سطّرتُ قافيتي ألبستها حُلُمي= أججتها غضبي ..خضّبتها بدمي
بالحرف مثقلة منهوكة بيدي=يا عرب ويحكمُ أخجلتمُ قلمي
زينتمُ عملاً، أفقدتمُ أملي=أثقلتمُ كاهلي بالهمّ والسّقم
ماذا تخطّ يدي ياسادتي عجبا=عما جرى لدمي من سفك منتقم
من طغمة نَهبتْ وجهاً لأمتنا=ضاعت فلسطيننا في (عصبة الأمم)
فثار ثائرُنا واشتاطَ في غضب=وطار طائرُنا وارتدّ كالرّمم
والموت يرصدنا في يومنا وغدٍ= والحزن في دارنا كالنّار في الضّرم
تشتدّ أيامنا في حلكة غلسا=فالجهل منتفش في غفلة القيم
نسير في لَهَثٍ مضنٍ ومنخذل=نمشي على جرحنا باللحن والنّغم
يا ويح من شربوا كأساً ومن رَكنوا=للهمّ يرشدهمْ.. لليأس والعَدَم
العُربُ نائمة تهفو إلى وطن= مذخورة عنقاً للنّوم والحُلم
والموتُ منتشرٌ في ساحنا نزقُ=حصداً بلا وجل في العُرب والعَجم
ماذا نقول غداً عند الحساب إذا=قد قيل يا أسفا من فعل منهزم
والجيلُ يسألنا ماذا نقول لهمْ = عنْ كذبة طُبعت في قلب منخرم
عن كبوة رَسَمَتْ وجهاً لقافلة=أنارَ مشعلها القرآن بالسَّلَم
حضارة في رُبى غرناطة انبثقت= رايات أمتنا خفّاقة العَلَم
وطارق من بنى بالعلم بارقها=وأشعل النّورَ في الآفاق للأمم
بالذكر أشعلها من جذوة أملا= للنّصر أسلمها سعيا الى إلقمم
فهل لنا رجعة نبني معالمها=يسير مركبنا للعزّ والشّيم
نُعيد وجهتنا للقدس ننصُرها= نزيل شدّتها من ظالم نَهِم
هذا الربيع أتى في بلسم فشفى= صدر المعنّى وما عاناه من ألم
فأبشري أمّة القران ظاهرة= النّور يبزغ في الدّنيا من الظُلَم