لم يكن اللقاءُ بك مجرّد لقاء عابر ٍبين رجل ٍوامرأة ، لقاء يحمل الرغبة التي تنتهي بانصراف أطرافِ اللقاء ..لم يكن اللقاء لكبح جماح ِحاجة ٍآنيّة ، وإطفاء نار لهفة متأججة .
فالمرأة أو الرجل عندما يكون كلّ واحد ٍ منهما وعاءً للرغبة الزائلة ، لا قيمة تبقى للقاءٍ ينشدهُ كلاهما ..
كثيرة هي الأشياء التي نلتقيها في أيامنا ، وعندما نغادرها لا يبقى في ذاكرتنا أي شعور تجاهها ، والأشخاص كما الأشياء ، نقابل ُ في كل يوم الكثير منهم ، يدور حديث وحوار ، كل ذلك كما الكلمات التي تموت عندما تخرج من أفواهنا ...القليل فقط من هؤلاء يبقون في ذاكرتنا ، ويرتبط بقاؤهم من خلال نظرة احترامنا وحبنا لهم ...
أمّا أنت يا سيّدة الأشياء ...كنت ِبوصلة القلب التي تُحركه بحضورها وغيابها ..كان اللقاء بك حلما ً راسخا في ثنايا الرّوح ورغبة مُتجددة ...
قصّتك ِالتي بدأت دون أن أرتّبَ مواعيد بدايتها ، دون أن يشغل بالي فصولها الأخيرة ، وتفاصيل اقتحامها لذاكرتي ، لم يكن في هذه القصة مكان سوى لشخصين يلعبان دور البطولة ..
كلّ شيء في هذه القصة كان يستوقفني ، يجذبني ، يُعيد ترتيب المشاعر داخلي ..كلّ شيء حتى اسمك ِالذي كان الأكثر جّذبا ً لي ..اسمُك ِ الذي استطاع ولوج قلبي قبل أن تتأمل حروفه العيْن .
اسمُك ِالذي له تأثير السحر في قراءة حروفه أو سماعها ، اسمُك ِالمرسوم بحروف الشوق ، لم يكن من الممكن أن أقرأه كما أقرأ الكلمات ، أو أسمعه متساويا بالتأثير عليّ كباقي الأسماء ...فاسمُك بحدّ ذاته من فصول حكايتنا المدهشة ..حين أسمعه يتجلى أمامي عازف كمنجة في فرقة موسيقية ، أو عازف ناي ، فتتوقف الفرقة عن العزف ويستمر وحده في العزف مُنفردا ..