة، واحيانا طبيعة العمل وعلاقات كل منهما، وقد تكون نهاية مثل هذه الحالات القليلة الطلاق.
الدور الأهم للتربية
للتربوي د. محمد أبو السعود رأي مخالف نسبيا، فهو يرى أن لا مشكلة كبيرة في موضوع الثقافة الجنسية، "فقضية الثقافة الجنسية لا يعتمد عليها في عصر الانفتاح، ولا يوجد أحد لا يعلم ما يعني الزواج، وما هي الواجبات والحقوق لكلا الطرفين".
لكنه يلفت إلى أن دور التربية هو قيام الأهل بتحضير وإرشاد الشباب، من كلا الجنسين، لإقامة حياة زوجية صحيحة. ويعتبر أن الغريزة والفطرة هي العامل الأهم لتحديد كيفية التعامل في الزواج وعملية الجماع". لذلك، يؤكد أبو السعود، انه يجب عدم التركيز على قضية الثقافة الجنسية، لان مفاهيم غياب الوعي والمعرفة انتهت. ويرى أن المشاكل التي يقع بها الزوجان "لا تتأتى من أنهما لا يعلمان كيفية الجماع، بل لمشكلة طبية أو نفسية، وليست ثقافية". ويزيد "هو يعلم لكنه لا يستطيع".
ويؤكد أن المناهج الدراسية "كافية" لشرح هذه المواضيع، سواء كان ذلك في العلوم أو مادة الأحياء، وحتى من قبل مدرّسي العلوم الإسلامية، فضلا عن توفر بعض النصائح في ندوات تعليمية وتثقيفية. ويقول "هذه الكمية من الثقافة الجنسية كافية لتثقيف جميع الطلاب بالحد المسموح به، ولا داعي لوجود منهاج كامل ومنفصل عن الثقافة الجنسية".
دور الأسرة مهم
المرشدة الأسرية د. نجوى عارف تعتبر ليلة الفرح من أهم الليالي في حياة أي زوجين، بل وتتحدد بناء عليها مشاعر وأحاسيس ما بعد ذلك، لذلك يجب الاستعداد لهذه الليلة.
ولأجل حياة زوجية سعيدة، تدعو عارف إلى أن يكون بين العروس ووالدتها حديث مطول وصريح ما قبل الزواج بمدة، وقد يحتاج إلى أكثر من جلسة. مشيرة إلى إمكانية الاستعانة باختصاصي طبي لتوضيح الفكرة.
وتنبه عارف إلى أن اللقاء الجنسي الأول "ليس شرطا أن يحدث في الليلة الأولى، فكما تكون الفتاة مضطربة ومتوترة ومنهكة، فالرجل قد يعاني من مثل ذلك أيضا، لأنه يقع تحت ضغط عائلي واجتماعي". لذلك، تؤكد عارف انه "يمكن الاكتفاء في هذه الليلة بالمداعبة واللمس والحوار العاطفي، الذي يطمئن الزوجين.
ولا تستبعد عارف أن يواجه الزوجان صعوبة في فض غشاء البكارة، إما لخوف الفتاة الشديد، جراء معلومات مغلوطة، أو بسبب مرورها بتجربة سيئة أثرت عليها جنسيا، أو لنفورها من الزوج لسبب ما، أو لأنها أجبرت على هذا الزواج. لذلك، تحث عارف الأسرة للتعامل مع الموضوع بطريقة علمية وعملية، فمراجعة بسيطة لطبيب أو معالج نفسي يمكن أن تحل المشكلة تماما.
الشرع يجيز التفريق بين الزوجين لعجز الرجل
مدير عام المحاكم الشرعية الشيخ عصام عربيات يبين أن قضايا التفريق بسبب العنة (العجز الجنسي) ضمن محافظات المملكة خلال الأعوام الخمسة الماضية (2005-2009) لم تتجاوز الـ 9 قضايا فقط، منها ثلاث قضايا العام 2009.
ويوضح عربيات رأي الشرع الإسلامي في هذه القضية، ويبين أن "العلة المجيزة لطلب فسخ الزواج، هي للمرأة السالمة من كل عيب، يحول دون الدخول بها، وتحول دون بنائه بها، كالجب والعنة والخصا"، ويضيف "انه لا يسمح بطلب التفريق للمرأة التي فيها عيب من العيوب كالرتق والقرن".
أما الزوجة التي تعلم قبل عقد الزواج بعيب زوجها المانع من الدخول، أو التي ترضى بالزوج، بعد الزواج، مع العيب الموجود فيه، فيسقط حق اختيارها، إلا في حالة العنة، فإن الاطلاع عليها قبل الزواج لا يسقط حق الخيار".
وحسب عربيات، فإنْ طُلب التفريق من قبل الزوجة لوجود العيب في الزوج، فإنّ القاضي ينظر، فإنْ كانت العلة غير قابلة للزوال فيحكم بالتفريق، وإن كانت قابلة للزوال كالعنة يمهل الزوج سنة من يوم تسليمها له، أو من وقت برء (شفاء) الزوج إن كان مريضا.
وللزوجة في الأحوال التي تعطيها حق الخيار أن تؤخر الدعوى أو تتركها مدة بعد إقامتها.
رد: زوجات على الورق فقط": مشكلة تؤرق أسرا وتؤدي ببعضها إلى طلاق سريع
أختي الغالية رائدة
جزيل الشكر لكِ على طرح هذا الموضوع الهام والحساس
للأسف الشديد
لا تزال مجتمعاتنا تعاني من ثقافة عصر الحريم والعقلية القبلية
تحياتي العطرة