تراتيل على كتفِ الغيمِ ( علي التميمي & همس الشايب )

/

الثانيةُ إلا قلبك
ويسأني الليل عنك وعن الكمات

هل أتاكَ حديثُ أصابعي ؟
هل زارك طيفي الليلة واحتسى الشاي الساخن برفقة عينيك؟
أوَ امتلأتَ غروراً حينما أخبرك
أني سأحياك حتى تموت كل النساء ؟
أنا من يحملك صوتي الى قطعةٍ من العمر
كعصفور يغرد فوق نوافذ احتياجك.
كرقصة المطر..
كالطوفان..
كالغرق ..
تأتيك شفاهي على شفا قُبلة أو هي أقرب ويحملني السّر إليك
لأكون في كل الليالي انتظارك
أغض طرف ردائي القرمزي عن وجهك يا رجل المساءات
تغتسل مجرداً على شاطئ الغواية ،
وتتساقط أدران همومك وآثامك من بين أنامل أنثى الاشتعال

أخبرني منذ متى وأنت تتنفسني ؟
منذ متى وأنت تائهٌ في أثري ..،
تتبع بمجسات أنفك اغريقية عطري ,,؟
منذ متى ويضيق بك الكلام؟
منذ متى وأنت تخيط عباءة الحب لقلبك في غفلةٍ مني ؟
منذ متى وأنت تشكو كثرة جهلي وقلة النسيان؟

دعني أنجبك يا طفل قلبي ، يا صغيري المُدلل ..
أكمُرك بأحداقي
وأوقِّع على صدرك بإسمي
وأهمس لشفاهك بأغنيةٍ فيروزية الغزل
دعني أفرطُ في العطر .. فأنا امرأة العطر
دعني أقطفك كـ شفاه ..
أقضمك كـ تفاحةٍ من أفق الجنة
أنامك كـ حكاية ..
أرتديك كـ ياقوتةٍ
أسكنك كـ وطن أيها الغريب ..
أسكنك وطن !

على شٌفا اغماضة
تسرّبَ طيفكِ كعطرٍ في رئتي
فأغمي على روحي
حتّى أدركتُ انزلاقي في قرمزكِ المجنون
غريقا أنقذني هواكِ بلثمةِ حياة
فأحييتِ ما مات مني
يا أمَ قلبي
التي تهت و بكيت
وناديت و بحثت في أزقّة الضياع ولم أجدكِ
حتى أوحى العشقُ إليّ
ان اضرب بحبركَ فتشرق همسٌ
فحينَ اهتديتُ إليكِ
فوّضتُ أمرَ شعري
ونذرتُ صبري
و وهبتُ ما يزيد عن عمري
منذُ أنتِ ، وانا احتفلُ بوقعتي
أُحنِّي شراكَ هواكِ بسروري
أخبريني يا همسُ ، ما أنتِ
وكلّ هذا السحر المرافق لعينيكِ
فمنذ ان تسربتِ خلسة الى رئتي
منذ ان أكملتِ نصفاً في روحي
فأحببتكِ ، كمن يعتنق دينا جديدا
مِلّةً تنصفُه
زرعَت بي ألفَ حياة
وسلكَت بي طريقا الى الجنّة
،
ألم يحن لقلبكِ
أن يفتحَ أبوابه لغريبٍ كأنا ؟!
أمِ استقرّت بقلبكِ الرحيم
وصيّةٌ ما

في صمت هنا
دخلت على أطراف الأصابع
لا تهتما بي كأنني لست هنا
السحر والجمال ها هنا يولد
أعشق جمال الروح وسحر الحرف
هنا امتزجا

