يا وجعي الكامنُ في الأعماق
لترابِ الأرضِ أنا مشتاق
مشتاقٌ أن تفتحَ نافذتي امرأةٌ
تشبه وطني
تشبعني كالطفلِ عناق
تباً للزمنِ الأغبر
تباً للحربِ
ولمن يغرس في الحقلةِ
بدلَ القمحِ شقاق
لمن اختارَ السيفِ
وأفسحَ للشرِ مجالاً
كي يتمدد في الآفاق
يا وجعي
انتظرُ ربيعاً
يحقنُ في الجسدِ الترياق
يعيدُ البسمةَ
يأخذني كما في الحلمِ
على ظهرِ براق
يعيدُ لوجه الأرض نضارتها
ويبلسمُ غربتنا
من بعد فراق
في حضن المساءات يسقيني الشوق دمعة الأسى،
و في شجون كل غروب أحتضر، أرى وحشة الليل قادمة، وفي الأفق أناملها من بعيد تودعني، يرتدي الكون لباس الهجر معي، و على الفؤاد يرخي سدول وحشته، يتنفس الظلام في صدري حصرته ، و تخرج زفراتي حزينة و تؤلمني ،حتى الذكريات التي كانت تؤنسني، باتت تئن في عمق ذاتي و بنزيف جروحها تعاتبني...
هي العزيزة التي كانت مؤمنة، بأن القلوب لغير واحد لا تتسع، أصبحت رديفة دونها في الشموخ والكرم ، على صهوتها فارس يرد من مصرف الآخرى كل مساء، وهي النبع الأصيل يكاد منه لا يرد ...
هي الطير الحر في يد القناص عند موردها ، جريحة تكظم الألم، أمامه صابرة ولا تتخبط ،فإذا هوى راكعا لتحليلها ، ماتت وتركت له الفريسة ساخرة يبتسم...
في عينيها محراب من عشق أصيل، ترتل فيه نظرتها أناجيل وفاء ذلك الزمن الجميل...
لا تزال نسماتها تعزف على كلماتي لحن العفاف، و في كل نص لها بصمة خلود.
ولهٌ ولهْ
وطليطلهْ
دمعٌ أنينٌ زلزلهْ
ورصاصها يلهو بها
تتلو خطاه القنبلهْ
سبحان من خلق الوجود وعدّلهْ
من بدّلهْ؟
غير الرياح العاتيهْ
وجنون غيظ المقصلهْ
ماأنذلهْ
هذا الذي قتل القصيد بجوفنا
أدمى القصيد وكبّلهْ
ما أجهلهْ
هذا الذي حسب المعارف عربدهْ
ضل الطريق وما تذكر منزلهْ
الويل لهْ
يسعى إلى فهم الوجود فعطّلهْ
فسلوكه ما أسهلهْ
لو أنه وجد الحمار متوجا
لهفا إليه وقبّلهْ
من حسنه
وهْو الذي لا حسن لهْ
هذي طلاسم عصرنا
فرجاؤنا
فكوا خيوط المسألهْ
... باكرا ، خرجوا مهطعين. داخل قاعة فسيحة الأرجاء اجتمعوا. استلوا أقلامهم الذهبية، اعتكفوا" يحلون الكلمات المتقاطعة" على دفتر البلدان المتناحرة.
قرروا أن يقضوا على أشرارها. مزقوا الخرائط الأصلية، فطن التاريخ للعبة، فاختفى يدفن وثائقه بين الأنقاض!؟
مهما ابتعدنا فإنّ النصرَ يقتربُ ..... وليس ينقذنا في ركضنا الهربُ
نفرّ منه ولكن سوف يدركنا..... فليس يدركه في ركضه تعبُ
كأنّ قوميَ قد أصغوا وقد وقفوا ....وصالحوا النصرَ، شكرا أيها العربُ
ساروا وسارَ كريما في معيّتهم .... إلى معارجَ كلّت دونها الشّهبُ
وزغردت لجيوش المجد قرطُبَةٌ .....وراح يرقص في أفراحه النقبُ
أخوّةٌ وسلامٌ في ربوعهم .... ولم يعد بينهم حقدٌ ولا رهَبُ
لا يُرهِبون سوى الأعداء، تغمرني .... سعادةٌ، وغدا ينتابني الطّربُ
ورحت أرقصُ، في رقصي يشاركني .....تاريخُنا، فارقت أيامَهُ النّوبُ
فحوقل القومُ قالوا: " جنّ صاحبنا " .....فأدركوه فقد أودى به العطبُ
وراح يسأل ملحاحًا طبيبهم ..... ماذا أكلتَ ؟ ولا يجدي هنا الكذِبُ
أجبتُ، قال أما في الأكل من عنبٍ ....قلتُ القليلُ . فأمضى" يُفحَصُ العِنَبُ"
تسائلني سلوان في وجل
وماء عينها الزلال يروي ظمئي
أي باب تريد الآن يا رجل ؟
وأية حارة تروم غدا ؟
ألا تدرين يا سلوان
أني حملت قصائدي
وخواطري ولملمت حروفي
وكل ما خطه القلم
لأجعلها معلقات على باب حارتي ؟
أي حارة تريد يا هذا – قالت -
وقد داستها أقدام همج
أقدام لا تعي تاريخا
ولا جغرافيا أمكنة ؟
ولا حتى أبجدية التراث ؟
أي باب وأية حارة وقد دنستها
طفيليات التاريخ عابثة ؟
يا سلوان حياك الله
وأنت في حضن القدس راقدة
قد أتيتك من هناك حيث
تغرب شمسك زاهية
حيث الحمامة البيضاء في ألق
تهفو للأقصى وقد هدها الوجد
ياسلوان .. الباب لي
ولا يهمني إن صارت حارته
ساحة مبكى أو مرقص
أو اسطبلا لقطيع الشتات ..
ورهط التيه يدنسها ..
أنا آت لأضاهي الأعشى
وامرأ القيس وعنترة
وأضع معلقاتي جامحة
لتحكي عن براق أسرى ليلا
وعن معراج
ثم أهرول وأغوص
في أزقة القدس العتيقة وهي لاهية
لأرتع وألهو وأضحك
وأشاكس فتيانها وفتياتها
في مرح
الباب لي والحارة أنا ابنها
هذا ما قاله لي صلاح الدين
الباب لي والحارة لي ..
وليذهب إلى الجحيم
أهل الشتات وليرحلوا
فليسوا سوى
عابرين في كلام عابر ..
تضطرب العتمة،
حول فانوس يغسل وجع الغربة
بشعلة الذاكرة
لرقصة الفراشة،
حينما تتهادى بخصرها ،
على لسع الشمعة
تنساب على كتفي الفانوس ؛
دمعة
دمعة
يشتم رائحة شواء الحلم
فاعتاد النوم قبل الحمام
والعصافير لم تعد بعد بطانا..