قلقة كنت ومضطربة ، بضع ساعات تحول بيني وبينه ، هجرني النوم ، بل أنا التي هجرته ، إنها رحلة إلى السعادة .
اقتحم حياتي عبر مكالمة خاطئة تكررت عشرات المرات .. شدني صوته ، كان مميزا يحمل نبرة غليظة تنم عن رجولة مفرطة .
داعب روحي بشفافية روحه .. دغدغ مشاعري وأوقد منصهرا للجليد الذي يكتنفها .. أحال عالمي الهادئ إلى عالم صاخب لايشبه ذلك الذي اعتدته.. فحياتي قبله فراغ ، كل مافيها سراب ، لاأذكر منها سوى تجربة فاشلة لم أكن مسؤولة عنها ، هي الوصمة التي ستبقى لصيقة بي ما حييت .
أحببته بصدق ، توجت بحبه أنوثتي المطعونة بيد وحش آدمي اقترنت به رغما عني وعشت معه ثلاثة أعوام ، هي أسوأ سنوات عمري .
كان شبقا ، مهذارا ، أرعن ، لا تحد رغباته حدود ، هجرته وأنا الصغيرة ذات الأعوام الثمانية عشر دون أن آسف على شىء .
أرهقتني الساعات ، وما أشد وطأتها على من ينتظر إشراقة أمل .. كنت أعد الوقت بدقائقه وثوانيه يملؤني الشوق للحظة اللقاء .
جالت في خاطري مشاعر جميلة .. أغمضت عيني .. حاولت أن أرسم له صورة من محض الخيال ، لكنني لم أفلح ، فكل الصور تأتيني دون ملامح .
شدني الحنين إليه .. رفعت سماعة الهاتف .. أعدتها ، ثم وثبت نحو المرآة ، ووقفت أرنو إلى جسدي في انبهار لكأنني أراه للمرة الأولى ، أعجبتني تفاصيله فارتسمت على وجهي ابتسامة الرضا .
فتحت خزانة ثيابي .. أخرجت محتوياتها .. بذلت جهدا في انتقاء ما سأرتديه .. تغلغلت أصابعي بين خصلات شعري الداكنة ، تساءلت :
ـــ هل أقيده أم أتركه منسدلا على كتفي في استرخاء .
وفجأة هاجمتني هواجس مفزعة اغتالت الطمأنينة في نفسي وتركتني فريسة للظنون.
اتصلت به على الفور ، لأضع حدا لتلك الهواجس المقيتة .
كان مستيقظا هو الآخر ، لعله قلق مثلي ، من يدري.
بنبرة راعشة قلت له :
ـــ أنا قلقة .
ـــ لم القلق ؟
ـــ قد لا أعجبك .
ـــ للمرة الألف أقولها لك .. أنا عاشق للروح وعدا ذلك لاتهمني أية تفاصيل .
شعرت بالارتياح .. فتحت النافذة لأستنشق نسائم الربيع .. الفجر يرتدي ثوبه الرمادي بتؤدة ، وثمة غيوم تتراكض هنا وهناك .
شعرت بالخدر يدب في جسدي ، فأمسكت بتلابيب النوم .
في الصباح وجدتني أكثر تفاؤلا وحبا للحياة .. ارتديت ملابسي على عجل ،لكنني لم أغفل أدق التفاصيل .
وصلت إلى المكان المحدد قبل الموعد بقليل، كنت حريصة على أن أراه قبل أن يراني.
وقفت في مكان قصي ثم رحت أرصد الشارع بعينين متحفزتين .
كانت السماء حينها تنزل رذاذا أشعرني بالنشوة ، مرقت أمامي عشرات الوجوه، تعبت من شدة التحديق ، وفجأة شعرت بالخجل والاضطراب، خيل إلي أن هنالك عيونا تترصدني ..شفاها تهمس وأصابع تشير نحوي .
كدت أهرب لولا أنه حضر في الوقت المناسب ، عرفته من ملابسه .. تسمرت في مكاني مصعوقة بالدهشة .. جرجرت خطواتي بتثاقل ، عبرت الشارع ، ثم وقفت على الرصيف الأوسط أرنو إليه .
كان وسيما ، أشقر الملامح ، يقف مزهوا بسنواته العشرين ، يجوس الشارع باحثا عن فتاة الحلم ، وفجأة ركض في إثر فتاة .
بينما رحت أنا أجري عملية حسابية ، كان ناتجها ستة عشر عاما ، هي الفرق بين عمري وعمره .
القصة تغرق في بحر لجي من الرومانسية، او ان الرومانسية تذوب بين السطر والسر
والكلمات رفعت مستوى المشهدانية في النص لتعيش روح النص ..
كان الكاتب بارعاً في امرين :
الاول : اعتماده الاسلوب الروئي الشيق بعيداً عن التفصيل، والغرق في الانشاء، وهو ما يفسد كثيراً من النصوص .
الثاني : العنوان تطابق مع نهاية النص، بحيث فسر كلاهما الاخر ..
براي اخفق الكاتب في :
الحوار، الحوار كان قليلاً بالنسبة للقصة، فقد بدى شخص الكاتب واضحاً في النص على حساب الحوار .
القصة تغرق في بحر لجي من الرومانسية، او ان الرومانسية تذوب بين السطر والسر
والكلمات رفعت مستوى المشهدانية في النص لتعيش روح النص ..
كان الكاتب بارعاً في امرين :
الاول : اعتماده الاسلوب الروئي الشيق بعيداً عن التفصيل، والغرق في الانشاء، وهو ما يفسد كثيراً من النصوص .
الثاني : العنوان تطابق مع نهاية النص، بحيث فسر كلاهما الاخر ..
براي اخفق الكاتب في :
الحوار، الحوار كان قليلاً بالنسبة للقصة، فقد بدى شخص الكاتب واضحاً في النص على حساب الحوار .
وهذا مجرد راي لا يفسد جمال القصة وروعتها
ودي
أستاذ سامح عوده
مرحبا بك
شكرا على الثناء وشكرا على الرأي الذي وضعته نصب عيني
مودتي