رد الأديب محمد خالد بديوي على قصيدة الشاعر ناظم الصرخي (بغداد باركها الإله)
|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي |
|
|
|
|
|
|
|
نص ..رغم لغته القوية وصلابة ألفاظه في وصف الفساد ومن أفسدوا في أرض العراق
إلا ان حالة من الفتور وصمت المقهور تلبستني وأنا أقرأ النص، ورغم أنها ليست القراءة
الأولى للنص.. أكثر من 35 عاما وأنا أعاني من الغثيان لكنني لم أشعر من قبل بما شعرت
به الآن .. أبرياء ..نقاء..بلاء .. عراء.. ودماء.. ولا تجد من بقي في قلبه ذرة غيرة عربية
أو مثقال ذرة من إيمان.. حتى (المفترض) أننا نساوى فيها ؛ نشفت وتناثرت في الفضاء
أين هي (الإنسانية) من ترك أحد أركانها أو خصائصها فقد تركته الى قطيع الوحوش والغيلان
وأضل سبيلا..
{{بغدادُ غطّـتها دِمَاءُ الأَبْريَـاءْ
تَضَرّجَـتْ
بِدَمِ البْراءةِ والنَّقاءْ
تخَضَّبَـتْ في كلِّ أنواعِ البـَـــــــــلاءْ
الشَّعبُ يَركضُ في الْعَـــــــــــــــرَاءْ
الخبزُ غـُمّــــــِـسَ بالدِمَـــــــــــــــاءْ
وأنتمُ الباغـــــونَ،
أعمتــــكمْ دَهَـــاليزُ المُجُونْ
تحاورونَ وتهْـمــــسون
وَتَبـْــــصمونَ
على مشـــــاريعِ العمالةِ
والْخَنَا
تبًــــا لكمْ تتَشَاجَــــرونَ,
تفخّـخــــونَ,
تفجّـــــــــرونَ
وتدّعونَ الله ناصِرُكمْ
وكلُّ الاوليــــــاءْ}}
كيف هو حالكم وأنتم تقرأون أوصافكم بدقة..وأنتم ترون أفعالكم البشعة وتحتملون
رائحتها الكريهة..باغون وتحاورون وتبصمون على مشاريع العمالة، وتدّعون لله ناصركم .!
وكل الأولياء.. لا أظن ان فيكم من لا يعرف حقيقته المخيفة ..تعرفون ذواتكم ودواخلكم
تمارسون ما هو أشد من القتل وربما أنكم تطمعون بمغفرة أرحم الراحمين.!
{{الفَجْرُ يُـذْبحُ كلَّ يوم ٍ
كلَّ يومٍ في العراقِ لنا عَـــــــزاءْ
وكلَّ يومٍ تعْصرُ الأحزانُ
افْئِـــــدةَ الثكَالى واليَتَامى
والأُبـاةِ النُجَـبَــاءْ
وكـلَّ يـوم ٍ في بِــــــــلادِي كَــــــــرْبَلاءْ
والمَغَانـــمَ هَمّــكُــمْ
وَرَصِيدَكُمْ نحوَ البقـــــــاءْ
الكلُّ يَنْظــرُكــمْ بِعَينِ الاِزْدراءِ
أما انْجَلَتْ أسماعكمْ ؟
واللهِ لَوْ دَامَتْ لِغيرِكُمُ لَمَا وَصَلتْ إليكمْ ،الفَجْرُ يُـذْبحُ كلَّ يوم ٍ}}
"الفَجْرُ يُـذْبحُ كلَّ يوم ٍ ..وكـلَّ يـوم ٍ في بِــــــــلادِي كَــــــــرْبَلاءْ"
والله لو لم تقل غيرها لكانت كافية لوصف كل شئ ..كل ما حدث ويحدث
الفجر يذبح .. أول أنفاس النهار الطالع من روح الحياة ..كل يوم يذبح
والشاعر من أنوفكم يجركم نحو أعظم جرائم التاريخ ..الى كربلاء ..الى
أشد المظالم على الأرض بقتل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ..وسبي النساء وقتل الأطفال .. وبتر الرؤوس عن الأجساد،فهل انجلى
بصركم أم ان البصيرة فقأت عين القلب،، فهي اليوم كما بالأمس عمياء..
أما انجلت أسماعكم .. أم ان دوي الانفجارات متعة لا تفوتها الأسماع..!!
{{كلَّ يومٍ في العراقِ لنا عَـــــــزاءْ
وكلَّ يومٍ تعْصرُ الأحزانُ
افْئِـــــدةَ الثكَالى وإنَّمَــــا ،
أنْتمْ طُغاةٌ سادرونَ بِغَيِّكُمْ
أَوَ تدّعَـــونَ بِحُبِكُم للهِ
أَو لنبيـّهِ والأوليــــــــاءْ ؟!!
وَهَالَكُمْ مِنْ هَاتِفٍ !!
