لاشيء أثقل على النفس من أن يقف المرء عاجزا مكتوفا
وهو يرى الشمس تأفل .. ويُؤْذِنُ نورها بانقضاء ،ويتَضَيَّف قرصها للمغيب...
تزحف على اركانه أسرابَ الظّلام ..
تلوح في أفقٍ غائمٍ مترام ...
تطار ما تبقي من ضوء متهاو ..
تتلاشى الأنوارُ تباعا على أطراف العتمة ...
وتُطوي الغياهب - في رعشةُ الليلِ المُوحشِ - جدائلُ الضوءِ الشفيف
يبدأ الليل في الانسِكاب..
فيتمدد في حدقة العين باردا طويلا
يتسيّد الوقت .. ويسد الرؤى
ويضرب بأطنابه فوق مناكب مهترئة ..
أضناها مر الصبر ،وأعيت روحَها مرارة الانتظار
تتسمر الأرواح طويلا في بقاعٍ موحشةٍ ..
طالما أنست بمن كانوا يملأونها وحدههم دون سواهم..
بتواريهم ؛ تُوصَد الأفواه .. وتظل الشفاه شاغرة عن بسمة ...
. تَرسِمُ الدهشةُ بحسراتها على صفحات الوجوه أخاديدَ همٍ لا تكاد تنمحي ..
يمخر الضعف في عباب القوة ، فيحيلها وهنا على وهن ..
ثم يفت في العضد تعاقب الحدثان ، وما يطويان من نوائب وصروف..
كانت قناتى لا تلين لغامز .:. فألانها الإصباح والإمساء
أعارنا الدهر أردية مزركشة ،فلم يزل في مقاضاتنا حتي استوفاها..
فهل (يكثر الخير يوما بعد قلته .. ويكتسي العود بعد الجدب بالورق ..)
***
يامن يداه مبسوطتان ... لا تحرم من غُلّت يده ..
ويامن وسعت رحمته كل شي ..
هــــا أنذا شيء ..بل لاشئء ..
محبك في ضيق وعفوك اوسع .
"ما أربحني - مولاي - فيما سُلب مني إذا كانت ثمرته نعمة اللُجْأ إليك"
إليك المشتكى ..
أنا البائس المدنف الحزين ..ارحم ضعفي
أنِلْنِي منك تدبيرا يغنيني عن الحِيْل
يامن لا تُغلق دون المحرومين أبوابُه ..
... باب عطف منك يسكب في جهات الروح قطرات الحياة...
اللهم صبرا وظفرا ...