الليل وسادة الأحلام
فامنحني يا لذة الكرى
اغفاءة سحرية تدس وجهي في صدرك
واغزل حلمك الأول في نمارق عيني
وقبل أن يأخذني الدجى الى أعماقه المندثرة،
وأنغمس في ظلمات الوقت
دثرني بأطياف نورك
وأمزج سنابل تناهيدي في طلع أنفاسك
أيها الغارق في ماء عيني
ممزوجا في حقولي المشمشية ،
أيها المسافر في مروج النارنج
مشاغبا الاقحوان في الوجنات المخملية
لماذا أراك أسير الليالي
بجمر السهاد تحرق الأطياف
وبقايا الصور
ترسمني على عشب صدرك ظبية
بوجه الملاح وفي طرفي حور
إن كنت تستقضي عن سالف هواك
ديون الغانيات ومواسم السمر
فأنا يا نشوة النور قصيدة عذراء
والطهر في منابت عشقي ملاذ ومستقر
فاستظل حيث نبضي آمنا
ولا تسترق الحب من قلبي بتوخي وحذر
.
.
وإن كنت في هوى ليلى هائما
وعيناك معراج قلبي
خذني اليك...
فإني أراك في كل الوجوه قيسي المنتظر
عيناك البحر في شدوه،
والشاطئ وجهي،
والحب بيننا
قوارب ورد
أنسام اليك تسابقني،
وأغاني تُنشد نبضي
لقلبي أن يحتضن الموج
وأن يأتيك على جناح سنونوة
يروي هسيس الوجد
يفيض بغرامي اليك
ويغتسل بنداوة الحس
فعلى رسلك يا معذبي
لا تزد ارتباكي بفرط حبك شقاوة
وأنا الغارقة في لجة التيه،
أأشد على صمتي أم أرخي،
وفي صمتي يا فؤادي كل نطقي!!
العشق يفوح من جوانحي،
ووجد الجوى بذبولي يحكي،
اللهفة على شفاهي جمر،
والنبض من الضنى يتأوه ويشكي،
تذبحني تفاصلينا الصغيرة بلوعة
والوجل كدالية تتسلق عريشة بوحي ،
خذني اليك ،
إلى أصداف نبضك، وخبئني،
لينضج في لحاء قلبك نسغ حسي
لا القلب في دير الذات معكتف
ولا يمنعه عن هواك حديث نفس
هائمة أنا في عذب النداء،
فهل أشد على صمتي يا فؤادي أم أرخي،
وفي صمتي هيام عفيف،
وكل كل نطقي ...!!
يتعاظم العشق يا سيدي النبيل
حين تعاملني برفق
وتضم مشاعري بطهر بين يديك
حين تسندني عندما أميل
بكل هشاشتي عليك
وتسرج من نورك في الظلمات
شعاع يصب في برد عيني
يزمل لهفتي اليك
حين تحبني من ألفي الى يائي
وتسبي الفؤاد بعطفك وحنانك
لينام مطمئنا في خدر عينيك
وتجعل من غرامنا باحة ذكر للعاشقين
وللعابرين زمزم يغمر ضفاف العطاش
بعذوبة قوافيك
أنا في العشق يا سيدي
ضلع يستقيم بصدر شرقي الهوى
بلورة يخدشني تجني الهيام
وفي عتابي كبرياء خفقة
أهدرتها يوما بصدق مني اليك
مأخوذة بتسابيح صوفي
مسحورة برهافة همسه،
وقساوة طبعه
صادفته في سحابة أسفار شاردة،
فسباني بخزامى الطل،
وودق وجده
أشتاق لعينيه وكأنها بحر
تموج أنوثتي في أعطافه وسره،
استيقظت في غرامه حواسي ثائرة
فأرخيت حزني للنسيان
عانقته واعتنقته ،
أحببته،
ورق الفؤاد لوجه سبحان من سواه،
وأعطاه من لطفه،
أأبوح بهيامي !
احتفاءً بانعتاق خفقة
أججت في فردوس القلب حرائقا
حتى اشتعلت من جمر الهوى نجمتين،
وعجنت روحي بروحه حد الدوار
حد ارتجاف الشفتين
آه من نزق حب يجهله
يضبطني متلبسة بالشوق اليه
آه من صمت يسرق صوت ماج فيه الحنين،
وأضناه النداء اليه،
آه من اسمه الذي أهواه،
ووهن يراود نبرتي ذات اغواء
كلما أطبقت الشفاه على حروفه
شهوة اليه ،
يا شهقة العمر
يا لهفة تنبت في روض الفؤاد
كون من الشغفِ،
ماذا صنعت لحبي يا سيدي معذرة !
أتحبني فراشة تحرق أجنحتها
فوق قناديل قصائدك،
عصفورة تزقزق في عشاش الحبر،
وعلى أغصان أبجديتك .!!
ظبية شاردة في حقول الحرف
تطارد ايماءاتك تحت سحائب قافيتك ..!!
أتحبني نائمة في دواوين الشعر،
فإن انفضت مجالسه
استحلت اهزوجة،
هزت وجد الخيال يوما،
وجادت بأوصافها ذائقتك...!!
يا صانع المراكب،
ما أقسى أن ترسو قلوبنا
على سواحل من لغة وورق ،
فماذا صنعت لحبي يا مولاي معذرة،
والى متى سنتحدث صامتين،
وفي حناجرنا كل هذا الودق
وما ذنبي إن أضناني الهوى،
وشغفت بنور اصطفيته لنفسي،
وهل على الأفئدة إن داهمها العشق سلطان ..!!
أسقاني سره،
فاستفاضت دنان الروح بعطره
وانسابت سواقي عشقه في وجداني ،
استعذبته جائرا مستبدا ،
وكابدت شوقي في هواه شريدة،
أين المفر ..!!
وأنا اللائذة منه اليه،
وبين جوانحه مستقري ومثواي،
يطلب برهاني يقينا،
وبفتوره يجهل كم ابتليت ،
كم تلمست وجهه في البعد ،
وحوطته بتعاويذي وبكيت ،
كم ناجيت طيفه في قصائد الحب ،
وأخفقت في اقتناص حلم
يؤنس سهاد يصلبني ظبية
في مروج عينيه وعانيت !!
يا أهل الهوى ،
أهذا جزاء المحبين ..!
نار واصطبار،
جنة وانبهار،
صد وود،
عشق مخضب بألفة وخصام،
يا عاذلي في الغرام
الحب نور من الله يغمرنا،
أنختلف بالشوق.!!
وأرواحنا في التنائي
وميض ذاب بريقه في مآقينا
صمت يتوسد خطيئته في أصواتنا ،
وصوت أسقمه الكتمان
فأخفق في النداء وتهجئة أمانينا