ديوان الشاعر / أحمد الحمود العطرة

أنا موعدٌ بين الأحبة قد ضعتُ في بحر الظلام



أنا قبلةٌ مطبوعة فوق وجنة طفلة لم تبلغ الخامسة



أنا فرحةٌ في جيب شحّاذٍ أضيع بعد كأس الشاي في المقهى



متناقض حدّ الجنون ... أنا أبيض أنا أسود



أنا الأراضي الشاسعات أنا السجون



ووقعت في حبّ الوداع ... وأموت شوقاً للقاء



يا صاحبي .. اجلس لتسمع قصتي ...



مرّ الشتاء سقى شتاتي فأزهرت الحدائق



جاء الخريف بُعيدَ أن رحل الشتاء



حتى الفصول تخونني .. وتساند الأزمان في حرب البسوس .. عليّ وحدي



هذي شواطئ جلَّلَتْها بالصفار .. ورود سلمى ... حين غارت



وتلك ألحان حزينة عُزِفَتْ على جمر الوداع ....




آه يا سلمى ...





كم ماتت الألوان في دنياي .... لحظات الوداع .



هل تسمعين بفصل صيفٍ .. نجني به عناقيد العنب



هل تسمعين بقتل طفلٍ بلا سبب



هل تشعرين بصوت قلبٍ ملّ ينتظر اللقاء



قد ملّ يرسم لوحةً فيها وجوه للحبيبة عِدّةُ ..



وجه الحياة ...



وجه الربيع ..



وجه الوجود بلا جسد



وجه ٌ حزينُ فيه طفحٌ ....



يال التناقض ...



عدنا إليه

رسالة إلى البحر الميّت

ماأقساك وأنت البحرُ
تقتل أسماكك بالملح
منظرك جميل في العين
يابحر وحقدك يعميك ..
يجعل من أعماقك تابوتاً يحمل آلاف الجثث تطوف بسطحك
ولازبدٌ
تاه الزبد ..
والتهمته اللجة فيك
في أسفل أصقاع الأرض وُجدتَ
هل تعلم ُ .. أنك أسفل منطقةٍ في الأرض
ملحُك سببٌ ..
يابحر كفى..
كن بحراً يحتضن اللؤلؤ .. يقطنه رزق الصيّاد
كن بحراً يبني قلعته فوق شواطئك الأولاد
كن حلماً يابحر كفاك الموت يعشعش بين اللجة واللجة
يابحراً أنهكه المرض .. أنهكه يزرع سفلسه في أعواد الصيادين
يابحراً عجز الطبّ يداوي في مرضاك ولا جدوى
أنت الميّت ..
أنت الميت ..
أنت الميت
يابحر كفاك
لاتكن الموت َ بذات اللحظة
تغري صيادكَ ببريق مايلبث أن ينفضّ بلحظة
وتفتك فيه
تعطي الشبك لسبّاحيك ليصطادوا أنفسهم
وتذوب من الحزن عليهم
ما أقساك
يابحر كفاك الموت شريكاً .. كي نرفضَك
يابحر كفاك

رصاصة رحمة

يقتلني ايُّ سلاحٍ منكِ

تقتلني نظرة عينٍ

يقتلني الصدُّ

يقتلني صوت طنين الهاتف أنّ الروح بشغلٍ .. أعدِ الطلب بُعَيدَ قليل


****


يا امرأة تقتل من غير دماء

يا امرأة تتعرّى كي تشعل شمع الحزن

تتعرّى من كلِّ مشاعرها .. وتُميت الروح

****

في الصبح تكونين البحرَ .. مليئاً باللؤلؤِ

لايلبث أن ينفجر البركان بقلب البحر .. يدمّره

فيهيم حزيناً .. يندب حظاً حالفه يوماً

عاداه سنين

****


تبتسمين ..

أعرف أنّك تبتسمين لقهر الحب .. ويُقْـهـَـر

هل تسمح عينيك ِ ..

أطلب طلباً ..

بيديك زناد ٌ

أعطي الروحَ رصاصة رحمة

فالموت رحيم .. لاشكّ .

