والله يا عواطفنا ، اجرلج اذن ، على ما نورتينا من قصص اعادت لي ايام زمان.
لك مني مليون و 28 تحية ، مع العلم كل تحية عبارة عن عالم ، لا يدركه الا الراسخون بالعلم من امثالك ، يا عواطفنا الحبوبة.
من يعزك ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
من روائع القصص :
حكي أن ملكاً طلع يوماً إلى أعلى قصره يتفرج ..
فلاحت منه إلتفاتة فرأى إمرأة على سطح دار إلى جانب قصره لم ير الراؤون أحسن منها.
فإلتفت إلى إحدى جواريه فقال لها : لمن هذه ؟
فقالت : يا مولاي هذه زوجة غلامك فيروز ..
فنزل الملك وقد خامره حبها وشغف بها.
فإستدعى فيروز .. وقال له : يا فيروز ..
قال : لبيك يا مولاي ..
قال : خذ هذا الكتاب وامض به إلى البلد الفلانية وائتني بالجواب ؟؟
فأخذ فيروز الكتاب وتوجه إلى منزله فوضع الكتاب تحت رأسه .. وجهز أمره وبات ليلته ..
فلما أصبح ودع أهله وسار طالبا لحاجة الملك ولم يعلم بما قد دبره الملك ..
وأما الملك فإنه لما توجه فيروز قام مسرعاً وتوجه متخفيا إلى دار فيروز فقرع الباب قرعا خفيفا ..
فقالت إمرأة فيروز : من بالباب ؟
قال : أنا الملك سيد زوجك .. ففتحت له .. فدخل وجلس ..
فقالت له : أرى مولانا اليوم عندنا !!
فقال : زائر ..
فقالت : أعوذ بالله من هذه الزيارة وما أظن فيها خيراً ..
فقال لها : ويحك إنني الملك سيد زوجك وما أظنك عرفتيني ..
فقالت : بل عرفتك يا مولاي ولقد علمت أنك الملك ولكن سبقتك الأوائل في قولهم :
سأترك ماءكم من غير ورد
وذاك لكثرة الوراد فيه
إذا سقط الذباب على طعام
رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء
إذا كان الكلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن
ولا يرضى مساهمة السفيه
وما أحسن يا مولاي قول الشاعر :
قل للذي شفه الغرام بنا
وصاحب الغدر غير مصحوب
والله لا قال قائل أبداً
قد أكل الليث فضلة الذيب
ثم قالت : أيها الملك تأتي إلى موضع شرب كلبك تشرب منه ..
فاستحيا الملك من كلامها وخرج وتركها .. فنسي نعله في الدار ...
هذا ما كان من الملك ..
وأما ما كان من فيروز ..
فإنه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه في رأسه ..
فتذكر أنه نسيه تحت فراشه .. فرجع إلى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من داره فوجد نعل الملك في الدار ..
فطاش عقله وعلم أن الملك لم يرسله في هذه السفرة إلا لأمر يفعله ..
فسكت ولم يبد كلاما وأخذ الكتاب وسار إلى حاجة الملك فقضاها ثم عاد إليه فأنعم عليه بمائة دينار .. فمضى فيروز إلى السوق وإشترى ما يليق بالنساء .. وهيأ هدية حسنة .. وأتى إلى زوجته فسلم عليها
وقال لها :
قومي إلى زيارة بيت أبيك
قالت : وما ذاك ؟
قال : إن الملك أنعم علينا وأريد أن تظهري لأهلك ذلك.
قالت : حبا وكرامة.
ثم قامت من ساعتها وتوجهت إلى بيت أبيها ففرحوا بها وبما جاءت به معها ..
فأقامت عند أهلها شهراً .. فلم يذكرها زوجها ولا ألم بها.
فأتى إليه أخوها وقال له :
يا فيروز إما أن تخبرنا بسبب غضبك وإما أن تحاكمنا إلى الملك ..
فقال : إن شئتم الحكم فافعلوا فما تركت لها علي حقاً ..
فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم وكان القاضي إذ ذاك عند الملك جالساً إلى جانبه .. فقال أخو الصبية : أيد الله مولانا قاضي القضاة .. إني أجرت هذا الغلام بستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرب بئره ..
فإلتفت القاضي إلى فيروز وقال له : ما تقول يا غلام ؟
فقال فيروز : أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن مما كان ..
فقال القاضي : هل سلم إليك البستان كما كان؟
قال : نعم ولكن أريد منه السبب لرده ..
قال القاضي : ما قولك ؟
قال : والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وإنما جئت يوماً من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني .. فحرمت دخول البستان إكراما للأسد ..
وكان الملك متكئا .. فاستوى جالسا فقال : يا فيروز إرجع إلى بستانك آمناً مطمئنا فوالله إن الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثراً ولا إلتمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئاً ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج من غير بأس .. ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد إحترازا من حيطانه على شجره ..
قال : فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته ، ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك !!!
ما أجمل كتمان سر أهلك فلا يعلم الناس عنه فيعيبوك مابقي من العمر ، حتى لو لم تكن أنت المخطئ فالناس سيقولون ﻻبد أنه بفعله كان سبباً ..
