تميل بعض النساء وليس معظمهن حتى نكون منصفين في الهزيع الأخير من مشوار العمر ، إلى نيل حريتهن المسلوبة من قبل الرجل، الذي يعتبر ذلك حقه بحكم القوانين الإلهية والوضعية ، مستندا بذلك إلى الكثير من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية ، كقوله تعالى " الرجال قوامون على النساء ، بما فضل الله بعضهم على بعض "
وقول الرواة عن الرسول (ص) : " إذا دعا الرجل زوجته إلى حاجته فلتأته وان كانت على التنور " طبعا لانو ماكان في سلق مكدوس في تلك الأيام .
إن ميل المرأة إلى الاستحواذ على فضاء واسع من الحرية من الرجل الذي كان على مفرق من مفارق العمر ، حبيب القلب ، ورفيق الدرب ، وقصيدة مفعمة بالرومانسية والحب والإخلاص .
مستندين في ذلك لأسباب موضوعية أبرزها :
- التقدم بالسن ، ومتطلبات الحياة اليومية والأعباء الملقاة على عاتق المرأة دون الرجل في تامين حاجات المنزل وخاصة في العائلات الممتدة.
- انتفاء حاجة المرأة إلى الليالي الحميمة مع الرجل ، ويصبح سماع طلبات الرجل في هذا المجال أصعب من الحصيدة بالكف في عز الظهيرة .
- جنوح قلب المرأة إلى التعلق بأولادها وتخصيص القسم الأكبر من عواطفها كما مونة الشتوية إلى أولادها وأحفادها .
- الهروب من نق الرجل الذي يتعاظم في نهاية المشوار و اعتماده بشكل كلي على من كان يعتقد بأنها عكازته في أخرته وعزوة الليالي الموحشة في صقيع الشتاء .
- جنوح المرأة إلى مساحة أكبر من الحرية في ممارسة حياتها الاجتماعية دون حسيب أو رقيب ، ولو على مستوى شرب المتة مع رفيقات الصبا والأحاديث الصباحية التي لا تنتهي عن صعوبة الأحوال المعيشية ونكد الرجال ، وظلم الكنّات، ومديح صهر اللقطة .
إن ما يؤلم الرجل في أخرته ، هو عدم قدرته على التكيف مع الحياة وحيدا ، وعدم قدرته على تلبية متطلبات حياته اليومية من طبخ ، ونفخ ، وغسيل وكوي ، ومفردات أخرى ، وهذا ما يفسر رغبة الرجل في البحث عن شريك جديد في حال فقدان الشريك الأساسي لسبب من الأسباب أو تقصيره في مجال من المجالات ، ويقولون أن الرجل يبدأ رحلة البحث عن صيد جديد قبل إن يجف ثرى من واراها وذلك من طريقة بكاءه على المرحومة ( نهي .... نهي .... نهي ) .
وان ما يفرح المرأة في حال فقدان شريكها ، الحصول على المساحة التي تريد من الحرية ، وامتلاك زمام المبادرة بالعائلة إن وجدت ، وخير دليل على ذلك ، أن معظم من فقدن أزواجهن لسبب من الأسباب صرحن في بعض المناسبات : أنهن غير مستعدات لقبول الزوج المفقود في حياتهن مجددا حتى لو حصلت معجزة وبعث مجددا من مرقده ، وسيكون بانتظاره يافطة واضحة ستعلق على باب البيت : عد من حيث أتيت فلم يعد لك من مكان هنا .
فاتعظوا أيها الرجال واعلموا أنكم في لحظة من اللحظات لا تشكلون إلا ذكرى عابرة في حياة من كن شركاء معكم في الحياة ، أو صورة موشاة بالسواد تعلق على حائط في منزل ، تذكر بالمرحوم وخصاله الحميدة .
مايقال في االمرأة يقال في الرجل أيضاً، وميزان العلاقات بين الناس والمعيار الحقيقي هو " الوفاء"... أستذكرت قصة سيدنا عمرو بن العاص مع بغلته! عندما أبى إستبدالها بأخرى وقد هرمت، وقال قولته المشهوره رضي الله عنه " الملل من كواذب الأخلاق!!!
أثبت علماء الإجتماع والنفس
أن النساء أكثر إخلاصاً من الرجال
وأن المرأة تميل إلى الإستقرار العاطفي بعكس الرجل الذي يميل إلى التنويع
وبخصوص موت الزوج فإنه بمجرد موت أحد الزوجين ينفرط عقد الزواج
ويوم القيامة ستتم عمليات زواج من أول وجديد ، ومن الوارد في القرآن أن يختار الزوجان في الدنيا الإقتران يوم القيامة (هم وأزواجهم على الأرائك)
........
أشكرك على طرح هذا الموضوع الهام
تحياتي العطرة
تحياتي استاذ كمال عيزوق
تحياتي الأخوة الكرام ممن سبقوني،
رحيل أي طرفي المعادلة (الزوج أو الزوجة) سيعرض الطرف الأخر الى هزة نفسية عنيفة وخلل في التوازن بلا شك فكل منهما يكمل الأخر، لكن تعامل كل طرف يختلف مع الحدث،
المرأة تستعيض بغياب الزوج بأبنائها اللذين يكونون امتداداً له، يؤمنون لها المعيشة الكريمة ويظللونها بالحنان الذي تحتاج وهي تستمر في عطائها العاطفي وتشبع عاطفتها في ابنائها وأحفادها.
أما تأثير غياب الزوجة عن حياة الرجل فهو اكثر مأساوية، لإنه يمس ليس فقط الجانب العاطفي الإنساني ، بل يمس معتاده اليومي فالمرأة هي من تنظم حياة الرجل وبغيابها تختلط الأمور ويصبح في حالة انعدام وزن ويفقد استقراره، لهذا يلجأ الى ايجاد شريك جديد وهنا لا أحب ان أتهم الرجل بعدم الوفاء ولا يجب ان نعمم لإن كل حالة تٌدرس على حدا.
يجب ان يبقى الوفاء عنواناً للعلاقة الزوجية حتى لو رحل أحدهما عن الأخر ودخل طرف جديد.