وفي طريقك للرحيل ..
إذهب إليه يا ديسمبر
أخبره أن عاماً أخرساً قد لحق به
وآخر مُجعدَ الوجه ينتظرني بعده
أخبرني أني أكرهه
وأني أشتاقه ..
إصفعه عني ،، وقل له :
لأي الأعوامِ تركتها أيها الغبيّ ؟!
ترتب فناجينها الفخمة على طاولة البُعد ,,
داعيةً ضيف الشوق الذي ضل طريق بيته فسكن عيني !
و .. أمنيات تفرغ الوقت من نفسهِ .. تُنادي من لا اسم له ولا إثم !
تُغني في زُرقة الليل .. تُوصي دمي ، وتنسى الكلام ..
إنه الخميس يابن الأكرمين ..
لا أعرف كيف يمطرُ - فقط - فوق فراشي!؟
ويحملني إلى ذكرى تفتح مظلتها في وريدٍ غائم
أخبرني كيف صوتُك !؟
أما زال يخرج من مَعينٍ أبيض ؟
كيف حال بيتك .. يومك .. أشياءك ؟
هل مَلّوا الفراغ الهاربُ في صدرك ؟
كن راحلاً أميناً واصدقني
فأنا أعرف جيداً أن لك ذاكرة واهنة
بقدر ما أعرف من هناك ..!
يُدفء لك الأمسيات الباردات
كن راحلاً رحيماً وردّ عليّ أشيائي
وأعدك أن أعيد إليك كل أشيائك
ضلعك العالق يسار صدري
الكلمات التي لم تنتظرها من امرأة سواي
لون الليل في شفتاي
صوت غنائي ..
قصائدي القديمة..
غمّازتي اليتيمة،،
ودعاء خبّئته لك عند ربي .
أهلاً ..
أعرفُك بنفسي ،
أنا الحواء التي انتظرتك خلف الابواب كلها ثم كان غيابك !!
أهلا وأذكّرك بنفسي ..
أنا فنجان القهوة الذي أهملته حتى فقد دفئه فكان عذابك .
أيها القاسي كـ فجر الجبال الباردة
يا كل أوجاع الليل وأغنيات صباحي
كُن مستوطناً لا عائداً
وتذكر ..
يراك الله حين توجع قلبي ..
فكل المساءات أرغفة لا تسد جوع لقاءك الذي عاش أعواما على دمعتي ثم مات
ها أنا أخون رياح الغضب، وسلالة الخيبات تندس نسل الورد
أنت يا من تشبه الأوطان حين تشنق عنق الفكرة، كيف لي أن أستعيذ منك؟ هل أخرج إلى العالم، وأنا أرفع لافتة خطاياك عاليا، أهتف، وأغني، وأمجد، وأشجب تحت وابل رصاصات عينيك ، وابتسم للموت؟ أم أدفن القصائد كلها تحت ظلك الأخرس وأصنع من ضلوعي حطباً موقداً يأكل بقايا شوقٍ ذات برد أم أخصف على قلبي من وجع اللهفة كي أواري سوءتي بك
أم أنني ،،
أحتاج الى تقييدك أكثر وزَجك في قلبي الى أبعد من حكم المؤبد وأقسى من عقوبة إعدامك عشقاً بتهمة أني أتنفسك ؟!
فرعونٌ
هذا النبض الذي يحتشدُ لأجلك ،،
وجموع السحرة يأتمرون بأمرك !
تسعٌ وتسعون خفقة
يخبون وريداً في تراب قدميك
في عينيك التي تتلاشى داخلهما
مجرةً تلو مجرة ..
في اسمك الذي تنطقه الشمس
فتنبجس الأسرار
في هولك ..
في هِزّة الشوق على صدرك ..
في حرير حنانك ..
في لذة قسوتك ..
فيك ، أتركني
موغلٌ أنت في عمق شهقة
قابعاً في وادِ غير ذي حُلم
كيف لي أن أحبك دون بكاء؟
فالحب دون بكاء رغبة زائلة
كيف لي أن أحبك دون خُدعة ؟
فالحب جنة الدّجال الزائفة!
,
أما التقينا في مساءنا الأول
على مائدةٍ من دموع؟
أما أرغمنا الشوارع ليلتها
أن تنام في شعري وتصحو في فنجان قهوتك ؟
أما اتفقنا أن هدايانا لن تكون سوى ثمينة ؟
كالشمس
و الغيم
و سنبلة تغني وترقص
ثم تنام على خد بحيرة وجع !
الشوارع لا تنام حزينة ..
لا تنام وعطرك عالقاً في كف المدينة
يابن النبي ..
ما كان لك أن ترتد عن عهدي هكذا
ما كان لك إلا أن تكون
آدمٌ واحد .. لـ حواءٍ واحدة
إعترف ولو محاولة ..
بأنني و.. وحدي من علمك أن الحب لغة
لا تنتهي حين تبدأ
و .. وحدي .. من انتزعتُ من حُنجرة الغياب
صرخة الشوق في كبدك
و .. وحدي من علّمتُ حواءاتك كلهن ..!
بأنك كعبة عشق
وصلاة صوت
تركع عنده أبجديات الكلام
وأنك جنة عمر
وتفاحة طهر
بزمنٍ يمضغ الخطيئة وينام.!
.
يا من اصطفيتُك لقلبي
أنا لم أنسَ يوماً أن أخلصني بك
وأن أجمعني فيك
وأن أهرعُ إليك
أبداً ذاكرتي لا تخون *..
لم تخونني يا آدم سوى العيون
في عينيّ صباحين جائعين ولا خبز في المدينة
لا نهار يشج رأس السماء
ولا قطرة ضوء أفلتت من عقاب العُتمة
تبكي الشوارع خِلسةً ، ولا شيء يُدمي فم الشجر كصفعة الأرصفة
كرجفة العِواء حين تسيل من أنياب الأرض فيختبيء العمر في كابوسٍ ضيّق
تماماً كالبعيدين ..
تماماً كالنسيان ..
تماماً كقصيدةٍ أصابتها عاهة بحر
أرأيتِ يا أمي ..!
لو أنّكِ تركتِ يد التجارب تشد أُذن الضفائر
لأدركتُ أن الهزائم تكفي لئلا أبرحُ ركني في صدرك
لو أنكِ أخبرتِني أن الأحلام تموت في حنجرة البراءة
لشنقتُ السنين على أبواب الشمس ولذبحتُ دميتي قُرباناً
لو أنكِ ما حذرتِني من اللهو بأعواد الثقاب
لما رهِبتُ الإنطفاء ولاعتادت أصابعي طعم الإحتراق
لو أنكِ لم تقصِّ على مسامع طفولتي حكايات الأميرات
لما صرتُ أنثى الأساطير الهاربة من ألف ليلةٍ تجرُّ عربة حنين
أنا جائعةٌ يا أمي ولا يسدُّ ضَوْري أرغفةَ العالمين
عالقةٌ بين بكاء الطريق ، ورُقاد السِّر
أختبر فصيلة الحبر وأغرقُ في نزيف ورق
أستحضرُعرّافة الليل فتُمطر السماء وابلاً من الشياطين
هدهدي الليل بركعتين لأجلي
واغمسي أصابعكِ في صدري يرتدُ بصيرا
هاك الحلم والقلب والأقفال
وهاتِ يدكِ والمفتاح .