لا شئ في هذا المساء ، غير اني متعبة .. هو الألم يا صديقي ، الألم الصاحب القديم ، الذي اكرهه ويزورني بِ استمرار ..! أ تراه وفياً الى هذا الحد؟؟!
{ما كل ما يتمنى المرء يدركه } ليت شعري لو ادرك في احيان كثيرة .. ما تعني تلك العباره.. ما كنت يوماً لأنتظر شيئا مستحيلاً.. قط .!
يا صديقي .. تعال ، افرش ارض الحديث ، واخرج من جيب الذكريات صورة قديمة جمعتنا..! تعال ، واربت على كتفي لِ ابكي طويلاً بين يديك .. فَ الواقع من حولنا يا صديقي لا ينصت لِ احلامنا أبداً..
لنا في نجوم المساء يا جميل ، لغة حنين .. ولنا لون القمر ..! لنا ، الليل ، وحماقاتنا ونداء الشوق ..! وتكرر الصدى .. ف كيف لا يفضحني الشوق ،، في أكواب القهوة ..؟ في أوراق مذكرتي ، في خطوط يدي ..؟ وأنا اُغنيك ، ابحث عنك في معزوفات { أنور } .. أكتبك ،ولا أجدك ..! افتش عنك ، في رفوف مكتبتي الصغيرة .. بين أوراقي القديمة ، في الاقلام .. في حبر محبرتي ..! وأنت ترحل ، مع الغياب ..! مع نسيم الخريف البارد ..! مع الغيوم ، مع الشتاء .. في قلب زهرة بنفسج ، بللها الندى ..! أخبرني ، أ كلما نمى هذا الحنين ب داخلي ، كبر الغياب .؟ ،
و.. أشتاقك بـِ صمتْ..!
يؤلمني حزنه.. انه ينغرس في قلبي كَ الخنجر .. ولان كلانا الضحية ، نبكي ، وتبكي الاحلام معنا ..!
ذات مساء هادئ .. أتاني متوشح رداءا ، أبيض اللون.. هادئ المحيا ، مبتسم .. تمعنت في معانيه وأحاديثه.. رويدا رويدا ، بات يبتعد .. للتو أتى فقط..!! والآن هو يبتعد .! أعلى كل نهاية أن تأتي؟؟ الحكايا المؤلمه ؟ غصص في النفوس ، وآلام في الروح .. والى متى .؟!
في هذا المساء الغريب .. لهفة الانتظار ، قد تقتل كل الرغبات في أي شئ ..! ربما كان للانتظار ، معاني عميقة لا نستطيع الغوص اليها ب سهولة .. لكن .. يبقى هو مُر كَ العلقم من شدته ..
و هكذا تعبر ، ك غيمة عابرة .. تعبر ك الليالي ، ك تلك الأوراق التي ذبلتها برودة الشتاء .. ! ك كل قطرات المطر التي تسقط معاكسة لأخواتها .. و هكذا وجهك ، يهطل ك قصيدة .. ك شئ جميل يداعب الروح ، ك الشعور الذي ينتاب الأطفال.. ك تلك الآهات التي تملأ صدري .. حين تعبر الذاكرة احلامي .. !
اجلس في المقهى ،على نفس الطاولة.. واتأمل، ذاك الحلم الذي غاب بعيدا وكأنه من عمر الدقيقة.. خنجر ما ، سرق القليل ..! أنا انشودة غريبة اليوم ، اتكئ على الفراغ.. ابحث عن اصيص من النور لأكتب .. قهوة باردة ،كوب متجمد..! هي هكذا الغربة فعلت بي ، تسللت إلى أعماقي حتى اني نسيت كيف اكتب !!
- كفي عن كتابة الحزن ، يا صُبح .. - لما .؟ - هذا الحزن الطويل ، لا يليق ب عينين تشبه اللوز ، ملائكية ،أذوب ما بينهما في كل نظرة .! - أنا لا أكتبه لانك سببه ، أكتبه خوفا من أن تخلقه في روحي بعدما تأخذك رياح الغياب عني .! - امممم .. إن أصبحت دموعك ب مذاق السكر سوف ارحل مع الغياب عنك ..