تملكني إحساس غريب بالفرح حين وقع بصري
على ريشةِ طاووس في القرآن:
أهلاً بكِ في هذا المكان المقدس،
أعظم جائزة على وجه الأرض الرحبة!
كما في نجوم السماء، كذلك فيكِ،
نرى عظمة الله في أصغر الأشياء؛
لأن الذي يبارك ببصره الأكوان
تركت عينه أثراً حتى في هذا المكان،
وألقى عليهِ النور ثوباً من الجمال،
يجعل حتى الملوك يفقدون الأمل
في أن يضاهوا الطائر بهاءً.
فلتنعمي بحظكِ السعيد بسلام ودعة،
وهكذا تستحقين تلك البقعة المقدسة!
------------------------
ولد الشاعر الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته في فرانكفورت في عام 1749. وقد أظهر نبوغاً في سن مبكرة من حياته. إذ استطاع الإلمام باللغات الإغريقية واللاتينية والفرنسية والإيطالية وعمره لا يتجاوز ثمانية أعوام.
لم يتلق غوته تعليماً رسمياً منتطماً في بداية حياته حتى عام 1765، حيث شرع بدراسة القانون في لايبزغ وستراسبورغ بناء على طلب من والده. وخلال تلك الفترة حقق بعض الشهرة من خلال أشعاره وقصائده الغنائية.
بعد أن استكمل غوته دراسته الجامعية عام 1771 عاد الى فرانكفورت ليمارس القانون، لكنه انشغل في كتابة مسرحية "غوتس فون بيرليشنغن" (1773). وقد اكتسب غوته من نجاح هذه المسرحية شهرة واسعة في الساحة الأدبية الألمانية. ولم يلبث أن استدعاه دوق ويمر لإدارة مسرح البلاط. علاوة عى اشتغاله عدد من المهام السياسية إلى جانب أنشطة واهتمامات أخرى متعددة.
إضافة إلى اشتغال غوته بالأدب، كان له شغف واهتمام خاص بالعلوم يفوق في كثير من الأحيان اهتمامه بالكتابة. فقد قضى الفترة ما بين عامي 1786 و 1790 مسافراً في أنحاء إيطاليا حيث أجرى العديد من الأبحاث والدراسات العلمية.
في 1794 نشأت بينه وبين الشاعر والفيلسوف والمؤرخ الألماني فريدريش شيلر (1759 – 1805) علاقة صداقة. وقد عمل الاثنان معاً على تطوير أسلوب جديد في الكتابة يعرف باسم الكلاسيكية الويمارية. وقد أصبحت هذه التسمية عنواناً لحقبة أدبية.
تعتبر مسرحية "فاوست" أشهر أعمال غوته. استغرقت كتابتها ما يقرب من 57 عاماً. صدر الجزء الأول منها عام 1808. وانتهى غوته من الجزء الثاني عام 1831 وقد بلغ من العمر حينئذٍ 81 عاماً، وذلك قبل وفاته بعام واحد. لكنها صدرت بعد وفاته
من أعمال غوته الهامة "إغمونت" (مسرحية، 1788)، "التدريب المهني لـ ويلهلم مايستر" (رواية، 1796)، "علاقات مختارة" (رواية، 1821) "رحلات ويلهلم مايستر" (رواية، 1821)،
عرف عن غوته إعجابه واهتمامه الشديدين بالشرق وبالإسلام وبالنبي محمد وبعض الشخصيات الإسلامية كالحافظ الشيرازي. فقد كان في أيام دراسته الجامعية يطالع القرآن. كما تجلى إعجابه بالإسلام في العديد من أعماله الشعرية، خصوصاً في سلسلته الشعرية "الديوان الغربي الشرقي." كذلك فقد وردت في الجزء الثاني من مسرحية "فاوست" إشارات متعددة إلى حكايات "ألف ليلة وليلة."
توفي غوته في ويمر في 22 آذار / مارس 1832 بعد إصايته بالحمى. ودفن جثمانه هناك في الضريح الملكي في المقبرة التاريخية التي دفن فيها أيضاً صديقة شيلر.