يقال في هذا الشأن : من شبّ على شيء شاب عليه وأن العطار لا يصلح ما أفسده الدهر.. لذلك من المهم أن يعتاد الطفل القيام بالأشياء الصحيحة بطريقة صحيحة وفي الزمن المناسب.
إن الرجوع عن الاعتياد ليس بأمر سهل وأن الأطفال يربكهم التعليمات المتناقضة والبون الشاسع ما بين النظرية والتطبيق.
يجب أن يدرك الطفل أنه لا يجوز الاستهتار بوجهة نظر الآخرين حتى وإن كانوا من الغرباء، فالإنسان ينتمي إلى المجتمع الإنساني بمجموعه ولا يجوز الاقتصار في التخوف من المحاسبة والانتقاد فقط أمام مجموعة المعارف من الناس.. فالإنسان هو الإنسان سواء كان أمام مجتمعه الصغير أو المجتمع الكبير، البعيد أو القريب.
العادات السيئة عند الأطفال من أكثر الأمور المزعجة للآباء والمربين عموما، لأنها تسبب لهم الإحراج أمام الأصدقاء والغرباء، كما أن إهمالها يهدد بتحويلها إلى عادات مزمنة تلازمهم حتى الكبر.
ومن العادات السيئة عند الأطفال لعب الطفل بأنفه، وهي عادة مزعجة وتنفر الغير منه، وفي الوقت نفسه تعرضه للإصابة بالجراثيم، لذا لا يجب إهمالها. يقول الخبراء إن الطفل يلجأ إلى هذه العادة تعبيراً عن إحساسه بالملل والفراغ، وإن أفضل الطرق للتخلص منها هو أن تبقى يده مشغولة طوال الوقت، والأطفال في سن المدرسة يمكنهم أن يستوعبوا ويفهموا الكثير من الأمور، لذا فإن شرح مساوئ هذه العادة لهم لن يكون أمراً صعباً، وعلينا ترك المناديل متوافرة دائماً في متناول يد الطفل ليجدها أمامه عندما يشعر بالحاجة إلى تنظيف أنفه، وينبه الأطباء إلى أن الكثير من الأطفال يحشرون أصابعهم في أنوفهم لأسباب مرضية، منها الإحساس بالجفاف، لذا يجب الانتباه لهذا الأمر والقيام بترطيب أنف الطفل بالقليل من الفازلين أو استخدام نقاط الملح عدة مرات في اليوم.
ومن العادات السيئة عند الأطفال شرب ماء الاستحمام ، ومعظم الأمهات يعانين من هذه العادة، وهي عادة مخيفة لأنها تهدد الطفل بإصابته بالإسهال بسبب احتواء ماء الاستحمام على الصابون. وللتغلب على هذه العادة، علينا أن نضع له في حوض الاستحمام بعض الألعاب المسلية، وأن نجلب دائماً إلى الحمام ماءً نظيفاً للشرب، فالأطفال عادة ينتابهم الشعور بالعطش عند رؤيتهم للماء، ونظراً لصغر سنهم لا يفرقون بين الماء النظيف وغير النظيف.
ومن العادات السيئة عند الأطفال إهمال غسل الأيدي، والطفل الذي لا يعتاد غسل يديه سواء قبل أو بعد تناول الطعام أو بعد الدخول إلى الحمام، أو عندما تتسخ يداه في المواقف الطارئة، يكون عرضة للإصابة بالأمراض مثل الديدان والتهاب الكبد الوبائي من نوع «ب». الحل يكمن في تذكير الطفل بضرورة أن يغسل يديه كلما اتسختا، وبعد الانتهاء من اللعب ودخول الحمام، وإتباع أسلوب الثواب والعقاب معه منذ البداية، وبمرور الوقت والمتابعة المستمرة سيعتاد الطفل على غسل يديه بصورة روتينية.
ومن العادات السيئة عند الأطفال قضم الأظافر،هي أيضاً عادة مزعجة، ومن شأنها أن تنقل الجراثيم إلى أمعائه، وشأنها شأن اللعب بالأنف، يعتاد عليها الأطفال لإحساسهم بالضجر والملل، لذا يمكن التحايل عليه بشغل يدي الطفل طوال الوقت بالألعاب وممارسة الرسم وغيرها من الأمور المحببة إلى قلبه.
كذلك من العادات السيئة عند الأطفال تناول الطعام من الأرض ، فالكثير من الأمراض يمكن أن يصاب بها الطفل بسبب اعتياده تناول الطعام من الأرض، ومنذ البداية على الأم أن تدعه يعتاد على أن يسمع منها كلمة «لا» كلما هم بالتقاط شيء من على الأرض، وعليها ألا تنسى أن تحافظ على نظافة الأرض خصوصاً الأماكن التي يكون فيها الأطفال.
أيضا من العادات السيئة عند الأطفال العطس والسعال في وجه الغير ، فمعظم الأمراض الفيروسية مثل الإنفلونزا وذات الرئة والتهاب السحايا يمكن أن تنتقل للأطفال عبر العطس والسعال، لذا يجب الانتباه إلى ضرورة تعويد الأم طفلها على استخدام المنديل في لحظات العطس والسعال، وأن تكون قدوة له في هذا الخصوص، ويجب أن تنتبه إلى أن الطفل بطبعه يميل إلى النسيان، لذا فهو يحتاج دائماً إلى من يذكره بما يجب عليه عمله.
ومن العادات السيئة عند الأطفال إهمال النظافة الشخصية ، فلا يمكن الاعتماد على الطفل في عمر اقل من الخمس سنوات في تنظيف نفسه بشكل كامل بعد دخوله الحمام.، يمكن أن تبدأ الأم خلال هذه المرحلة بتعويده على أن يعتمد على نفسه، ولكن لا ترفع يدها من الأمر بشكل كامل، فالأطفال في هذه السن يستسهلون استخدام المناديل الورقية لتنظيف أنفسهم ولا يستخدمون الماء مما يعرضهم للإصابة بالتهاب في محيط الشرج.
من شبّ على شيء شاب عليه وأن العطار لا يصلح ما أفسده الدهر
فعلا لأن ما أعتاد عليه يلازمه حتى الكبر
ومن الصعب التغيير
فالملاحظة والعناية مسؤولية واجبة على الأهل
إن تربية الإنسان منذ الطفولة هي أساس المجتمع السليم المعافى
شكرا للأختيار
تحياتي
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 07-04-2010 في 04:08 PM.