ديوان الشاعر / اسعد النجار

جمال ساحر

متيما أتيتها

بحسنها رأيتها

وحبها قد استحث سفينتي

فجئتها على عجل

كي أرتوي من القبل

ضممتها شوقا

فدب بالحشا دفء الحنان

ومقلتي تذوقت

بعد التسهد

عطر آيات الحسان

غصن الخميلة

منه حكت مفرشي

ومن القطوف

قد علا فوقي غطاء

فرميت كل حقائبي

بعد العناء

فضياء وجهك مثل نور الشمس

في وضح النهار

وبديع حسنك مثل بدر

في القوب بدا ينار

لله درك

قد جمعت البدر والشمس

فصار القلب فيك يمتع

يهفو اليك بشوقه

رهن الاشارة

ان أتاك طيع

أنت الجمال وسحره

لولاك غاب العشق عن فكر الرجال

تاه الزمان بحسنك الأخاذ ياسر الجمال

عيناك كالنهرين

نهر ندى وتهر للصفاء

حاولت تقبيل الشفاه

فصدني عنك الحياء

فمكثت أشعل لوعتي

وكتمت عنك حسرتي

وكتبت خاتمة الكلام

بالآه والزفرات والناس نيام

يكفيني اني

قد وصلت لكهفها

ورأيتها

نور النبع

شوقي لكم أحبتي غامر
يفوق شوق الأرض للماء

فأنتمُ في القلب ريحانة ..... تزيح ما بي من لظى الداء

قد غبت عنكم مدة خلتها ..... كعمر نوح عمر ظلماء

فالنبع نور وبه أنسنا ..... ساحته تشدو بلألاء

فيه أرى شعرا له وزنه ...... فيه معان ذات أشذاء

منه عمودي كدر سما ...... ومنه حر ذات أضواء

خواطر تزهو بأفكارها ...... كواحة تعلو بارواء

زاوية القصة فيها نرى ...... ملاحما تمشي بخيلاء

والألق الشعبي فيه علا ..... بحيرة تدفق بالماء

حماكم الله بني يعرب ....... من كل آهات وأرزاء

حديث ذو شجون

يوما رأيتُ في الضحى حمامه = وفي عيونها لظى الندامه

راقبتها وأدمعي درار = والحزن قد ألهبها ضرامه

سألتها عن حزنها فقالت = لقد رماني البعض بالقمامه

فاتسخ الريش وصاب عيني = كأنّ ليلي قد علا ظلامه

مذعورة رأيتها أفراخي = فرّت من العش فلا اقامه

أتيتها بحنطة وماء = ألبسها الدهر به وسامه

عجبت من فعل له مضار = يأتيه انسان بلا كرامه

وفي العراق قد أتى غريب = بالقسر والجبر يرى مرامه

فأثخن الجراح في بلادي ... تئن أضحت من لظى سقامه

والناس يفقدون كل يوم = مواطن الأمان والسلامه

فنحن بين كاذب لئيم = وبين من صار بلا استقامه

أطال لحية بلا وقار = وآخر قد ارتدى عمامه

يذبّحون الناس دون ذنب = حتى غدا القتل لهم علامه

تعجبت حمامتي وقالت = أهكذا في عصرنا الزعامه

قالت رعاك الله ياصديقي = ورافقتك في الدجى السلامه

فرحة الشفاء

آلمتنا وعكة صحية = قد ألمّت بعمدة النبع

قلت مهلا ذا عزيز بيننا = صادق في الطباع والطبع

ودعونا ربنا الطف به = وأعده لصحبة الجمع

فاستجاب الله دعوانا وذا= نسكي له بالوتر والشفع

فلك الحمد الاهي انما = فضلك قد خفف من روعي

ألبسك الله أبا صالح = رداء صحة بلا صدع

عطر عاشوراء

أطلّ شهر به الأحزان والحرق = والعين فيها الحيا قد بات ينهرق

به نُعزي رسول الله في خلف = له الفضائل بُرد والتقى خلق

فالسبط كان ملاذا للذي فتكت = به صروف ومن أودى به الغرق

فالقلب ياسبط لاتخبو ثواقبه = أما الحشا فعلاها الدمع والأرق

ياشعلة الزمن الزاهي بطلعته = بفقدك الصبح أضحى وهو منفلق

لما سقطت تُرى الأيام مظلمة = وبعدها كل من عاداك ينمحق

فأنت كالبحر في كفيك مأثرة = وأنت كالبدر يزهو وجهك الشفق

حملت نور رسول الله أجمعه = وسرت في طرق تزهو بك الطرق

