صعبٌ أن أشرحَ لكَ ما يجري
يا عقليَ الحاصلَ على شَهادة،
جِدْ لي مساحةً خَرِفةً
وصافرةَ شرطيٍّ مُتقاعدٍ
كي أَصُدَّ هجومَ هذه السّنة.
لن أصلَ هذا الصّباح
المسافةُ صَارتِ انتظار
والكلُ يَنظرُ إلى قدميهِ الكبيرتين.
ظالمةٌ هي الآلامُ
تَستخدمُ الأيامَ ولا تُعيدُها
ثُمَّ يَأتي ذلكَ الرَّقمُ الكبيرُ
ليُخبِرَكَ أنَّهُ عُمُرك.
مَدينتي ارفَعي ثيابَ الأرضِ
لأرى من ينامُ تحتها منَّا
فأُصلي وأنا فاقدُ الرَّأس
كما تفعلُ العجوزُ
تضعُ عِصَابةً سوداءَ بدلَ رأسِها الذي سيقَ إلى السَّواتر
تتجاهلُ تقويمَ السِّنين، وتُردِّدُ:
مستحيلٌ أن يُغادرَنا الفرحُ،
هناكَ من يُرزقُ بالتَّوائمِ في مشافيَ المدينةِ
كي يَرثوا من ماتَ عازِبا،
أو من لوَّحَ بيدهِ من دونِ أن يُودعَهُ أحد.
باردٌ حُزنِ المحطةِ الأولى
سرقَ المطارُ كلَ شيءٍ
حتَّى هدايا الرّجوع.
المسافرُ صارَ لا يحملُ الحقائبَ.
والسَّماءُ صارتْ لا تُعِيرُ الشَّمسَ وقتها الكافي،
لِتُسدِلَ المَساءَ على مسارِ أسرابِ الأِوز
الجميعُ ينتظرونَ
وأمِّي تعلمُ أنَّ أبي مُسافرٌ لايحملُ حَقائب.
محطة من وجع
صورت الواقع بما فيه من ألم
تتأرجح الأيام
بين صافرة الشرطي المتقاعد التي اتعبها الزمن وعصابتها السوداء وما تملكه من قناعات جمعتها من دروس الحياة
الرحيل طريقنا نسير فية تاركين كل شيء
بلى
إنما قُلبت الموازين وتشابكت دلالات المقاييس.. فبات الضياع نافلة كفرض!
ليس كل شيء يشبه أي شيء كان هو!
ولله الأمر...
سلمت حواسكم شاعرنا القدير ولا عدمتم الجمال والفتنة