أطنان الكتابة وجريمة الإبداع / زهراء /

أطنان الكتابة وجريمة الإبداع
عندما تصبح الكتابة بالاطنان وتغيب القراءة
فنحن إزاء معضلة كبيرة ..
كل الرفوف اليوم تزخر بمليون طن من الكتابة
ويتيمة هي القراءة في مدارج التغييب المفتعل أحيانا
والقادرون على القراءة يلتزمون الصمت بل وأحيانا يشجعون هذه الرداءة ، بدافع الصحبة والرفقة وذاك الشي..
ما فائدة الكتابة إن لم تحرك القراءة ؟؟ ما فائدة الكتابة التي تكرر نفسها في إطار لغوي محدود قاحل؟؟ولغتنا بحر بكل الأمداء ؟؟
وهل يكفي مليون ديوان وكتاب ومؤلف وحضور دون أن أستفيد ـ مثلا ـ كقارئة من هذه الأطنان المطنطنة حد الغثيان ..
كتابة نص تحتاج وجعا وتحتاج فليا من حيث اللغة والقواعد والصياغة والبلاغة
إن النص كلوحة تنقش، والنقش عملية دقيقة تعتمد على التركيز لإيصال الـ / رسمة / من هذا النقش
ولكن للأسف غياب الضوابط والقواعد المؤسسة بكسر الواو للإبداع ، سمحت للكل أن يكون كلا
وإنه الافتراضي والواقعي يلتحمان في هذي الجريمة ضد الإبداع..
زاوية رؤيتي الخاصة ..

ذات حوار كان لي هذا الرأي والذي يصب في نفس تيمة المقال
أعيده هنا كونه يلتقي في نقاط كثيرة مع ما جاء في تعليقاتكم أحبتي

كتبتُ أقول:


تساءلت كثيرا ما بيني وبيني : وكم أكره هذي المحادثات السرية ما بيني وبيني / تثقل كاهلي وتشوش علي هدوئي وتمنعني من الالتقاء بنفس جديد من خارج جوانياتي ..
تساءلت
ما فائدة الكتابة؟ والقراءة؟
ما الذي أضفناه إلى هذا السّجل الموروث؟؟
هل غيرنا شيئا من طباع وشمت عقودا من زمن وتربعت على صدر التغيير حجرا ثقيلا؟؟
على الاقل في الزمن القديم انتصبت الخيمة العربية وصنعت فرحة الإبداع
واليوم ماذا صنعت طاولات كثيرة واغلفة مالية بالاطنان تصرف على هذي اللقاءات من وزارات الثقافة في كل أرجاء الوطن العربي
والجمعيات الفاعلة وووو
ماذا أضافت ؟؟
شخصيا لم ألاحظ تجديدا وجديدا يـُذكر ...

كثيرا ما نعيب على الساسة أفعالهم التي توجتنا انحطاطا
وننسى بان الأقلام ساهمت بشكل فظيع في هذا الانحطاط
بالصمت وبالبكائيات الكثيرة التي لم ترسم سوى اوراقا للواعج كظيمة ترتد من وإلى النفس وتؤسس ُ للانفرادية
من المسئول ؟؟ الفساد السياسي الذي يحرك آليات مواطن الحياة؟فان كان جيدا انعكست الصورة؟
أم المسئول هذا المثقف الذي يقبع في عمق خوفه وجبنه وصمته وبكائه ؟
هل المثقف أيا كان : شاعرا كاتبا مفكرا قاصا رساما نحاتا
هل هو مسئول على التغيير ؟؟ ام مسئول على نقل وقائع الاحداث وتدوينها للارشفة التأريخية؟؟ ام لا مسئول نهائيا ؟؟

قال لي وهو يحاورني احد المبدعين
الشاعر و/ المبدع / بصفة عامة : غير ملزم بتغيير الواقع فهو لا يملك عصا سحرية انه يغير الواقع بالانضمام إليه
استغربت
كيف يغير الواقع بالانضمام إليه إن لم يكن ملزما؟؟؟
ربما لم أفهم جيدا محاوري

