الهوية..
فكرة مربكة.. يمنحها المغني نموها القلق
وامتناع المغامرة في امتداد هذا الخلود..
وفرحة المصلين يصلبها بائع الدين
وحدها المرآة تعرفنا
لا تنطلي عليها حيلة الأقنعة
فتخلع الذات عما زاد فيها من كبرياء
وحده الظل يبقى وفيا
يتلاعب بأطوالنا
ويملأ الغرفة ليلا بالأسئلة
حين يتوسع وهم النور
كينونتي..
أقنعة مكدسة
مثل المهرجين
وجهي تسلية مجانية
أكره المرايا
لأن وجهي ضحيتها
مثل المدارس
تنحته أقنعة طبق الأصل
الهوية الخرافية..
سقف يحفظ وجه السماء
حتى لا نراه مضيئا بالاتساع
وأنا..
حيز منفلت من الزمن
ظل لا يكفيه جدار
فتيل من أسئلة يغلفها الخوف
مثل الشموع، لا تضيء حفاظا على قناعها..
وقناعاتها
هكذا سويت علاقتي مع النوافذ والطرقات
أسأل وجها وألتقط ابتسامات تركت عمدا في طريقي
مثل نادل المقهى أنظف الطاولات من حديث الزبائن
ذات مرة..
نسي عامل النظافة دموعه في منديله الورقي
حين مسح وجهه
فصاح رواد المقهى: ظل ساطع
وقلت: كاد يستفيق
أراقب ذاتي من ثقوب حيرتي
كيف تحنط كينونتي قرب أنفاسي
وعلى مرمى سؤال تقبع الأنا.. منهكة من الدروب الوعرة
فالوجه الموروث قضبان ينسخها الغياب
وهوية تالفة
نص الموقف و عن جدارة صيغ بلغة شعرية سلسلة واضحة لا مكشوفة و لا فجة زيادة على حضور السارد و الكاميرا _مان
مرة بمرة بين تنقلات النص لمنطقة _من المنطق_ ترابط الصور
و تأمين تواترها و صيرورة بعض المفاهيم و المصطلحات المستدعاة من حقل الفكر و الفلسفة _على غرار الكينونة الهوية... من صميم الأخذ و الرد فيها شعريا
الراقي مبدعنا عبد الرزاق
نظرت و أنرت
القراءة لك مديات إمتاع مع سابقية الإقناع
من الجزم بمكان، أن من كانت المرآة تعكسه والظل يشبهه فهو إنسان مستقر نوعا ما...
على الأقل ظاهريا...!
فكيف بمن لا تعكس مرآته أعماقَه، ولا يماشي ظله حيثياتِه؟!
أمر عجيب حقا...