آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-01-2021, 04:49 AM   رقم المشاركة : 1
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية محمد عبد الحفيظ القصاب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :محمد عبد الحفيظ القصاب غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة

في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة
=================

عادتْ إليه اليقظةُ فجأةً ؛كرعشةٍ من هبوبِ ريحٍ تلاقحتْ بين البردِ القارصِ ،ونارٍ لا تزالُ تحرقُ الجسد.
حاولَ النهوضَ ؛لايستطيعُ معَ هذا الركامِ دفعاً من كاهل ٍ منهك! شدَّ أعضاءَ جسدهِ المتخدِّرِ يقاومُ الرغبةَ الملحَّةَ للإستسلامِ .عاينَ الموقفَ: لو بقيتُ على الحالة الأولى سأدفنُ هنا دون شكٍّ ؛الهواءُ يتناقصُ ،والاختناقُ باتَ وشيكاً ،وهذا الألمُ يعضّ كلَّ الحواسِ ،لا يدري مَنْ تعاني أكثرَ ليسعفَ تركيزها.
جمعَ جسدَهُ كتلةً واحدةً ،واستعانَ بأضعفِ العزمِ قبلَ أقواهُ ،ونهض دفعةً واحدةً !لا مجالَ لحصدِ النتائجِ جرَّاءَ ذلك ،ولم يأبهْ إلّا للوصولِ لوضعٍ وحيدٍ ؛الخروجُ منَ الموتِ المحتّم.كردَّةِ فعلٍ طبيعيةٍ وبسيطةٍ للغايةِ ،من أيَّ كائنٍ يتعلَّقُ بالحياة.
وقفَ أخيراً ؛على قدمين ترتجفان ،صمدَ للحظاتٍ من سقوطٍ يعرفُ أنَّهُ الأخير.استنجدَ بحواسِهِ ليتفاعلَ معَ المحيطِ ،وساورتْهُ الشكوكُ علناً أنَّهُ عديمُ الإحساسِ بما يَجري ؛ وأصابَهُ خوفُ الخطوةِ الأولى من عدمِ معرفةِ أينَ تَمَّ رميَهُ آخِرَ مرّة؟
استفاقَ من دهشةِ الخللِ الحاصلِ في الحواس .عندما أنصتَ لما يدورُ حولَهُ :صوتٌ بعيدٌ يشوبُهُ الصدى كمن يسمعُ نداءً من بئرٍ عميق.
اِشتمَّ رائحةَ الدخانِ في كلِّ اتجاهٍ ،وهو يدورُ الهوينى بجذعِهِ يميناً ويساراً.
ويسمعُ تأجّجَ الحرائقِ وانفجاراتٍ متلاحقةٍ ،وتشقّقَ الصخرِ والحديد.
لم يميّزْ غير نسمةٍ بَحْريةٍ لا تُنسى ،من جهةٍ فثبتَ عندها ،وتلاطمُ الموجِ يتماشى ويتناغمُ معَ الأصواتِ الأخرى.
تقدَّم نحو الجهةِ المختارةِ ؛يجرُّ القدمَ إثرَ القدمِ ،حتى وصلَ باليُمنى إلى هوةٍ ؛تراجعَ عندها ،ووقفَ ليعلمَ أنَّهُ لا مجالَ لخطوةٍ أخرى ،حتى يتأكَّد من موقع وجوده.
ما استنتجَهُ ؛أنَّهُ على حافةِ نتوءٍ صخريٍّ يتَّصلُ بشاطيءِ البحرِ ،يعرفُ منه الاسمَ القديمَ .ورائحتُهُ المحببةُ يخالطُها رائحةُ النارِ ،والصديدِ والغبارِ،وغليانُ الدمِ وتخثرِه.
طُبعَ في ذاكرتهِ مشهدٌ من بحرٍ تغيَّرتْ صفاتهُ فجأةً ؛ولونُ مياههِ الحمراء لا تعبّرُ عن صِلتِهِ ببياض سريرته.
هذا في الذاكرةِ القديمةِ! إنْ كانَ استشعرَ وجودَه من خلالِ ما وصل إليه ،فهو يملكُ فقط السمعَ والشمَّ ،ويحسُّ أنَّ كلَّ خليةٍ منه تنزف .
أرادَ أنْ يتلمّسَ الألمَ وخلاصةَ الجسدِ ،فقد تأكّدَ من أنَّ بصرَه لا يعملُ ؛فلا يرى غير الظلام ،وهو يأمُلُ أنَّها حالةٌ عرضيةٌ ،أو ربّما تَشَوّهَ الوجهُ كلياً ! وأهمُّ ما فيهِ العينينِ والجبهةِ ؛حاولَ جاهداً الوصولَ إلى أيّةِ منطقةٍ من جسدهِ ؛لم يستطعْ! أهوَ شللٌ أم بُتِرَتْ اليدان ؟!
تمايلَ يميناً وشمالاً ينتظرُ احتكاكَ الساعدين بجذعهِ دونَ جدوى ! لا بدَّ أنّهما مبتوران حتى الإبط.
يشعرُ بالألمِ الحادِّ ،وفقدَ معهُ قدرةَ لمسِ المكانِ ؛حتى يعاينَ جزئياً الضررَ الحاصل.
تذكَّر أنّ في جعبتهِ حقيبة إسعافٍ أوَّلي ،ومع ذلك لا يستطيع ؛شعرَ بحرقةٍ في منطقةِ العينين. أرادَ بشدّةٍ أن يبكي دون جدوى !حتى هذا السبيل للراحة فقدَه ،واستحالَ من الداخلِ غضباً وحقداً وعفونة.
ألمٌ حادٌّ يعلو معهُ صراخُ الأعضاءِ المتضرّرَةِ ؛تخدَّرَ معهَ الحسُّ رويداً ،وأقفلَ العقلُ بوابةَ الإدراكِ إلّا عن طلبِ الراحة .
الحياةُ نسّتْ رويداً ،وشارفتْ على الرحيلِ ؛استفاقتْ معها بعضُ الذكرياتِ ،ومشاهدُ تزاحمتْ رغماً عن الضعف ؛انفجارٌ هائلٌ لآخرِ قطعةٍ آهلةٍ بالسّكانِ ،لِآخِرِ مَلاذٍ لِمنْ أرادَ المقاومةَ ولِمنْ أرادوا التخاذل..؛لتصفيةِ عروقِ الأرضِ قبلَ البشر ..؛ لجبالٍ من عمرِ الأرضِ أصبحتْ هشيماً تذروها الرياح.
لوطنٍ أصبحَ مسرحَ دمىً تعلّقتْ بحبالِ مشانقها ؛لإبادةِ بشرٍ ،أهونُ من إبادةِ الحشرات ...
جمعَ ما تبقّى منه للصراخِ !وعلمَ أنّها النهاية ..لآخرِ عرقٍ ..يستحقُّ الوقوفَ برهةً من الزمن. يودّعُ تاريخَهُ من عمرِ الكونِ ؛لم يقف مستسلماً ! إنّما أعجزهُ ما صارَ عليهِ على حافّةِ هاوية .
قاومَ السقوطَ منتحراً ؛كي يبقى أملاً لثباتِ عرقهِ حتى لو كانَ مسخاً لا يعرفُ مدى فظاعةِ صورتِهِ ؛بلا عينين تبصرانِ ما يجري ،ولنْ يتفاعلَ معَ مستجدّاتهِ لأنّهُ بلا يدين ،أو حتى لن يعلمَ كيفَ يتلمّسُ مصدرَ ألمِه.
لِعرْقِهِ مستباحٌ لتجاربِ السياسةِ والقتلِ والنهبِ ،ولأحْدَثِ نظرياتِ العصرِ ..كان فأراً صبوراً !
كما تتكَّسرُ الأمواجُ عبرَ الزمنِ على الصخورِ ،ومهما تتكّسرُ الأحلامُ في هوَّة اليأسِ ،ومهما يُصِرُّ الآخرونَ أسنانَهم على العظامِ القديمةِ ..
لا بدّ من ليلةٍ أخرى...

