لا أعلم بماذا أسمي هذا الحوار ...........
لقاء السحاب .....
أم الصعود إلى القمة ...
أم بين الابداع والإبداع .......
لعلها المرة الأولى التي أطلب منكم أحبتي
أن تشاركوني الإختيار
عنوانا يليق بهذه القامة السامقة التي سترافقنا رحلتنا
حينما تتصدع الكلمات وتنتفض الحروف تعانق أبجدية الغياب ..وبين يد التاريخ ضمة من ورد الروح ..فــ يتفرّى الذهول وتزداد شهية الوقت لافتراس المجهول .. لحظة انتشار العتمة .. وانكماش الفرح .. ودبابيس الفضول توخز جلد الغموض ليسيل لعاب المعرفة على جبين اللقاء المخضب بالابداع .. فــ نمسح من على رموش الزمن غبار الهموم ..
كم يحتاج الابداع الى أصابع تحترف العزف على ايقاع الواقع .. وتسليط بقعة ضوء فاقعة على الحاضر وربما من خلال الماضي .. ؟؟
ما يميز ضيفي وضيفكم أنه متمكن من أدواته .. من اللغة العربية ومفرداتها ..مع امتلاكه للجرأة الأدبية التي لا تخدش حياء الحقيقة ..وإنما تهيئها لاصدار قراراتها دون تهجين او تزيف .. خبير في انتقاءه للمفردة والتلاعب بها وتطويعها لتخدم الفكرة .. فيصوغ لنا الصورة المناسبة كي تحتضن المعنى المختار بدقة .. تخرج هاربة من لجة الغموض تحمل على أكتافها ألق الشعور ..لإيصالها للمتابع مروضة باحتراف من خلال القراءة أو المشاهدة .. حينها ينتحر الذهول على شفاه الإبداع وتنطلق من قعر الذائقة رصاصات الإعجاب
و يمتلك ضيفي وضيفكم ملكات تجعله يخطو دوما نحو التميز بخطى واثقة .. ثروة ثقافية و إلمام بالتاريخ تهيئه لأن يستخدم أي رمز من الرموز التاريخية لــ تدعم فكرته وتضيف لها الكثير .. مع امتلاكه لاحساس عال لـ هموم الإنسان و طموحاته بدأً ببيئته ومن ثم وطنه لتتسع باتساع رقعة الخريطة التي رسمها منطلقا من قناعاته الخاصة ..
وكان دوما استشعاره بالجرس الداخلي للجملة التي تفتح النوافذ على الحالة المعقدة والمؤلمة للفرد والمجتمع .. منطلقا من قسوة الحياة بما تحمل من حزن و شقاء وموت .. تلتقي مع معاناة الوطن الجريح الذي مر لزمن بحروب و حصارات ..و لاحقا العبور بمخاضات سياسية متعسرة .. لــ يتوج القلق على عرش المشاعر .. فكانت الكوابيس تزاحم لياليه .. و الموثولوجيا بسحرها الاسطوري تدير دفة الإبداع على ايقاع انفاسه المتعبة ..فيعترف صارخا :
(إذا كانت الكوابيس شرطٌ إبداعي من شروط الكتابة فأن الميثولوجيا بسحرها الأسطوري قرينها الحميم، أنهما يساعدان المخيلة الخاملة على الانفتاح للتأسيس والخلق، لهذا وجدتني استلهمُ من واقعي الضاج بالخرافة والسحر والكوابيس نصوصاً ساعدتها مخيلتي على الانبعاث والوجود، )
وكان المسرح بهيبته و قدرته بحكاياته و ألوانه وأضواءه المحفز الأول لاستثارة المخيلة ومن ثم اللجوء الى المسرح السياسي كممثل صادق للتعبير بجرأة حتى لو تتبع خطوات حروفه مقص الرقيب وأوقف تدفقها ..لكن يبقى الإصرار ( كارت بلانش ) للعبور إلى المراتب الأولى و خطف التميز بجدارة واستحقاق ..
و وسط الركام الهائل من الجهل والتخلف والتمترس وراء قناعات جوفاء . كانت للأنثى مساحة شاسعة في كتاباته ..عاش أدق تفاصيل حياتها و تغلغل في اعماقها من ماضيها الى حاضرها..لامس وجعها اليومي ..في زمن تسيطر الذكورة على مفاصله .. و جاءت كتاباته توثيقا لعذاباتها وعذوبتها .. فـــ كانت الوجه الجميل في عالم بشع حد التقزز ..ونور يضيئ مسرحياته التي غلب عليها لون العتمة .. فمنها وإليها تكون الحياة ..وهي الروح حين أراد أن يحدثنا عنها قائلا :
( المرأة نقطة الضوء المتوهجة في عتمة النص ودلالته المحرضة على الحياة ..تراها تحل محل الروح في الجسد متمردة تمضي بأكف المخيلة المبدعة ، صوب عالم السرد الساحر لتعوض فيه ما أستلبه الرجل منها عنوة في عالمها الذي لا يحفل إلا بالذكور ،لهذا اتسع حضورها الفاعل في اغلب حكاياتي)
هذا يأخذنا لقناعة كاتبنا أن الكاتب كلما استطاع سبر أغوار المتلقي واختراق نشيج همومه ..يحالفه النجاح ..وتبقى الطريقة المتبعة هي من تؤهله للتميز و استحواذ قبوله بل اعجابه .. لذا اعتمد على عنصر التشويق .. من خلال البحث عن شروع يشرك من خلاله القارئ مباشرة في حكاية النص ثم يدفعه لافتراض استنتاج سرعان ما يرفضه جسد النص .. وذلك من خلال الاقتضاب والإدهاش للإمساك منذ البدء بفضول القارئ المشتت..
نعم هذا ما قاله قلمه المبدع ذات توهج ..
سندعو ضيفنا الكريم الكاتب المسرحي والقاص : المبدع صاحب القلم الباذخ " قاسم فنجان " ليمسك معنا زمام الحوار ونقدم له مفتاح الفضول ليفتح لنا باب إبداعه على مصراعيه لــ تدوس أصابع البهجة على ازرار الاعجاب و تصدر إشارات البدأ
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم تفضل لصالون في ضيافتي
واسمح لي أن أنثر على درب مشوار حوارنا اوراق الورد
وباقة ورد أقدمها لك نيابة عن أعضاء
هذا الصرح الثقافي المتألق
منتديات نبع العواطف الأدبية