مُذَكّرَات رَجُلٍ ثَمِل

تؤلمنـــا صوركِ أمـي
وكأنّكِ حاضرة
و مقتنياتكِ الصغيرة التي نراكِ من خلالها
آه يا اماه
ما أفتك هذا الوجع القابع فينــا

دعينـي
أصنعُ من دموعي
كأساً أرتشفهُ
فتتلاشى الحسرات في صدري يا أمـي
أشتاقكِ
وكأننـي طفل ما اعتاد يوما فراقكِ لوهلة
رحمك الله
اللهم خفف عنها
وادخلها في جنتك
انك قادر على كل شيء قدير

أيّتها الأربعون دهراً
أتوقُ للذهابِ إليهــم

الغروب بدونها ، ك ضغطة قبر

أيّتهــا المُختبئةُ خلفَ ' تسجيل خروجكِ '
ما زلت أحبّكِ ' الى الأبد '

تبّــاً لِمن خدعكِ
و أعطاكِ تُفاحةَ إغراءٍ
أخرجكِ فيها من قلبـي

أكُنتِ كاذبة ؟!

اليوم
اعيش حياة الخواء يا أبتـي
لا شيء يملأ ما خلفتموه من فراغ
اليوم
اعيش حياة اليتم يا امّـي
فكل رغيفٍ لم يعد يجري في عروقه ملح حنانكِ
اليوم
اعيش حزن الكون يا اختاه
وكل نظرة من احداق صغارك
تجلدني الف جلدة
.
العمر يمضي ببطئ وهو يدهس احلامنا
وهو يزهق امنياتنا
.
او بالاحرى لم تعد هناك احلام للموت
لم تعد هناك امنيات
كل ما في الامر
متعب جدا ، جئت اثرثر اليّ
فلم أجدني !

أفتقدني كثيرا

في جمجمتي ،
ذاكرة معتدلة
لن تحتفظ منك الا
تأريخ غياب
وخيبات رمادية ، وكذب أحمر .. !