منذ أن أنسدل ستار الحلكة على حلمنا المنتهي
والعيون مثقلة بغبار متكدسة لحزن لا يغسله البكاء
ولا ينفضه رمش الجفون
ما عاد القمر يستثير شهوة الغفوة
ولا عادت النجوم تستفز الشوق لعناق الوسائد
تأجج بنا الرحيل
صلبنا في صوامع صمت نقارع النسيان بكؤوس واهمة
بطعم الأشواق المالحة
والندم المر
والحنين الاخرس
حتى ينتهي السُكر بكأس نقنع أنفسنا بأنه سر الغيبوبة
نناظر الوقت
وفي تمام الثمالة
نزف الأبجديات وعداً بلقاء لا يأتي
ننزف الحروف ملطخة بألوان الحزن
تتساقط الكلمات من ذاكرة حزينة
تتلقفها أحداقنا الغريقة بلهفة احتضان
وكأنها قشة تنبض في عزاء قصيدة
تأجج بنا الفراق
فلم تعد الصدور ملاذنا الآمن
لم تعد أحداقنا مشعة بالشوق
وشفاهنا باتت عاجزة عن تقمص الفرح
لم يبقى منى سوى أحلام موحشة
وعطر يجوب خواء ذاكرة كئيبة