===================
محمد عبد الحفيظ القصاب
1\8\2006 م













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 01-02-2021, 11:52 PM   رقم المشاركة : 2
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية هديل الدليمي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :هديل الدليمي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 لا تصالح
0 عجبي
0 أعنّي

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة

قصّة رائعة بأسلوب شيّق ومريح
سبكت أحداثها بعناية وذكاء
وجاءت الخاتمة مذهلة.. غنيّة بالإدهاش
سررت باحتلالي هذا الضوء المتقدّم
مودّة بيضاء












التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 01-05-2021, 11:19 AM   رقم المشاركة : 3
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة

كما تتكَّسرُ الأمواجُ عبرَ الزمنِ على الصخورِ ،ومهما تتكّسرُ الأحلامُ في هوَّة اليأسِ ،ومهما يُصِرُّ الآخرونَ أسنانَهم على العظامِ القديمةِ ..
لا بدّ من ليلةٍ أخرى...

يبقى الأمل
لعله يصل إلى معرفة الحقيقة

نص فيه من الألم الكثير
جسدَّ صورة من صور الظلم في هذا الزمان

حماك الله
تحياتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 01-05-2021, 11:58 AM   رقم المشاركة : 4
عضو هيئة الاشراف
 
الصورة الرمزية منوبية كامل الغضباني





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :منوبية كامل الغضباني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة

قصّة قصيرة احتكم فيها كاتبها الى فنيات وميكانزمات هذا الجنس الأدبي الذي يعتبر الأكثر رواجا في زمن لم يعد للقارئ فيه نفس للقصص الطويلة جدّا ..
قفلتها مشوّقة مفتوحة على شتّى التأويلات بما يسمح لمتلقيها من حمل الأمل إلى ليلة أخرى وزمن آخر
شكرا لك مبدعنا القصاب .













التوقيع

لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:

سيِّدةً حُرَّةً

وصديقاً وفيّاً’

لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن

لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن

ومُنْفَصِلَيْن’

ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صبيُّ آخرِ الحزن علي التميمي إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 4 08-16-2016 07:24 PM
ليلة من ألف ليلة و ليلة المختار محمد الدرعي الأدب الساخر 8 09-10-2015 01:33 PM
حديثُ آخرِ الليل سمير عودة شعر التفعيلة 10 02-22-2015 12:48 AM
ليلة حب محمد ابراهيم قصيدة الومضة 2 11-12-2014 03:20 AM
في ليلة صيف سمية حسن القصة القصيرة جدا (ق.ق.ج) 4 03-17-2012 01:56 AM


الساعة الآن 08:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::