*

لاشكّ رحيم

الحب من أمامك والبحر من ورائكِ

سافرنا في رحلة دمعٍ

في قارب حبّ مثقوب
وكلانا يبحث عن شمس
عن قمر
أو نورٍ كيما
نبصر كيف الغرق يكون
كان القارب يمشي هوناً
هوناً هوناً
حتى نغرقَ
أو نفنى ويصير طليقاً
ما أقسى أن تبحر يوماً
في ثقب القارب عينيك
رحلة دمعي مع أدمعها لم تتوقف
ماجفت يوماً أو ضحكت
بئس شراعاً كان شراعك
ياقاربنا
كان الثقب يحملق فينا
في أعيننا
في أيدينا
يضحك في خبثٍ ونخاف
كان الدمع غزيراً مرّاً
أقسى من مائك يابحر
سدّ الدمع عيون القارب
أكملنا الرحلة في السّحَرِ
ووصلنا شاطئ أحلامٍ
يبكي شوقاً كي يلقانا
هانحن وصلنا ياسلمى
كُفّي الدمع .
هيّا كي نبدأ رحلتنا
مارسنا الدمع ألفناه
يكفيكِ دموع
رحلتنا ياسلمى الآن َ
رحلة حب
لاينظر أبداً للخلف

فالبحر وراءك ياسلمى

والحب أمامك فهلّمي

أو عودي يبلعك البحر

لكِ في الخيال مهابةٌ

لك في العيون مكانة

لكِ في الضلوع ديارُ

يا أنتِ .. سلمى .. كيفما شاء الهوى .. تمشي

أينما حلّ الربيع ... هناك زهرة

سلمى .. وقصّة حبنا الأبدي جمرة

في عيون الحاقدين

الملحدين

الجاحدين .. الحبَّ

()*()*()

سلمى غمامة

في سماء العشق طارت

كي تظلّل حبّنا

()*()*()

سلمى حمامة

في سماء القلب طارت

تملأ الأفق عيوناً

ترتجي ملقى الهواء

()*()*()

سلمى

وأنتِ لي هواء

يا ألف داء

في هواك وأبتسمْ

أنتِ الدواء

ياحرف حاء

حرف باء

يا أنا

أنت الرجاء

لماذا ؟ وألف إشارة استفهام

	لماذا الـحزن يقتلنا ويكتب في دفاترنا أغانيه التي نزفت وما برحت تؤسّينا لماذا تبخل الدنيا وتسلبنا أمانينا وكل قصيدة نـُـظــِـمت قوافيها تعزّينا نقيم مآتما للشوق والأفراح تَبكينا لـِـمَ يا حزن تأخذنا بحوراً مالها مينا ؟ لماذا تكسر الساري تـُـشَـمـِّـت غيرنا فينا لماذا الدمع معبدنا وتعشقه مآقينا لماذا القهر مربعنا تسامره ليالينا لماذا ياظلام كفى نريد النور يأتينا نريد الانعتاق فقد نسيناها أغانينا مقام الكرد رافقنا صَـباه تأصلت فينا ومل ّ الناي والقيثار من ذكرى مآسينا تعذبنا ... لقد متنا متى يا صبح تأتينا ؟ نقيم بشمسك الأفراح والدنيا تهنينا

