ما عُدت ِ لي
قال َ الغريب ْ
قد صار َ قلبُك ِ فندقا ً للعابرين ْ
وأنا أطير ُ إلى النوافذ ِ خلسة ً
فأراك ِ في ليل ٍ مُباح ْ
وهناك َ يجلس ُ فوق َ مقعدنا سواي ْ
ويداك ِ تغفو في يديه
تتعانقان ِ على أديم الإنكسار ْ
ما عُدت ِ لي
قال َ الغريب ْ
هذا فراق ٌ بيننا حتى الأبد ْ
وأنا هنالك َ لا أحد ْ
سقف ُ الغمامة أزرق ٌ
لا شيء َ يمنحه البياض ْ
كم كنت ُ أنت ِ ولم ْ أكن ْ يوما سواك ْ
لا شيء َ يجذبني إلى
وجه ٍ تناثر َ في العَدَم ْ
لا الوقت ُ أو شوق ُ المساء ْ
قد كنت ُ يوما ً عابرا ً كالعابرين ْ
والآن َ وحدي أستعيد ُ من َ العدم ْ
هذا الوجود ْ
وأعيد ُ رسم َ طفولتي
ويكونني حلم ُ البداية ِ من جديد ْ
ما عدت ُ أسترق ُ المساء ْ
حتى أراك ِ دقيقة أخرى هنا
قبل َ الرحيل ْ
فأنا وهبتُك ِ كل ّ شيء
وجه القصيدة ِ شكلَها
كل الحروف
وكم احترقت ُوأنا أفتش ُ في المعاني والكلام
ما زلت ُ أحفظ بعضها
والبعض ُ غاب ْ
صَيْدا تموت ُ على ضفاف ِ البحر ْ
وسفينة ُ المشتاق ِ تُخطئها الشواطيء ُ في الإياب ْ
سأكون ُ مثل َ الظل ّ أتبعني وأرصد ُ خطوتي
حاولت ُ رصد َ ملامحي من خارجي
وأنا أعيش ُ بداخلي
ما عدت ُ أفهم ُ كيف ينمو الزهر ُ في الأرض ِ اليباس ْ
أو كيف تورق ُ نجمة ٌ عبر الفضاء ْ
تلك الحياة ُ غريبة ٌ بطقوسها
وفصولها
كم كنت ُ أعشق ُ حبّنا
وطريقة ُ الأشياء ِ يملأها الفراغ
كنا معا
والثالث ُ المنسي ُ يسكن ُ قلبنا
ويغارُ منا كلما تَعب َ المساء ْ
والآن قلبك ِ فندق ٌ للعابرين ْ
وأرى سواي ْ
في هدأة ِ الليل ِ المسافر في الغموض ْ
قد كان َ يبدأك ِ النشيد ْ
وأنا الغريب ْ
وأنا المسافر ُ والطريد ْ
وأنا وأنت ِ الخاسران
والثالث ُ المنْسي ّ أيضا ً خاسر ٌ
فأنا اقتلعتُك ِ من دمي
ومحوت ُ اسمك ِ من فضاء الإغنيات ْ
صيْدا المدينة ُ لم ْ تعد ْ
حلم َ الرعاة ْ
أو قبلة َ المشتاق ِ للموج ِ الجميل ْ
كم قلت ُ للحب ِ المفاجيء مرّة ً
لا تـمْـتّحني
فأخاف ُغدرك َ حين ينكسر ُ الزمان ْ
أسقطت ُ اسمَك ِ من حروف الأبجدية كلها
كي لا أراك ِ تعانقين َ قصيدتي
مزقت ُ صورتك ِ التي
كانت ْ معي
في جيب ِ محفظتي تنام ْ
أحرقت ُ كل ّ رسالة ٍ
قد كان َ يحملها الحمام ْ
يا كذبة ً أزلية ً
يا أنت ِ يا صنما ً صنعت ُ من الرّخام ْ
لي أعتذر ْ
وسأعتذر ْ
عن كل شيء ْ
عن رحلة ٍ ممنوعة ٍ
في كل ّ درب ِ للكلام ْ
ما عدت ُ أسترق ُ المساء ْ
حتى أراك ِ دقيقة أخرى هنا
قبل َ الرحيل ْ
فأنا وهبتُك ِ كل ّ شيء
وجه القصيدة ِ شكلَها
كل الحروف
وكم احترقت ُوأنا أفتش ُ في المعاني والكلام
ما زلت ُ أحفظ بعضها
والبعض ُ غاب ْ
صَيْدا تموت ُ على ضفاف ِ البحر ْ
وسفينة ُ المشتاق ِ تُخطئها الشواطيء ُ في الإياب ْ
