عمّان من مثلها بالعزّ والحسب = عمّان غالية والمهر من ذهب
عمّان في عالم الألوان غارقة= تزهو بحلتها ريّانة القشب
عمّان ذات التلال السبع شامخة= من مثلها يرتقي في سلم النّسب
عمان ملهمتي وزني وقافيتي= عمان ظلّي اذا ما هدّني تعبي
أمشي شوارعها (بسمان) أعشقه= و(السلط) أكرم به.. أبتاع من كتب
وإن مشيت إلى (زهران) أنت بها=وإن وقفت بـ (سقف السّيل) يا عجبي
كلّ يغني على ليلاه منتظرا= رزقا بعمّان والأرزاق بالطلب
أرود أحياءها أمشي شوارعها= أحكي حكايتها من سالف الحقب
فيها (المدرج) والساحات شاهد= و(الكهف) في شرقها ميراث كلّ نبي
والجامعات منارات ونور هدى=(الأردنية) فخر العلم والأدب
والعبدلي ّ فـكم ليل قضيت به =أزهى الليالي وقد داجت بها ركبي
ولي بـ (عبدون) فيها حاجة قضيت= عند السفارات بين الركض واللعب
سافرت عنها فلم أبرح ولم أنم=حتى رجعت وقد حنّت لها سحبي
عمّان غالية كالقلب والكبد = عمان مستقبلي أبني بها نصبي
ودّعت عمّان أشكو بُعدها ألما = لا الدّمـع يمنـع عنّـي حزن مغترب
ولا القصائد عن عمّان أقرؤها = تشفي غليلي وإنْ بالغت في الطّرب
قالوا (الصريح) قلت الرأس في نسبي= لكنّ عمان عندي أكرم العنب
و(مادبا) مولدي يا مادبا أجب= بالله هل غيرها يسعى له نسبي
عمّان فجر يفج الليل مطلعه= عمّان ساكنها من أرفع الحسب
ان تنصفوني فقولوا عاشق وله=لا تعذلوه فقد يشتاق في سبب
وواقفةٌ على طرَفٍ ببابي= لتسأل في حياء عن غيابي
وقد مكثتْ طويلاً دون كَلّ = وأزْعجها التّجاهل وارتيابي
ومرّ العام يحفل بالخطايا= وما زالتْ تُؤمّل بالجواب
وماذا لو أُعدّد من هِنات= لطال الشّرح في مَتْن العذاب
فلا والله لا أرجو مكوثا= أمزّق فيه أحشاء السّراب
فقد وصلت بشاعته انتقاص=وقد بلغت معانيه اكتآبي
هي الأيام تمضي يا رفاقي=شتاتا في شتات باستلاب
يمرّ العيد يأتي العيد جهرا=ولكنّ المسراة في غياب
وجاء العام تطرقه خفيفا= على قلبي فيثبته كتابي
حروف لا تصافح في وداد=ولا تنسى المسىء من الحساب
قصائد من شغاف القلب نار= يوأججها على مَهَلٍ عذابي
وتأتيني لترسم خيط حظي= وتبنى نجمها بين الخراب
فيا الله كم تشقى بحالي= وكم تخبو اذا هابت جنابي
فإمّا أن ترى فيّ اقتدارا= وإلا فالفراق بلا انتهاب
حروفي لاتطاوعني انكسارا = وقلبي ليس يقنعه اغترابي
غريب رغم أنفي في عثار= وشعري سوف يقتله اقترابي
وأنّ العام تلو العام يأتي=يحمّلهُ الأسى سِفر المصاب
وهل تصفو اذا بالشعر قلنا= قصائد مثقلات بالعتاب
وماذا..؟ بل عسى المكلوم يحكي= حكايا العام مرّت باضطراب
يقولون التفاؤول، قلت: كلا= فإن السّعي أوْلى بالإياب
وإنّ الفعل لا يجزيه حرف= تلطخ بالرياء وبالسُّباب
فقد مرّت عجاف العمر نهبا= فلا تأسى إذا كرِهتْ غيابي
وإنّي من يؤمّل بعد عزم = يعود الفرْح يُلبسني ثيابي
فإمّا أن تعيش كريم قوم= وإلا فلتُمرّغ بالتّراب
يا غريمي وياعدوّ طريقي= ضاق أمري فلا تزيد حريقي
أتراني في غيهب من ضلال= أحتسي كأسه برشف رحيق
وربيعي في لجة من ضباب=وغيابي عن (بسمتي) من عقوق
واهمٌ في الحساب تجبر كسرا= وتظنّ الكسور مثل الحقيق
أُترك الفأس لن تمسّ كياني= ليس قلبي من الصّفيح الرّقيق
أنت في متاهة الليل بوق= تحتسي كأسها بسرٍّ عميق
لا تساوي كما تظنُّ..فإنّي= موقنٌ فيك خصلة من نعيق
وحوار لو ترى يشبه سبّا= في اتجاهٍ معاكسٍ من صفيق
في غرورٍ بشاطئي تتمشى= تنثر الشّرّ ماردا كالصفيق
كلما قلت آبَ عُدتَ بغيضا= حاملاً سلماً بعرض الطريق
يا غريمي فهل تكون صديقي= مثلما الماءُ أنْ يُبَلَّ بريق
نشرب الكأس رائقا من زلال=نطفىء الحقد في الخباء العتيق
يا غريمي هذي يدي في بياض= شُدّها صادقا بعهد وثيق
وانتظرني إذا دهتك الليالي= أقرع الباب إنْ تمرّ بضيق