سأكتبُ للّيل ِ شعرًا حزينـًا == يزيد احتراقي كأني عراقْ

كأني النخيلُ بشاطئ دجلةَ == وكُلّي لنخل الفرات اشتياقْ

فكم ضحكتْ في مساءٍ عيونٌ == وكم نزفت من فراق مآقْ

أيا ليل صدقاً سيأتي النهار == ويجلوك عن أمنياتي فراق

أليلي صحيح ٌستمضي بعيدا == ويدرك روضي أنينُ احتراق



أليلي تكلم وقل لي : حبيبي == تظن بأني أطيق انعتاق



وتعلم علم اليقين بأنّي إذا == غبتَ يوما أموت اختناق



فأنت الهواء لروح ٍ تغني == نشيد اللقاء بلحن العناق



تمهل قبيل الفراق حبيبي == فبعدك عمري لموتي أُساق



وأيام عمري بدونك ثكلى == تخطُّ خطاها بغير اتساق



فيا ليل كنت وتبقى الحياةَ == لنهر الفرات فأنت العراق



وهل يألف الناس يوما فراتا == يتيماً يسير بدون العراق

وأد الأماني

على لسان من حُرِمت من حبيبها بحجة أنّه دون مستواها الثقافي

هــــــــــــنيئا نجحتم بوأد الأمانــــــــي = التي قد تبدّت ندىً في زماني

وضــــــــــــــــــــيّعتموني فصرنا هباء = أنا والحبيب كـــــــــلانا يُعاني

مَـــــــــــــــــــرار الحياة سُقينا فشكراً = لكم فافـــرحوا يا طغاة الزمان

تــــُــــــــــــــــــــصلّون لله خمسا تُقاةً = وتتلون في الفجر سبعاً مـثاني

حــــــــــفظتم صحيح البخاري كلاماً = وعظْتُم به كل قــــــــاص ٍ ودان ِ

ولـــــــــــــــــمّا بأمري سُئِلتُمْ أَجَبْتُمْ = برفض الذي جاءكم كــي يراني

وقــــــــــــــــلتم بأن الذي جاء أدنى = مكانا من البنت حــــــتى يداني

ولم تــــــــــــسألوا عن صلاة وخلق= وقبحتموه كوغدٍ مــــــــهـــــــان

فــــــــــــــأين ذهبتم بقول الرسول ؟ = وأين الصلاة وســـبعاً مثاني ؟

فــــــــــــــتباً لكم يا قــــساةً أطاحوا = بحب السنين خلال ثـــــــوانــي

أعــــــــــــــنتم مصائب هذا الزمان = عليّ وقلتم دموعا كــــفــــــاني

فــــــــــــــــيا حِبُُّ عذرا فكل ذنوبي = بأن الزمان بــهم قـد بلانــــــي

هنيئا لكم فلتدقوا الطبـــــــــــــــــول وحسبي إلهي وحـــــســبي كفاني

بدربي طفلةٌ وقفت
بعينيها دموع الكون
أسائلها عن السبب
فترمقني بخنجرها ...
تصيح... العين غاضبة :
ألا تدري
بأنّ الأرض متعبة ٌ تصيح الآه ياولدي
أجيب بقلبي المكسور
على عينـَـيْ معذّبتي :
وما أدراك ِ ياقلبي بهمّ الأرض والتعبِ ؟
يردّ فؤادها : تبّاً .. قضيت الليل في سهر ٍ
وفي خوف ٍ من المجهول
لقد ماتت طفولتنا ... لقد ماتت براءتنا
وأنتم يا كبار القوم
رصاص القتل وا أسفي
ودفتر رسمنا امتلأ ... بموت ٍ أو بقايا دم
وألواني بعلبتها ولم أرسم بها شيئا...
وينقصها دم الألوان
لقد نفد ...
لكثرة ماتلون فيه
دفتر رسمنا ... سحقاً
للون الدم ينتشر
على صفحات دفترنا
يجللها .. يكللها .. يميت طفولة ً فينا
فتنسانا وننساها
دمى الأطفال ... مبراة ٌ .. وممحاة ٌ... ومنقلة ٌ .. وحبل النط ّ ... والحلوى
فنغدو مثلكم ... شيباً ... بلا قلب ٍ ولاعنوان

إلى روح ابن أخي .. معاذ
الذي استشهد بتاريخ الخميس 26/4/2012

أَبشـِرْ مُعـــــــــــــــاذ

أبشر معــــــاذ بجنة ٍ وســــلام ِ = فلقد نَصَرْتَ بيــارقَ الإســــلام ِ
ولقد عَـلـْوت َ مُتوننـــا مستشهدًا = برصاص غدرٍ من كلاب ِ نظام
قد كنتَ عرّاب التظـــاهر كلمــــا = خرجوا هتفتَ بصوتك المتسامي
حريـــــّة سلميـــــّـة لم تنثني = في كل ســـــاح ٍ ناظرًا كحســام
كم كنت تشتاقُ الشّهــــادةَ نلتَها = فالصبر عنها زال في الأيــــام
حتى كسرت جدار خوفك ماضيا = نحو الردى بطلا ً بغير لثــــام
وكشفت صدرك للرصاص ِ تخيفهُ = فاختارك القنّاص كالضرغـــام
يخشاك من بين الذين تظــاهروا = ويراك طودا ً هــائِلَ الإِقــــــدامِ
أرداكَ , أبصَرَ في عيونكَ وامضا = فجرا يزيـــل تسلّـــط َ الظـّــُـلامِ
يا إخوتي زُفوا العريس َ أراه ُ قد = طلب الخلود َ فنالَ خيــر مقــام
لفــــّوهُ بالعَـلَم ِ القديــــم ِ وكبّروا = هو كـــان فيكم رافع َ الأعـلام
فاهنأ معــاذ ُ جعلت َ روحك بيرقا = للنصر، شاهدة ً على الإجرام