وتمر الأيام كمرور دجلة على أرض التاريخ خفايا الدهور يكنزها في أعماقه وعلى سطحه ترقص أمواجه حيث رياح متباينة الإتجاهات والمسارات أيا أيتها الأيام الحبلى بكل شئ متى تحين ساعة ولادتك لفرح تنتظره العيون الذابلة وقرية تغفو وتستيقظ على صباحات ومساءات تقليدية عادية هي حركة الموجودات تعرف طريقها حتى الدواب عند حملها أكياس القمح والشعير المستورد وقدر فات وقدر آخر ينتظره الحيارى مكشوف السرائر فالخيارات هنا معدومة بحكم سطوة البنادق على رقاب الجياع وحرام أيضا زراعة الثقافات مصيرها التهميش تلك الرقاب التي تنحني كي تقرأ ديوان شاعر مهاجر قدرها هذه الأرض أن تعاني كل دورات الحياة كي لاتنمو أفكار جديدة ورغم كل حصارات النفوس وأقبية ودهاليز مظلمة تعدم الحياة تظل الرؤوس عالية لاتنحي إلاّ إلى الله وحتى الأعياد مراسيمها باتت جافة وضحكات الأطفال وفرحهم البرئ مؤقت هو الآخر ويتيم وتدور تلك الأيام دورتها المعتادة ووعد إلهي يمنح فجرا جديدا يزيح عن النفوس الصامتة الساكنة ثقل الهموم يكون شرعيا خارج سطوة المحتل
أنه نداء قلب من أرض سليبة باتت مجرد أناشيد تعلو مسارح رياض أطفالنا اليوم
من مماس الدائرة
العرض العادي