يبدو لي أن المكتبة الرقمية أتاحت السبيل للقراءة عبر مكتبتها الرهيبة ، حيث توجد كل أصناف الكتب
المشكل أننا لا نهتم بالقراءة ونهيم بالكتابة والكتابة لا تستقيم دون قراءة..ولا يمكن أن تستقيم دون مائها
والسبب : يبدو لي في نقطتين: غياب النقد وضوابط الكتابة ومقاييسها التي تعقلنها
وثانيا: المجاملة التي باتت تغزو كيان الإبداع على عينك يا ابن عدي
الإبداع جرأة وتقويم وتجديد وحرية هذه الجرأة في التغيير / عن الجرأة الأدبية أتحدث /
دون ذلك هو مجرد فصوص ملساء تكرر نفسها وتخلق فضاءات الملل
ربما هذا سبب من أسباب غياب القراء ..
فليس هناك شيء جديد يخرج عن المألوف في إطار التجديد
عندما تنتهي الكتابة من لغة "" أكلوني البراغيثُ ""
ربما تنفرج الغصة ..

الثقافة أختي العزيزة هي نتاج المجتمع

وبما أن المجتمع العربي يعاني الفساد

في كل مرافقه فإن الثقافة أخذت الصورة نفسها

نعم قلّ الإبداع وكثرت السرقات وظاهرة الإجترار قائمة

إلا أن هذا لا يعني الاستسلام فالتغيير ينبغي أن يتصدى

به المثقف بل هو أولى به من غيره

شكرا لمقالك النافع

باقة ورد

لا نلوم سوى أنفسنا أيتها العزيزة، فنحن من فسحنا المجال لهذا التردي الملحوظ بتقاعسنا ومجاملاتنا على حساب الأدب
"كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته" كلنا ملزمون بالتقويم والإرشاد والإصلاح بقدر استطاعتنا ووسعنا
الأدب بحاجة لصنف خاص من الجمهور يملك جرأة التغافل والتجاوز أمام النصوص الباردة والمكررة التي لا تحمل أسباب التأثير والمتعة والدهشة والحماس
بحاجة لحضور يقوى على الثبات والرزانة أمام النصوص المتواضعة فلا يوهم أصحابها بأنها عظيمة فيخدعهم ويدلّس عليهم فيختلط جيدهم برديئهم
مقال مهم وتشخيص دقيق والتفاتة ضرورية جدا
بوركت وكثر الله من أمثالك