وأذّن في الناس بإسمي
صِحْ في وجه الريح والغياب
مُرْ شالي أن يسقط سريعاً دون مقاومةٍ أو تمردٍ أو عصيان ،
مضى وقت طويل على آخر مرةٍ أدهشني فيها رجل
مضى وقت طويل ولم يبقَ من الضحكات سوى عصفورٍ خائف
يحلق في رأسي هرباً من الخذلان .
من يحمي قلوب الماريين هنا من الرجفة ؟
من ينتشل الغرقى وما من أطواقِ نجاة !
أرأيت كل السفن التي غرقت ..؟
ماكان لها أن تغادر مرساك ومُدنك ..
ما كان لها أن تفقد نجمك وكل الموانيء أنت
وكل الصواري شاهقة فوق كتفك !
كيف لها أن تأمن مكر الموجِ وأنت وحدك الجوديّ العظيم ؟
مذ أنت ..
وأنا أنفخ فيك من حرفي
أكشف ستر اللهفة
وألملم آثار الطفولة من عينيك
منذ أنا ..
وأنت تفتشُ عني في غرف النساء
حاملاً غيمة ، وحبرك الأحمر يسيل
تصدح بإسمي كتكبيرات العيد
وتملأ جيب قلبك بحلوى من صنع يدي
أنهزم ... حين تقرأني بدفءٍ لا يهزه شتاء ،
وتملأني الرغبة في الركض تحت المطر
وتأمل قدرة الله على منحي ساحراً
يوقظ الحواس جميعاً ثم يسلبها ..




أنت أشياءٌ وأشياء ..





.

أ/ ليلى أمين
كوني بالقرب دوماً لنتوهج

قبلَ عينيكِ
كنتُ أحملُ من السنين
ما فاقَ الثلاثينَ حسرة
أجعلُ من صدري مقبرة أحلام
حينَ عينيكِ
جاء الفجرُ مُعتذرا عن قساوة ليل وحشيّ
يأكل من الأمنيات نهودها
فأغظ الطرف عمّا سفكه بطشُ وحدتي الشاسعة
حين عينيكِ
حلمت
ان اجعلَ من خصركِ كيتارا
ومن شفتيكِ لحنا و أشعارا
ومن خدّيكِ الجلنارينِ
غروبا لأحزاني
حين عينيكِ يا همسة الروح
محوتُ احتمالات الضياع
وعنوسة قصائدي
و توحّد خواطري
حين نحن
لم تُغادَر صغيرة و لا كبيرة
الا و ضممتها لحكايتنا
أحصيتها بأعذب تدوين
لا تسأليني يا همستي
عن أوان الهوى
و نشأة الوداد
كل ذلك كان على قلبي غراما موقوتا

ليلى امين
ازدان المكان بك
شكرا لقراءتك ومتابعتك
دمت بالقرب

مذُ عناقٍ
وأنا أبحث عن حُلمٍ يحمل من العمرِ أدفئِه
ومن النسيان أرذله
مذُ خذلااان
وأنا أبحث عن رجلٍ لا يؤمن بالنهايات
رجل يرتكب جرائم العشق لأجلي ،
يقتل الغياب .. يسرق الدهشة
ويدبِّر لخطف الشمس ، فقط لأندسَّ في صدرهِ وأناااام !
رجل يتنفس فيعطر الأرض
يغازل القمر فيخجل ، يداعب الماء فينحسر
يلمس السنابل فتميل ، يأمر المسافات فتطوى
ويهمسُ للحياةِ فتدفأ .
وجئتَ أنت في أوج البردِ
تدفء كل اللحظات باللذةِ والشرود
حدثني عن الخفاء .. عن أشياء لا يعرفها أحد ..!
عن عتق الريح ومجرى النسيم والسواري عند الشفق ..!
حدثني عن لون الزمن منذ أن عرفتُكَ
عن دفق صوتك ، وكيف تتزين الأرض كلما انطلق ..!
كيف يقضم المسافات ويداعب النخيل ويطعم الحمائم
إنصت له ..!
إنه كنقر المطر فوق زجاج نوافذي .. يبدأ هاديءً ,
وينتهي غزيرٌ ..
..........غزييير .
يغسلني كأوراق الشجر
ويتركني كغيمةٍ تُقاوم الذوبان
ويُبددها الهطول

