الحجر العاتي مِنْ ذَاكِرَتِي الْمَسْروقَةِ لَيْلاً، خُذْ حَرْفًا وَ اكْتبْ خُذْ إِزْميلاً وَ انْقُشْ خُذْ فَأسًا وَ اضْرِبْ هَذَا الْحَجَرُ الْعَاتِي ، يَتَكَسَّرُ بِالضَّرَبَاتِ.. ---------------- هَا أَنْتَ الْيَوْمَ تُصارِعُ فِي كمَدٍ، جُلْمودَ الصَّخْرِ النَّازِفِ، مِنْ صَهْدِ الْحِمَم، و شِتاؤُكَ مُبْتَسِمٌ، فِي عَصْفِ الأنْواءِ، و شُموعُكَ تَبْكِي.. تَحْكِي قِصَّتهَا، فِي مِحْرابِ الْوَطَنِ. فِي الشَّمْسِ سِراجٌ يَرْتعِشُ، وَ زَغارِيدُ الْكَرَوانِ تَردَّتْ فِي عِزِّ الْمَطَرِ.. ---------------- يَا مُرْجانًا يتَحَجّرُ، يا قَلْبًا يَتَعَذَّبُ، كُنْتَ زَمانًا تَهْوَى شَهْدًا فِي الْعَسَلِ، وَ نسِيمًا يَعْبُرُ فِي الْمُقَلِ.. تَهْوَى ما أَهْوَى، مِن ريْحانٍ يُزْهِرُ فِي بلََدِي، وَ الْيَوْمَ تَهيمُ غَريبًا فِي السُّحُبِ، لا تَهْوَى ما أَهْوى، مِنْ عِطْرٍ أَوْ عَبَقٍ يَتفَتحُ فِي الْغَسَقِ. وَ رَبيعُكَ يَبْدُو مُسْتعِرًا بِقَنادِيل الشَّفقِ، والنَّهْرُ الآنَ سُيولٌ فِي التُّرَبِ، يَخْتالُ عَصِيًّا فِي كِبَرٍ، لا يَتْرُكُ شَيْئاً فِي مَجْرَاهُ ، وَ لاَ فِي الْمُقْتَرَبِ . ----------------- هَا أَنْتَ عَلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ تُصارِعُ مَوْجاتِ الزَّمنِ، هَا أَنْتَ بِلا مِجْدافٍ فِي ظُلماتِ الْيَمّ .. وَ فِي الْعَدَمِ. لَمْ يَبْقَ سِوى أَنْ تَعْبُرَ صَحْراءَ الأَلغامِ.. وَ بَيْدَاءَ الْحَجَرِ، وَ اعْبُرْ وَ اعْبُرْ مِنْ بَيْنِ بَقاياَ الأمََْواجِ المْجْنُونَةِ مِنْ رَحِمِ الطّوفانِ وَ لاَ تَنْظُرْ لِلْوَرْدِ الذَّابلِ خَلْفَكَ.. مِنْ تَعَبٍ سَغَبٍ.. وَ اعْبُرْ وَ اعْبُرْ فَسَفينَةُ نوحٍ مُبْحِرَةٌ، وَ عَلَيْها صُفَّتْ رَايَاتُ الظَّــفَرِ.. مكناس (المغرب ) 17 – 02 - 2012