الزهراء
أثرت مسألة هامّة تتصل بقراءة النصّ المكتوب أو المنجز الأدبي الذي صارت طفرته تتجاوز بكثير عملية القراءة
وأشاطرك الرأي صديقتي أن لاقراءة تذكر لما ينجز في المتون الأدبية الحديثة أكان نثرا أو شعرا أو أي جنس من الأجناس الأخرى...فعملية القراءة صارت ضنينة وضيقة لا تتجاوز لحظة التواصل مع النّص وعبر الوسائل الحديثة ...
هناك أزمة تشهدها الساحة الأدبية أزمة خطيرة جدّا كما أشرت لها في مقالك وطرحك المميّز...والغريب في الأمر أنّ هذه الأزمة متغافل عنها فحتى المهتمين بشؤون الأدب لا يتعرضون لها بالتناول وهي لعمري معضلة أخرى تنضاف لتعميق أزمة القراءة ..
فهل تذكرين صديقتي ملتقى أدبا واحدا طرح هذا الإشكال فالجميع يتهافت على الإلقاء واسماع صوته الشعري وحصد الجوائز والتكريمات ..
ولا ننكر أنّ عملية القراءة وأهميتها في الأدب وتطويره وتحفيز المنتجين لم تتجاوز التنظير والإشارة ...فقد ظلّ طرحها بجديّة غائبا ومسكوتا عنه
وأذكر بعض الآراء التي تناول فيها أصحابها أهمية عملية التلقي والقراءة للتأكيد على جدواها
يقول أحدهم ” الإنتاجية ا لنّصيّة يقوم بنحتها وتمثل آثارها قارئ مفترض أو” قارئ ضمني ” وأنها تحتاج أكثر تحديدا إلى قارئ يمتلك ” عينا ثالثة ” هي عين الوعي بالقراءة المثمرة نصيا ومؤول ينتج المعنى والدلالة على إثر هذه “الإنتاجية النصية ” بواسطة نص آخر ينتمي إلى حقل النقد..
ويقول آخر
النص “حر طليق من معنى مزعوم بات رفاتا في قبر يجهله القارئ أولا يهم النص ولا القارئ أن يعرفه ..
ويعتبر التّلقي حالة من التّوازن بين المبدع والقارئتهتم بالنّص ومدخراته ومخزناته...وعملية التلقي مهما كان مستواها الأكاديمي المعرفي فهي رافد من روافد النقد وتثمين النص وتقصي مكامنه
تقولين في طرحك
يبدو لي أن المكتبة الرقمية أتاحت السبيل للقراءة عبر مكتبتها الرهيبة ، حيث توجد كل أصناف الكتب
المشكل أننا لا نهتم بالقراءة ونهيم بالكتابة والكتابة لا تستقيم دون قراءة..ولا يمكن أن تستقيم دون مائها
والسبب : يبدو لي في نقطتين: غياب النقد وضوابط الكتابة ومقاييسها التي تعقلنها
وثانيا: المجاملة التي باتت تغزو كيان الإبداع على عينك يا ابن عدي
وأراك قد وضعت الإصبع على سبب تدنّي المنجز الكتابي الذي صار يشهد طفرة غير مسبوقة أسهمت في اختلال دورة العملية الأدبية التي لابد من مراعاة مقوماتها وأفانينها
علت الأصوات الشعرية بغثها وسمينها وشهدت الملتقيات ضغطا وتكالبا على حصد الجوائز التي لا تخضع لموضوعية تذكر...
المجاملات يا صديقتي وضعف المعايير التقيمية صارت هي الأساس ..
وأذكر لك مقولة هامة ظلّت راسخة بذهني
المجاملة رصاصة تقتل الإبداع
وفعلا فقد قتلنا الإبداع بمجاملاتنا وبغياب الاموضوعية في التقييم والنّقد
تظلّ القراءة من أهمّ عمليات الإبداع والتّواصل مع النّص الآخر ولابدّ من اثارة هذا الإشكال الذي طغا وتسبّب في تدني المنجز الكتابي
زهراء
شدّني جدّا طرحك ولابدّ من تناوله بأكثر عمقا وجديّة ...لابدّ من تقديم الحلول فنحن في منتدى أدبيّ مرموق بقاماته وفرسانه والمرور بسطحية على القضايا الأدبية المطروحة هو وجه من وجوه السلبية المقيتة في طرح الإشكالات والقضايا الأدبية
وسأعود هنا بأكثر عمقا...
أشدّ على يديك سيدتي العزيزة وأشكرك على جرأة الطرح وعمقه فقد عرفتك صوتا حرّا لا يسكته شامت ولا حاسد ولا منتقد...
لي عودة هنا ...محبتي التي تعرفين والتي لا تعرفين وسيبقى الأدب متعافيا بمثل هذه الأصوات الحرّة ...التي لا تجامل أبدا أبدا في التقييم الصحيح [/SIZE]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور اسعد النجار     الثقافة أختي العزيزة هي نتاج المجتمع وبما أن المجتمع العربي يعاني الفساد في كل مرافقه فإن الثقافة أخذت الصورة نفسها نعم قلّ الإبداع وكثرت السرقات وظاهرة الإجترار قائمة إلا أن هذا لا يعني الاستسلام فالتغيير ينبغي أن يتصدى به المثقف بل هو أولى به من غيره شكرا لمقالك النافع باقة ورد

صدقت دكتورنا الفاضل
هي السياسة "" بيت الشيطان "" كتاب رائع كتبه احد المفكرين
حيث تتحكم في آليات التفكير نفسه بفرض ""لاءات جبرية ذهنية ""كما يقول المبدع واسيني الأعرج
هذه اللاءات تمسطر إيديولوجية الإبداع
فكل ما يكتب اليوم تحت منظار الإبداع هو نتيجة لإيديولوجية معينة
وللاسف سياسة بني يعرب فاسدة وخبيثة وقبيحة توغلت وتغلغلت في الإبداع نفسه فعاثت فيه فسادا


الله يجيب الخير دكتورنا الفاضل

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هديل الدليمي     لا نلوم سوى أنفسنا أيتها العزيزة، فنحن من فسحنا المجال لهذا التردي الملحوظ بتقاعسنا ومجاملاتنا على حساب الأدب "كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته" كلنا ملزمون بالتقويم والإرشاد والإصلاح بقدر استطاعتنا ووسعنا الأدب بحاجة لصنف خاص من الجمهور يملك جرأة التغافل والتجاوز أمام النصوص الباردة والمكررة التي لا تحمل أسباب التأثير والمتعة والدهشة والحماس بحاجة لحضور يقوى على الثبات والرزانة أمام النصوص المتواضعة فلا يوهم أصحابها بأنها عظيمة فيخدعهم ويدلّس عليهم فيختلط جيدهم برديئهم مقال مهم وتشخيص دقيق والتفاتة ضرورية جدا بوركت وكثر الله من أمثالك