[فاحفظوا أسرار بيوتكم].. وأسعد الله أوقاتكم وحفظكم في أنفسكم وأهلكم وأموالكم
يروى أن رجلاً أحب إمرأة ،و بعد قصة حب تزوجها وأنجب منها ولد غاية في الجمال ، وبعد فترة من الزمن أغرته إحدى النساء الثريات وأرغمته على أن يطلق زوجته الأولى ، فرضخ لأمرها ونفذ طلبها ، وتبين بعد حين إنها عقيمة ،وبمرور الزمن كبر الإبن وأصبح شاباً وسيماً، وأراد الزواج من شابه أحبها وأحبته ، فخرجت معه والدته لشراء تجهيزات الزواج وعن طريق الصدفه شاهدت الأم طليقها فوقفت أمام محله وأشارت إلى إبنها وقالت موجهه خطابها إلى طليقها ...
((ياشاتل العودين خضر فرد عود... لابالذهب ينباع ولامنه موجود ))
فسالت دموع الأب وقال بشيء من الحزن والألم والندم وهو ينظر إلى ولده وقال..
((ياريحة أول عود من گلبي خضر ... فيض نبع بالروح والثاني جزر ))
فردت الأم .....
((غصني التعب وياك بيدك كسرته ....والضنه بلب حشاي عودك شتلته ))
فاجاب الأب ..
((غروني وإنغشيت والغلطه غلطه ...وهو الندم شيفيد بآخر محطه ))
يــحكى أن حاكم ايطالي دعا فنانا ً تشكيليا شهيرا و أمره برسم صورتين
مختلفتين و متناقضتين عند باب اكبر مركز روحي في البلاد
امره أن يرسم صوره ملاك و يرسم مقابلها صوره الشيطان
لرصد الاختلاف بين الفضيله و الرذيله
و قام الرسام بالبحث عن مصدر يستوحي منه الصور ..وعثر على طفل بريء وجميل
تطل السكينة من وجهه الأبيض المستدير وتغرق عيناه في بحر من السعادة
ذهب معه الى أهله و استأذنهم في استلهام صوره الملاك من خلال جلوس الطفل أمامه كل يوم حتى ينهي ذلك الرسم مقابل مبلغ مالي
و بعد شهر أصبح الرسم جاهزا و مبهرا للناس
و كان نسخه من وجه الطفل
و لم ترسم لوحه أروع منها في ذلك الزمان
و بدأ الرسام في البحث عن شخص يستوحي منه وجه صوره الشيطان
و كان الرجل جادا في الموضوع
لذا بحث كثيراً
و طال بحثه لأكثر من اربعين عاما
و أصبح الحاكم يخشى ان يموت الرسام قبل ان يستكمل التحفه التاريخية
لذلك أعلن عن جائزة كبرى ستمنح لأكثر الوجوه إثارة للرعب
و قد زار الفنان السجون و العيادات النفسية و الحانات .و أماكن المجرمين لكنهم جميعا ً كانوا بشرا ًو ليسوا شياطين و ذات مره عثر الفنان فجاه على(الشيطان!)
و كان عبارة عن رجل سيء يبتلع زجاجه خمر في زاوية ضيقه داخل حانه قذرة
اقترب منه الرسام وحدثه حول الموضوع ..و وعد بإعطائه مبلغ هائل من المال .. فوافق الرجل
و كان قبيح المنظر ..كريه الرائحة ..أصلع وله شعرات تنبت في وسط رأسه كأنها رؤوس الشياطين!
و كان عديم الروح و لا يأبه بشيء ويتكلم بصوت عال ٍو فمه خال ٍمن الأسنان
فرح به الحاكم لان العثور عليه سيتيح استكمال تحفته الفنية الغالية
جلس الرسام أمام الرجل و بدأ برسم ملامحه مضيفاً إليها ملامح ( الشيطان !)
و ذات يوم التفت الفنان الى الشيطان الجالس أمامه و إذا بدمعه تنزل على خده
فاستغرب الموضوع
و سأله إذا كان يريد ان يدخن أو يحتسي الخمر!
فأجابه بصوت اقرب الى البكاء المختنق
(أنت يا سيدي زرتني منذ أكثر من اربعين عاما حين كنت طفلا صغيرا و استلهمت من وجهي صوره الملائكة وأنت اليوم تستلهم مني صوره الشيطان لقد غيرتني الأيام و الليالي حتى أصبحت نقيض ذاتي! بسبب أفعالي ..
و انفجرت الدموع من عينيه و ارتمى على كتف الفنان و جلسا معا يبكيان أمام صوره الملاك
العبرة
ان الله يخلقنا جميعنا كالملائكة ولكن نحن من يغير ونشوه أنفسنا ...بسبب معاصينا...لذلك قال اللهانا هديناه النجدين)اي طريق الخير والشر.....فلاتلوث روحك ونور وجهك وبصيرتك بافعالك الغير مدروسه
ولاتستسلم للنفس فالنفوس ضعيفه الا من قوية بتوكلها على الله
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 02-20-2016 في 01:54 AM.