بغْــــــدادَ باركَهَا الإِلـــــــــهُ
وَضَــمّـــــهَا للقَـــلبِ كلُّ الأنبيــــاءْ
وَلَمْ تَخَفْ يوْمًا وَلمْ تَرْكَعْ لسُلطَانٍ بَغَى
بَرِئَ النبيُّ وآله الأَطْهَارِ مِنْ أَفْعَالِكمْ
سَخَطَتْ صَحَابتُهُ على أَفْكَارِكمْ
وَتَبَرأَتْ شُرُعُ السَّمَاءِ وَأَرْضِهَا مِنْ غَيِّكمْ
لا شَرْعَ يَرْضَى غِيلَة الأرواحِ
لا يرضى بأنْ
تتساقط الأزهارُ في رَيَعانِهَا
ومرتلُ الآياتِ مِنْ محرابهِ
وحمائمُ الأفراحِ تهجرُ عشها
أو أنْ تُغَادِرَ نبْضَها قِيَمُ السَّماءْ
فُجِعْتُمُ
تَبًّا لَكمْ مِنْ فَاسِدينَ ،
حَلِيبكمْ مِنْ ثَدي صُهيون
رَضَعْتمْ بِانْحِنَاءْ
وتَـبَّـتِ الأيديْ التي ما قَدَّمَتْ غَيرَ الدمَـــاءْ
فَيَا لَكمْ مِنْ فَاسِقِينَ
وَيَا لَكمْ مِنْ أَدْعِيَــــــاءْاليَتَامى
والأُبـاةِ النُجَـبَــاءْ
وكـلَّ يـوم ٍ في بِــــــــلادِي كَــــــــرْبَلاءْ
والمَغَانـــمَ هَمّــكُــمْ
وَرَصِيدَكُمْ نحوَ البقـــــــاءْ
الكلُّ يَنْظــرُكــمْ بِعَينِ الاِزْدراءِ
أما انْجَلَتْ أسماعكمْ ؟
واللهِ لَوْ دَامَتْ لِغيرِكُمُ لَمَا وَصَلتْ إليكمْ ،}}
ولأن الشاعر (عراقي) عربي أصيل، يناصر المظلوم ويواجه الظالم دون ان
ينظر في قلوب هؤلاء ولا أولئك ..يحكي بجرأة ما يؤمن به وما تأمره
عقيدته ومبادئه به ..محافظا على أخوته لكل (إنسان) فيقول بوضوح :
أَوَ تدّعَـــونَ بِحُبِكُم للهِ أَو لنبيـّهِ والأوليــــــــاءْ ؟!! وَهَالَكُمْ مِنْ هَاتِفٍ !!
بغْــــــدادَ باركَهَا الإِلـــــــــهُ وَضَــمّـــــهَا للقَـــلبِ كلُّ الأنبيــــاءْ وَلَمْ تَخَفْ
يوْمًا وَلمْ تَرْكَعْ لسُلطَانٍ بَغَى بَرِئَ النبيُّ وآله الأَطْهَارِ مِنْ أَفْعَالِكمْ
سَخَطَتْ صَحَابتُهُ على أَفْكَارِكم وَتَبَرأَتْ شُرُعُ السَّمَاءِ وَأَرْضِهَا مِنْ غَيِّكمْ
وهالكم من هاتف ـــ يؤمنون بالهاتف ويقومون بفعل ما يخالفه،ربما لوجود
خلل في المفاهيم ..الوهم الذي يجعلهم يؤمنون بأن أفعالهم طاعة أو تكريم
لهم على تميزهم ورفعة شأنهم، هكذا هي عقيدة البعض..كما بني صهيون
ووهمهم الكبير بأنهم أفضل الخلق وكا تبقى هم دونهم.. كما الدواعش وطالبان
والقاعدة ..دون ان يدققوا بأسباب التكريم والتفضيل .. والشاعر يقول : تبا لكم
من فاسدين حليبكم من ثدي صهيون رضعتم بانحناء ..وتبت الأيدي التي ما أنجبت
غير الدماء ..فيا لكم من فاسقين.!!
ورغم كم الوجع الهائل إلا أننا نجد كل العراقيين باختلاف مذاهبهم وطوائفهم وما
يعتقدونه إلا أنهم كانوا في هذه الثورة كالجسد الواحد، بنيان مرصوص يصدحون بالحق
ويرفضون كل أشكال الظلم والمهانة ..يروون تراب عراقهم بدمائهم الطاهرة ولا يقبلون
بأنصاف الحلول ..سئموا من تشتت الأهل ويريدون وبقوة عودة عز العراق وشموخه
فمنذ جرحه الكبير والأمة في سقم ..تائهة لا تدري من أين تبدأ للوصول الى السبيل
سبيل الخلاص من هذا التردي والظلم والفجور..
شاعرنا القدير ناظم الصرخي
نقلت الواقع المرير من ساحة التحرير وكل ساحات الثوار عبر مشاهد تم تصويرها بكف
شاعر خبير وقدير ..كنت منصفا في هذا الوصف المتقن والتقاطاتكم البارعة التي عبرتم
عنها بصدق وادراك ووعي.. كل هذا عبر لغة قوية ومعاني عميقة ..استخدامات لبعض
العبارات أدهشني ..استغلال موفق للتاريخ وأوجاع الماضي واسقاطات مؤثرة وواعية
تشهد لكم برفعة القلم والكلمة والإنسان الشاعر الذي يحملهما بأمانة ونبل ووفاء ..
بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري
|
|
|
|
|
|