نعم سيدتي كلنا مسئول عن هذا الوضع المزري
ولكن حين نرفع أصواتنا بالنداء وبخلق إرادة جادة نُنعت بكل الصفات
فـ هناك ما يسمى بـ les clans / the clans / خويا وبن خويا وعمي وصديقي وووو
مافيا تتحكم في الإبداع عبر نوافذ تواصلية استغلها العرب لضرب بعضهم البعض
ويا ويل من يقول بأن هذا النص ضعيف بالحجج والبراهين طبعا
غياب النقد تسببت فيه هذه المافيا الخطيرة
حتى ان الالقاب اليوم حدث ولا حرج
فهذا دكتور بشهادة تمنح له من طرف صفحة فيسبوكية فيعتمدها رسميا
وهذه شاعرة لا تفرق ما بين الألف وعصا الطبال
والكل صار كلا والدواويين والكتب تقنطر الرقمي بلا فائدة ترجى
والوضع مؤلم وفاسد للأسف

شكرا سيديتي الفاضلة على تفاعلك القيم

تظلّ القراءة من أهمّ عمليات الإبداع والتّواصل مع النّص الآخر ولابدّ من اثارة هذا الإشكال الذي طغا وتسبّب في تدني المنجز الكتابي
نعم صديقتي الغالية منوب
القراءة تعيد إنتاج النص من زاوية الضوء
وللأسف نحن لا نفهم هذي الجدلية حيث نعتبر كل مداخلة تفكك النص هي مداخلة تعنيتة ومحاولة لتشويه النص
فننعت بأقبح الصفات
القراءة ماء الكتابة
حين أدخل نصا وأبين لحظات ضعفه فإنني أحاول مقاربة إعادة إنتاج الفكرة فتشترك القراءة والكتابة في جدلية الطرح بطريقة الحوار
للأسف لم تعد توجد هذه الجدلية ونحن اليوم في موكب جنائزي للإبداع نمشي فيه واقعا ونلغيه في نفس الوقت
لا توجد إرادة جادة
صدقيني يا منوب
فشل الإبداع اليوم بشائره رمادية وربما قد تتمكن من الزمن إلى أن تصير حقبة طويلة المدى
مادمنا ساكتين عن قول الحقيقة وتعرية ما يجب تعريته

حضورك مائز ورائع وجاد
فشكرا يا غالية
واعذريني على الاقتضاب
جئت للتو من عند الطبيب عافانا وإياك الله من كل سوء

لك القلب منوووب

مقال هام جداً، كيف لا وهو يطرق موضوعا حياتيا واقعيا، نلمسه ونخوض فيه ليل نهار!


أما عن القراءة عموماً...
فقد اشتهر العرب بعدم القراءة والمطالعة والاهتمام بالمضامين!
ولطالما كان الإبداع والمبدع عندهم فريداً غريبا من نوعه!
قديماً، كان يُحتفى به وتعلق إنجازاته على جدار الكعبة، وكانت قبيلته ترتقي سلم المجد بانتمائه إليها.
حالياً، وفي عصرنا المؤتمت الفارغ من المعنى، والمعولم المليء بالفتن واللهو والعبث،
بات عنصراً شاذاً وجب الابتعاد عنه وزويه في خانة العمه والغبن...


فيما خصّ الأدب:
الغث والسمين -على قلته- يُقاسان بمقياس واحد.
يحدث الخطأ النحوي والمعنوي ولا يشار إليه، لاخفية ولا صراحة!
نتجنب عملية الغيرة على اللغة، التي اجتمعنا أساساً حول الأدب في بيتها!
لماذا لا نقرأ أساساً؟
وأول آيات القرآن كانت "إقرأ" ليس لأن نبينا العظيم أمِّي بمعنى الأميِّة!
فهو عليه وآله الصلاة والسلام أمِّي بمعنى الأمميَّة، لأنه من أمِّ القرى مكة المكرمة.
بل هو بلاغ لنا نحن أتباعه -كما ندعي- لنقرأ ونتعلم ونطلع ونفهم....
ربما بات الأدباء القارئون كما الأدب غرباء... كما عاد الدين غريبا
فالدين إقرأ!!!
ولله الأمر


شكرا لكم أختي الأديبة الراقية على المقال الحاثّ على الرد
دمتم بخير
مودتي والاحترام