في إطار سعي العلماء الدؤوب لكشف أسرار العقل البشري، يعمل د.جاك غالنت من مركز تصوير الدماغ التابع لجامعة كاليفورنيا في بركلي/ الولايات المتحدة لتطوير تكنولوجيا يمكن من خلالها قراءة الأفكار.
فعلى مدى السنوات العشر الماضية كان عالم الأعصاب الأميركي هذا واحدا من القلائل في العالم الذين يحاولون الاستفادة من تقنية التصوير الماسح بالرنين المغناطيسي لتحليل أنماط نشاط الدماغ في الحالات المختلفة ليمكن التوصل في ضوئها لاستنتاج ما رآه الناس أو يفكرون فيه.
ويقول غالنت أن نجاح هذه التكنولوجيا سيمهد الطريق إلى تحقيق الكثير في مجالات عدة، فمثلا يمكن للأجهزة التي تقرأ الأفكار أن تساعد الأطباء في فهم «العالم الداخلي» للمصابين بالهلوسة أو مشكلات الإدراك، أو الذين يعانون من ضغوط نفسية مرهقة، بالمقابل يرى المنتقدون أن نجاح هذه التكنولوجيا سيثير مشكلات أخلاقية جدية، إذ ستكون أفكار الإنسان معها عرضة للمتطفلين والمحتالين.
ولتوضيح مبدأ هذه التكنولوجيا، يقول غالنت انه أصبح بالإمكان الآن التنبؤ بدقة متناهية تقريبا بأخر أفكار مرت في عقل الإنسان عن طريق تحليل نشاط دماغه، ولتحقيق ذلك، يقوم العلماء بتصوير دماغ الإنسان في أثناء مشاهدته لآلاف الصور، ثم يعمل الكمبيوتر على تحليل استجابة الدماغ لكل صورة، ومطابقة نشاط الدماغ مع تفاصيل أخرى مثل الشكل واللون، ومع الوقت يكون الكمبيوتر مفتاحا لحل شيفرة الدماغ يمكن استخدامه لتحديد ما شاهده الإنسان وإعادة تكوينه على شاشة الكمبيوتر.