سأكون ُ مثل َ الظل ّ أتبعني وأرصد ُ خطوتي
حاولت ُ رصد َ ملامحي من خارجي
وأنا أعيش ُ بداخلي
مزقت ُ صورتك ِ التي
كانت ْ معي
في جيب ِ محفظتي تنام ْ
أحرقت ُ كل ّ رسالة ٍ
قد كان َ يحملها الحمام ْ
يا كذبة ً أزلية ً
يا أنت ِ يا صنما ً صنعت ُ من الرّخام ْ
لي أعتذر ْ
وسأعتذر ْ
عن كل شيء ْ
عن رحلة ٍ ممنوعة ٍ
في درب ِ الكلام ْ
مقطع رائع يفجّر في القصيذة لحن عتاب لمن سدّت دروب القصيدة على شاعر محبّ
اعلان عن قرارات مضمرة ومعلنة تتلف الحكاية التي كانت في طيّ الزّمان
فبمجرّد أن نحقّق النّظر في بعض المفردات الواردة على غرار
أحرقت كلّ رسالة
يا كذبة أزليّة
ياصنما
لي سأعتذر
فالمجال في الحبّ والشّوق والإشتياق انعدم وقد أخبرت الأفعال الواردة بصفة قطعية وفي مدلولاتها عن هذا .
ومن مرّ الكلام تنبجس الصّورة الموحشة التي يجترحها الشّاعر الوليد لنفسه ويبقى هاجسه في قوله
سأكون ُ مثل َ الظل ّ أتبعني وأرصد ُ خطوتي
حاولت ُ رصد َ ملامحي من خارجي
وأنا أعيش ُ بداخلي
ما عدت ُ أفهم ُ كيف ينمو الزهر ُ في الأرض ِ اليباس ْ
أو كيف تورق ُ نجمة ٌ عبر الفضاء ْ
تلك الحياة ُ غريبة ٌ بطقوسها
وفصولها
فاليبس لا يبيح نموّ الزّهر والفضاء الخالي من حرارة العواطف البشريّة لا تورق فيه نجمة ولا تسطع
ومن هذا المنطلق سلكت الكتابة في القصيدةمنعرجا من الغربة والإغتراب وهو ما منح نصّه الشّعريّ مسحة درامية تنبئ عن صورة المرأة الغائبة وربّما الحنين والصبا والشّوق للوطن
الوليد
مامن شيئ في هذا النّص جاء مجانيّا فقد بني على منطق وسبب ....
فتقبّل شاعرنا المتميّز مروري المتواضع الذي لم يدقّق مليّا في تفاصيل بنية نصّك ورصد علاقات المعاني المتشابكة فيه على النّحو المرضيّ[/COLOR]
ما هذا الانثيال العجيب الماتع
واليأس يكاد يهمي من حواف الحروف
كيف هذا الذي كان سيد الوطن
ومترعا بكينونة الحبيب
أمسى غريبا واستحل غيره المكان
يعيث في اهتمام الحبيب
وينال من محبته ما كان مقسوما له
ولكن لا بأس بالعودة من جديد
والبحث من جديد عن حبيب
لا يكون كالفنادق يستقبل نزيلا ويودع آخر
فالحب لا يسكبُ في أوان غير نظيفة وأوعية مثقوبة
وماء الحياة لا يندلق على الصخور في قارعة الطرق
تستقطب المارة برحابة
عد إلى رشدك أيها القلب
ورقّن قيد من تكون ليلى لكل قيس
يا أيها الوليد الشاعر العتيد ...
لقد فتحت أبواب للعتاب الجارح الذي لا يقال لحبيب إلا لمن توهمنا بحبه وغشنا عذب كلامه ،وعند الصحو من غيبوبة الحمى وجدت زيف الأدعاء كخنجر يمزق الأحشاء....فيالها من خيبة...
قصيدة ماتعة ولغة متينة وصور جمالية ناصعة ..
ورائعة تعكس مشاعر آسرة...
دمت بوهج وتألق أخي الغالي الشاعر القدير أ.وليد...
أعطر التحايا