هذي الفضائل من عاداك يجهلها = لذا تراه طريدا يفقد النطق

فمات والجهل للنيران يقذفه = وكل طاغ له للنار ذي سبق

وأنت يامن له في القلب منزلة = لها من العطر من ضحوا ومن عشقوا

ومن ضريحك نسمات بنفحتها = هبّت فواديك طول الوقن ذا عبق

وفاء كربلاء

في كربلاء

القلب يهفو للاباء

والعين يغرقها البكاء

فرع النبوة قد هوى

للأرض مخضوب الدماء

أما المنية قد أتته

بهيبة وعلى حياء

ياكربلاء

يزهو بواديك الرثاء

لسليل خير الأنبياء

للحق قد رفع اللواء

غذّى المشاعر بارتواء

بشذا العقيدة والضياء

صوت الحسين في العروق

يصيح من أجل الفداء

ونراه يبقى عاليا

في كل عصر وزمان

في كل ركن ومكان

رايته تيقى بخير وبهاء

ياكربلاء

يا شاكر الوفاء

ياشاكر الهدى لكم قصيدي = نسجتها بالحب والورود

ودك قد تيمني زمانا = رفقا بقلب مغرم معمود

أعادك الله لنا معافى = عودتكم لنا كيوم عيد

أرى السماء ان أتيت نشوى = واعشوشبت زهرا قفار البيد

فشاكر الوفاء خير خل = من بيت عز وكرام الصيد

كتبت ماجاش بقلبي شعرا =بخاطري لكم سنى القصيد

ياعاشق الحرف فعد الينا = بفكرك النير والسديد

أهواك

ماعاد يؤنسني في الليل الّاك = فكم أصابتني في الأحشاء عيناك

هذا فؤادي بسوح الحب تقتله = منك التفاتة عشق ما أحيلاك

يذوب ان مر ذكراك بخاطره = أراه يرقص مسرورا برؤياك

أما علمت بأن الحب يسكره = ولايرى فرحا رفقا بمضناك

أما ترين بأن الشوق يحرفه = رحماك فاتنتي بالله رحماك

أسيرك دنف والصحب تشهد لي = متى أراك متى بالله ألقاك

أهواك ياحلوتي يامن بها أملي = فكيف أهجر أفراحي وأنساك

نأى لذيذ الكرى عني فأرهقني = فالقلب يعشقك دوما ويهواك

يا سبط طه

دمع على الخد جاء اليوم ينعاه = والحرف باك اذا ما حل ذكراه

والقلب يحزنه ما قد جرى كلفا = بالعلم والأدب المحمود مجراه

رأى ولاة لدرب البغي قد سلكوا = وكل وال طريق الخزي دنياه

فقام منتفضا يسمو بهامته = وعمره في سبيل الدين أفناه

ياسبط طه اماما كم نقدسه = أعطى الوجود ثراء ثم أغناه

ذكراك ياسيدي تدمي قرائحنا = وتحرق الخافت المحزون نجواه

في أربعينك كل الناس واجدة = كل امريء يأخذ الأبصار مرآه

نشكو اليك زمانا بات يؤلمنا = أما المنافق ما يعليه أهداه

يتاجرون بأفكار نعظمها = درب سقيم وفكر الشر غذاه

يا ابن البتول جزعنا من فعالهم = فكل خير بدنيانا فقدناه

بكم سيبقى عراق الخير منتصرا = كالبدر مبتسما يبقى محياه

مولد النور

بمولد الحق يزهو النصر والغلب = ومنه يورق هذا الرمل والحصب

ذكراك ياسيدي تعلو بدوحتنا = في كل بيت ودار كفها خضب

يامولد الحق كم راحت تعذبنا = صروف دهر بها الآهات تنسكب

فذا مسيلمة الكذاب عاد لنا = وفكره الدنف المنبوذ يصطخب

فنحن كالعيس عطشى في مسيرتنا = وفوق أكتافنا من مائنا قرب

وقد قطعنا دروبا لادليل بها = وهاهي اليوم تشكو سيرنا الركب

يد تصفق لا تدري لم انتفضت = وذا يزغرد والآمال تحتجب

نشكوك يا سيدي ظلما نكابده = ففي اليراعة يعلو الهم والسغب

فالناس غرثى ولم تغدو سواسية = على الجهالة لا رأس ولا ذنب

راحت تجاذبنا الأيام آخذة = منا السعادة بل يسمو بها اللهب

لنا بذكراك آمال تزينها = تقوى فلا حسب يعلو ولا نسب

بمولد النور كم تزهو بوارقنا = وللسعادة كل الناس تقترب


*البحر: البسيط