عاشق وطن
تؤرقني اللواعج في سهادي
فرُحْتُ مُناجيا عَبَقَ الوِهاد ِ
تتوهُ النظرة العَجْلى هياما
بتُرْبٍ غاصَ أعماقَ الفؤاد ِ
وأرْسُمُ بسْمة ً حَيْرى لماذا
سَباني النُّورُ في زمَنِ التمادي ؟
عشقْتُ النرجِسَ المغروسَ فينا
وهِمْتُ بحُبِّ أرضِك يا بلادي
رشفْتُ رِضابَ هَمْسِكِ من هُبوب ٍ
نسيماتِ الصَّباحِ ِ على امْتداد
ضِفافُ النبع ِ أغوتْني طويلا
فصِرْتُ أخافُ بؤْسا في البِعادِ
وكم درب ٍ تُناغيهِ بعشق ٍ
شغافُ القلب ِ أو صارتْ تنادي
فأجثمُ حانيا ولها أغّني
وألثُمُ رملة ً أغنَتْ ودادي
فلو قالوا بلادُك من جحيم ٍ
لكنْتُ جعلتُها عُمْري وِسادي
فإني اليومَ قد أيقنْت حقا
بأن العشق في ذاك التهادي
لأقسمُ أنني ما دمْتُ حياً
فلن اسعى لغيرك ِ في مرادي
رأيتك موطني بهجير فسق ٍ
وكم ذلتْ فوارسُ في انقيادِ
رأيت الجَدْبَ يحصُدُ كلَّ قوت ٍ
وتقتاتُ التّيوسُ بفضلِ زاد ِ
فصرتُ إذا بغاةُ القوم ِ سادوا
أداري بسمتي خوفَ انهدادي
واصرُخُ في الزمان بقول ِ صدق ٍ
لقد ساحَتْ أفانينُ الفساد ِ
وأنواعُ البغاث ِبأرضِ عُرْب ٍ
تُنَسَّرُ فوقَ أعناق ِ العباد ِ
عفونةُ قبحها في الحيِّ فاحَتْ
تخرّب كلًّ أطياب ِ البوادي
فلا خجلٌ يمانعُ بَوْحَ فِسْق ٍ
ولا عقلٌ يصوّب للسداد
وأشداقٌ ينزُّ بها صديد ٌ
تخورُ بعُهرِها صَوْبَ الأعادي
أثارَتْ حِقدَ من عشقوا ترابا
وأوفوا العهد سعيا للوداد
وأطيارٌ هنا راحَتْ تغني
قصيدَ الحبِّ عِشقا للبلاد
زنودُ شبابنا أضحَتْ سُيوفا
بوجهِ الفسْقِ تسعى للرَّشاد
فهل نغفو على جهْل وجوْر ٍ؟
فيخرس صوتنا في كل ناد
وجلادين في قصرِ البغايا
وذلّ نفوسهم للعين باد ِ
وعبلة من سباياهم تنادي
أيا عبسيُّ هيّا للرشاد
فلن يرضوك بينهم سُيَيْدا
.ستبقى عندَهم عبد العباد
فهاهم يا عُنَيترُ في ضلال
فلا تترك عيوني في السهاد
دع الأهواءَ تأخذهم لغي ٍ
ولا تجعلْ دروبك في الرّماد
وخلِّ السيفَ يرقصُ في صدور ٍ
كفاها قيحُها والبومُ شاد ؟ٌ
فيا شداد هل رمقَتْ عيونٌ
بغيَّ القوم مرتشف المداد ؟
وترسمُ في الدُّنا فيضا لحب ٍ
فتغرسُ وردَها في كل واد ِ
وكنتَ مساوما لابن ٍ عزيز ٍ
على مهرٍ يقاومُ في عناد
فلا الأوطانُ ترضى من فعال ٍ
بما اقترفت بفعلهم ُالأيادي
حناجرُ أمتي صرختْ تنادي
جميعُ بلاد يعرُب َ في فؤادي
سأرسمُ في سما وطني نجوما
فهل أرجو صهيلا من جيادي ؟
رمزت عليا