عودة الصامدين بعد وقف إطلاق النار بغزة
*********
اليوم الأحد التاسع عشر من شهر جانفي 2025 وبعد أكثر من 470 يوماً من العدوان الإسرائلي على غزة،يعلن رسميا وقف إطلاق النارفي مرحلته الأولى من الإتفاق وصولا للمراحل الموالية وإنهاء الحرب ، وبهذا الحدث ارتسمت على وجوه الغزاويين من أبناء الشعب الفلسطيني علامات الفرح والسرور بانتصارهم مهللين مكبرين حامدين الله رغم الجراح ،وما خلفته هذه الحرب الضروس من دمار وخراب .
لقد عاش الفلسطنيون في قطاع غزة معاناة رهيبة نتيجة استهداف العدو بقصفه المنازل والبنى التحتية ، ناهيك عن التجويع والتدمير الممنهج الذي طال حتى المدارس والمستشفيات وآبار المياه ومراكز إيواء النازحين، وكل ما من شأنه أن يمد المواطنين عزيمة البقاء من علاج ودواء ومأكل ومشرب وإيواء ، ورغم ذلك، ظل أهل غزة أقوى من المحن بفضل صبرهم وتمسكهم بأرضهم .
الحرب على غزة توقفت اليوم ، وكثيرا من المواطنين رجالا ونساء صغارا وكبارا ما كان يظن أحدهم أنه سيبقى على قيد الحياة ، لكن إرادت الله ومشيئته إرادت لهم أن يكملوا مسيرة النصر والإستمرار في النضال وتوحيد الصف الفلسطني .
بعد إعلان وقف إطلاق النار بدأ المواطنون بغزة يشدون رحال العودة نحو الشمال، والجنوب ، والشرق ،والغرب، ولكن هذه المرة ليس كعودة النزوح التي كانت تتم تحت النار والإستهداف الممنهج ، إنها العودة عودة الصامدين عودة الصابرين المحتسبين لأرضهم وبيوتهم المدمرة التي يأملوا أن يعيدوا بناءها وتجديد العهد مع الأرض والوطن من أجل الحرية والبقاء ،والوفاء لأرواح الشهداء .
إن تضحيات الشعب الفلسطني جعلته يدرك جيدا أن لكل تضحية جزاء وهو النصر أو الإستشهاد . وأن الحق لا يموت ، وما ضاع حق وراءه طالب ، وأن المقاومة فريضة مشروعة مها كانت النتائج والتضحيات.
عاشت فلسطين المجد والخلود للشهداء الأبرار .
----
بقلم /تواتيت نصرالدين
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه