ليس من السهل منح الآخرين العفو ومسامحتهم، فهذا الأمر يتطلب شخصا ذا عزيمة قوية، ليتمكن من مسامحة شخص قريب قام بتوجيه الإساءة له وسبب له الأذى، خصوصا عندما يكون هذا الفرد مميزا ومقربا وقام بخيانة الثقة.
فالشخص الذي يمتلك المقدرة على العفو ومسامحة الطرف الآخر، يعكس طبيعته الداخلية الجملية، وفي الوقت الذي يتعرض فيه الناس للأذى تكون ردة فعلهم الأولى والغريزية هي الرد بالمثل، ويتملكهم الشعور بأنهم الضحية وسيفكرون بهذه العقلية.
وهذه العقلية تزيد من تفاقم الوضع من خلال طرح القضايا القديمة وأخطاء الماضي، مسببة زيادة الشعور بالغضب المحمود في الداخل. وفي حال لم يتم التخلص من هذه المشاعر، فإنها ستتفاقم مسببة إطلاق طاقة سلبية تدخل في جميع مجالات الحياة وتنعكس عليها، وتبدأ الأمور بالسيطرة ما لم يتم التعامل معها بحكمة وتعلم نسيانها.
ولذلك يعد تعلم التسامح والعفو أمرا مهما، كجزء مهم من دورة الحياة، حيث يفتح العفو آفاقا كبيرة، ويمكن القادر عليه على تلقي العديد من الفوائد من خلال القدرة على التعامل مع الآخرين والتوقعات التي يتطلع إليها مستقبلا، ومن هذه الفوائد:
• عندما تتعلم كيف تعفو عن شخص ما، فإنك تتعلم كيف تطلق مشاعر المرارة والغضب والأذى، فإذا لم تفعل فإن هذه المشاعر ستتمكن منك وتغزو جوانب حياتك كافة، وتجعلها سلبية لا تطاق. فإطلاق هذه المشاعر يقوي من الشعور بالذات والثقة بالنفس واحترامها إلى جانب أنها تحسن علاقات الفرد مع من هم حوله.
• العفو والتسامح يمكنان الفرد من النضوج بمفرده، وسيتمكن من فهم ماهية التصرفات المقبولة من غير المقبولة مع ومن الآخرين.
• امتلاك المقدرة على العفو والمسامحة، يعني أن الفرد قادر على قبول الناس كما هم، بما في ذلك عجزهم وتقصيرهم، فلا يمكن التوقع من الناس أن يكونوا مثاليين، وهذا الأمر يعني أنك لست مثاليا.
• العفو والمسامحة يجلبان المشاعر القوية للمغفرة، لأن الفرد يصبح قادرا على فهم الأسباب التي دفعت الآخرين لمثل هذه التصرفات وفهم الناس وما يسيرون عليه.
• أن يكون الفرد قادرا على مسامحة الآخرين على تقصيرهم، يعلمه كيف يعبر عن مشاعره، وسيفهم ماهية المشاعر التي تسبب له الغضب والانزعاج، ليصبح قادرا بالمحصلة على التعبير عن مشاعره الحقيقية بلين ويسر أكثر.
• أن يكون شخصا قادرا على العفو والمسامحة يزيد من شعبيتك ويكسبك المزيد من الاحترام والمحبة، بدلا من إثارة مشاعر الانتقام من حولك.
• عندما تكون قادرا على مسامحة الآخرين، فهذا يعني أنك قادر على المضي قدما بالحياة، فالتسامح يمكن أن يصبح إجراء قويا واستثنائيا خصوصا عندما لا تدعه يثنيك عن القيام به.
• كما أن التسامح يزيد من احترام وتقدير الذات، وهذه الأمور مهمة لأنها تساعد الفرد على تطوير صداقات وتكوين علاقات تدوم إلى الأبد، فالتسامح جوهر العلاقات الإنسانية السليمة.
عن موقع https://www.articlesnatch.com