قارعـــة اليــــأس أنـآ أعلمُ النّـآسِ بحـآله .. بحزنه، بألمه، بسخطه، بمعآنآتهـ .. بكلِّ مـآ فيهـ .. وكُلُّ مـآ فيهـ يؤلُمني معهـ ، وكأننّـآ نَتَقـآسَمُ الجرحَ نفسهـ، ونشربُ من ذآت الكأس .. نحتَسي مرارَ شرآبهـآ .. × معاً × ولكنَّ الفرق ؛ أنني أتـألمُّ بصمت، دونَ دموع، وهوَ يتـألمُ بكلِّ جوآرحهـ ، وَلآ يخجلُ أن ينفجِرَ أمـآمي بـآكياً،، وكأنهُ طفلٌ ينشدُ حنـآنَ أمهـ ! ودَدتُ لَو أخذتهـُ بينَ ذرآعَيَّ وربتتُ على رأسهـ كمـآ لَو أكونُ فعلاً أمهـ .. كمـآ لَو يكونُ فتآيَ الصغير الذّي يُطـآلِبني بموآسـآةِ دمعهِـ ولكنني عجزتْ .. عجزتُ أن أعبرَّ عَن ضَعفي أمـآمَ دموعهـ وأنـآ أعلمُ مـآ تعنيهِ دموعُ رجُل إن بَكَيتُ أنـآ .. فلأنني ضعيفةٌ أصلاً ودموعي سلآحُ أنثى ! أمـآ إن بكى هوَ ؛ فَهُو إعترآفٌ خطير : " لَم أعُد أستطيعُ الإحتمـآلَ أكثَر " رَبّـآه ! أعِنهُ على مـآ ابتليتهُ بهـ .. وَلآ تجعلهُ أضعفَ من أن يؤمنَ بقضاءكَ وقدرك يـآ رَب ؛ إنَّني موقنةٌ بحكمتكَ منَ ابتلآئكـ ، ولكن إجعَل المَصـآبَ مَهمـآ عَظُم .. لآ يضيرُ إيمـآنهُ بكـ .. فَكُل شيء مُسَيَّرٌ بأمركـ .. وتَقدِرُ وَلآ نَقدرْ ، اللهُمَّ ؛ لآ طـآقةَ لي بـ‘إحتمـآلِ دموعهـ ، فاجعَلهـآ من نصيبي ، وإن أنـآ أدميتُ المُقَل .. أَدْمِ فؤآدي ، وَلآ تؤذه ،، احرِق روحي وآبعثَ الطمأنينةَ في روحِه ، فَمنْ ضلعِهِـ أنـآ خُلِقت ، وَمِن نَفَسِهِ أستَمِّدُّ حَيـآتي ، فإذآ كـآنَت أنفـآسهُ لآهِثهـ ، أو مُتَقَطِّعَهـ .. فَحَيـآتي كذلكـْ مثلُهـآ ! يـآ رَب ، لَم أفقد يومـاً أملاً بكـ، وأعلمُ أنكَّ عنْد ظنِّ عبدكَ بكـ، وظَنّي بكـ رغْم { البؤسِ } يَجعلُني أتوقُ للغَدِ الأفضلْ ، رَفَعتُ يديَّ إليكَ أُنـآجيكَ بمحرابِ حُبِّكـ ، أنْ ترفعَ غَضَبَكَ وسخْطَكَ عَنّـا فَلآ ترُدَّني إلى قـآرعةٍ .. يَعتَكِفُ هوَ فيهـآ .. لآ تردَّني يـآ رَبُّ ، الَى قـآرعةِ اليـأسِ .. // بِدَمعٍ عينٍ لَم يُذرَف ، كُتِبَتْ // رَوان اغبارية