ماما الحبيبة
شاب قلبي ومني الرأس لم يشب
ما ذنبي يا أمّاه أن منحني خالقي إحساسا زائدا
ربي لا يريد لي الشقاء
ولكن يشقيني هذا الاحساس وبذات الوقت يمنح الطمأنينة لقلبي أنني إنسان وأحيا كإنسان .
ماما الحبيبة ..
هم لا يرون كمثلنا لا يرون ما نرى اعتادوا الظلام فألفوه ويحسبوه دربا لتحقيق الحياة ولكنهم أمواتا
أمواتا خارج القبور
نحن سعداء بمعرفتنا تؤلمنا أحيانا ولكن في قرارات أنفسنا سعداء .. فنحن نرى ومن يرى يسير باتجاه الصواب و الحق المبين .
وهم أشقياء بجهالتهم هي نار تحرقهم ويشعرون بها في كل لحظة ..
أيديهم حين تمتد لتلكمَ وجه بريء يتألمون هم فقط لعجزهم أن يكونوا مثله ولكن هو لوشاء لكان مثلهم بلحظات
كان المسيح معي فكنت كأنني كائن من ضياء لم أُلمس ولم أشعر بألم
ورأيتهم يتألمون ..
أمي الحبيبة نحن نرى الخير والجمال نشعر بآلام الآخرين توجعنا دموعهم وصرخاتهم تخرج مع زفراتنا
لأننا أحياء فالحي هو من يتألم لأنه يشعر
نحن نعقل الله بعقولنا وهو يملأ قلوبنا ونعبده بسلوكنا وبحبنا لجميع الكائنات
وهم عقولهم لا تغادر بطونهم وغرائزهم لأنهم أجسادا فقط من دون أرواح أرواحهم طاقات وموجات لتحريك أجسادهم التي تتبع غرائزهم وفقط .
ماما الحبيبة ..
أيّا كان خلف الموت .. فنحن لا نخشاه ربما تسكننا الرهبة ولكن لا نخشاه طالما أننا نحب الجميع ونحترم خلق الله
ونتجهز للقائه بقلب سليم ونقي وبريء .
كم أحبك ماما الغالية
كريم