أنظرُ إليكِ ..
بعينِ أمنياتٍ
لا تدعُ لي حزناً إلا محتهْ
ولا وجعاً إلا بدّدتهْ
ولا فماً إلا روتهْ
.
أنظرُ إليكِ ..
بمفهومٍ لا يُدرَك
بمنظارٍ لا يُستوعَب
بقسطاسِ وفاءٍ مُعاب
أقاسِمُكِ من خلالهِ رغيفَ البقاء
حتّى آخر شيبٍ يتساقط
نغتسلُ بحلمٍ واحدٍ
نشهقُ نفساً واحداً ، كوب حديثٍ واحد
يجمعنا زمنٌ واحدٌ
نُكملنا أنى احتجنا لنا
.
أنظرُ إليكِ ..
امرأة من حبر ، تخبزُ قصائدها في تنّورِ غرامها
أنثى نابضة ، تجمعُ نبضات انتظارها في قارورة صبر
.
أنظرُ إليكِ
انقلاباً ، يغيّرُ سلوك الخريف بداخلي
ويُلبسُني ثيابَ الربيع
يُشذّبُ عني كل حزنٍ اقترفته
وكلّ مضيعةٍ لأشباه النساء أتيتها
وكلّ خيبةٍ مغروسةٍ في تُربة قلبي ، تقتلعها أنامل ثورتكِ
وشفاه انتفاضتكِ ، وحكومة نهديكِ
وجمهرة اهتمامكِ في ملامحي المدفونة تحت ثامن يأس
.
أنظرُ إليكِ ..
يدا تنتشلني من صحراء أشعاري
تطردُ من فمي ألفاظ الشؤم
تعلّمني أبجدَ الإنس و السمر
.
يا خاتمةَ قلائل ايّامي الحسِنة
وصبيحةَ عمرٍ أبتدئُ بها ثلثَ حياتي الأخير

/



أقف على شفا حرفٍ
هائمة على الشرفات
على الأرض التي لا تسع خفة أقدامي ..
و فضاء يعزف الدانوب الأزرق
حيث لا علاقة للكون بالشمس والهواء ,,
فقط عينيك / حديثك يتحكمان بالمجرة
فقط ليل ..
ينتفض من سرير القلق ويرسل عبر بريد السماء دعاءً وصلاة ..
أيها البائس حدّ الفرح ..
اليائس حدّ الأمل ..
الشهيّ حتى في الموت
أيها الشيطان الباكي ندماً .. والقديس الآثم عشقاً
يا مزيج الموت والحياة ,,
يا لذيذ التناقض ..
يا مؤامرة !!
يا من تقذف بي من أعلى قمم الجنون
وتترك جاذبية أحاديثك تتكفل بموتي
يبتلّ قلبي ضحكاً وخجلاً ..
وأنت من تُغازلني بفخامة غزل أبي
وحدها عينيك تُبهر كأضواء المدينة الساحرة
ولو أني سردت ..
كل الأشياء التي تصعد بأنفي نحو السماء
وتملأني غروراً !!
لكانت خناجر عينيك على رأس القائمة .

تعالي أحبّكِ ..
و ادفعُ لكِ منَ القصائدِ مهرا
وأبني لكِ في ريفِ قلبي قصرا
وأجري لكِ من دموعِ الشوقِ أنّى غبتِ نهرا
وأدعوكِ في المَلأينِ جهرا
واقتسم معك الأنفاس والإحساس
واجعلكِ تميمة امشي بها بين الناس
تُحصّنني من خيباتهم
جرّديني من غمدِ الوقتِ ، لأشعر بأن لدي ارث في الهواء
التقطيني من فهرست التائهين عن معاني الحياة
لفّي رقبة قلبي بشالكِ الساحر
ضعي لكلّ قصيدةٍ تنضجُ ، دبلةَ الغرام
انقشي على صدري بصمات اعجابكِ و غيرتكِ
اتركي على وسادة ذراعي بقايا خصلاتكِ
تعالي أتنفّسكِ
نفساً أخيرا
تشتهيه صبابتي
تتمنّاه مراهقتي الذائبة في قعر السنين
فحينَ أنفاسكِ ، يا حفيدة الجوري
أرجعُ فتىً في العشرين من صبابتي
رجلاً في أوجِّ وسامتي
تعالي أراكِ
رمقاً أخيرا ، ينبتُ لي من خلاله في عيني كحل السرور
تتلوّنُ أحداقي بالدهشة ، كطفل
أراكِ ، وأصير رساما و شاعرا
ارسم أبياتا من الغزل المباح
في حقّ عينيكِ و شفتيكِ
أراكِ ، فتورقُ بي ألف امنية وحلم
وتزدادُ شهيّتي في ارتشافكِ
تعالي أدمنكِ
فيخلّفني الإدمانُ مجنوناً ممزّق الصبر
أفشي سرَّ حكايتنا للبحر
وأعلّم أحرفنا للشجر
واحكي معانات الإشتياق لرفيق سهري القمر
فأُلامَ و أتغابى
وانبذُ وصايا النّاجين من الحبُّ
وأتوّجكِ حبيبةً على عرشِ قلبي