وهمُ الحبّ
أرِحْ فؤادَكَ لا غيمٌ ولا مطرُ
على غرامِكَ إنَّ الحبَّ يَحْتضِرُ
خمسٌ عِجافٌ مِن الهجرانِ قدْ يَبُستْ
كلّ المشاعرِ لا وصْلٌ ولا نَظرُ
وكلُّ خاطِرةٍ أوْدعْتَها نغماً
ماتتْ بمولدِها ما ضمّها وَتَرُ
فكيفَ ترجو غراماً لا وصالَ لهُ
أضعْتَ عقلكَ أمْ هامتْ بِكَ الفِكَرُ
الحبُّ وهمٌ ونيرانٌ نلاحقُها
ونارُ حبِّكَ لا تُبقــي ولا تَذَرُ
ماذا حصدتَ مِن الأوهامِ تزرعُها
بكلِّ حرفٍ,أوهْماً يُجْتنى الثّمرُ
قضّيْتَ عمركَ في حبٍّ وتضحيةٍ
رمتَ الخيالَ وهذا مطلبٌ عَسِرُ
وتسهرُ الليل مِنْ شوقٍ تعاتبهُ
قلْ لي بربِّكَ ماذا ينفعُ السهرُ
لتطلب الحبّ ما للحبِّ من أملٍ
فالحبّ كالضوءِ فوق الماء ينْكَسرُ
فدعْكَ مِنْ عالمٍ تشقى بمطْلبهِ
لا الخِلُّ يرضى وما ذنبٌ سيُغْتفرُ
إنَّ الحبيبَ وإنْ أضْحكْتهُ زمناً
يُبْكِكَ يوماً, ولا يحنو ويعْتذِرُ
فارجعْ لشاطيكَ فالإبحارُ مهْلكةٌ
وطالب الحبِّ بالآهات يسْتَعِرُ
شعر/ خالد بن علي البهكلي
21/1/1433هـ