يا بحر جئتك مثقلا يا بَحْر جِئْتُكَ مُنْهَكاً.. مُسْتَغْرِقاً.. يَغْتَالُني أَجْزائي ... أَجتاز ظِلّي مُثقَلا.. بل أَقْتَفي أَشْلائي.. أُستعذبُ الشكوى.. ألوذُ إليكَ مُعترفا.. أَدْمَنْتُ ِمنْ زَمَنِ الغرام شقائي ... جاهَدْتُ .. أَرْصِفُ .. ضائِعا .. في وَجْهِ رَمْلِكَ أَحْرُفي .. فَأمره مَوْجَكَ سَيّدي .. أَنْ يَتَّقي إِمْلائي ... أن لا يغامر.. أو يكابر غيلة.. أَن لا يَدوسَ بضلعه المعقوف.. إِمْضائي ... خوفي عليك مرارة تجتاحني.. فَسَتَنْتَهي .. مِلْحا.. متى .. لَمَسَتْ يَداك ردائي ... ذَبَّحْتُ قَلْبي .. ما شرَوهُ بِضاعَة.ً. فَمَضَيْتُ أَهْدي للصدى ضوضائي ... أنى ِبصَدْرِكَ َلعْنَةٌ إلا أنا.. وحبيبتي.. وقصيدتي... وسنيني السَّوْداءِ .. بل ما بِكَتْفِكَ غيمةٌ إلا دَمي .. تَختال سَيْرا كالقَطاةِ.. بِعُتْمَةٍ حَمْراءِ .. عند الشَّواطئ عاصِفا راوَدْتُهُمْ .. فَمَتى يَلُفُّ شِراعُهُمْ مينائي ... نادَيْتُهُمْ سِرا كَجُرْحٍ غائِرٍ .. وَقطبت حظي أحتري.. أخطائي ... أنى مَشَيْنا والتقينا صدفة.. آهات نَجْوانا كَطَيْرٍ سارِحٍ .. في رَقْصَةٍ هَوْجاءِ ... وَشْما بِذاكِرَتي نَمَتْ ضَحِكاتُهُمْ .. فَأَتَيْتُ أَعْزِفُ غُرْبَتي ورجائي .. البَرْدُ كَسَّرَني.. يُدَاهَمَ أَضْلُعي.. أَتُراكَ مِثْليَ خائِرَ الأَرْجاءِ..؟! إِنْ شِئْتَ تَسْأَلُني.. فَنِدُّكَ فارِسٌ.. وَلَدَيْ تُجْدَلُ هامةُ الجَوْزاءِ... وَحِكايَتي .. وَنِهايَتي .. وَحَنينَ وَجْدي .. وَانْهياري وَاشْتِهائي ... فَطُعِنْتُ حَتّى ذُقْتُ طَعْمَ ضَمادَتي .. أحُرِقْتُ حَتّى طَهَّرَ الدنيا غنائي ... ما عُدْتُ أَرْصُدُ وَجْهَهُمْ .. إلاّ كَوَهْمٍ صارِخٍ .. عَبَثا يَذوبُ عَلى سَتائِرِهِمْ مَسائي ... أَبْصَرْتُهُمْ وَرْدا ألملم عِطْرِهِمْ .. الِمَوْسِمِ القَحْطِ اجتنى الوالي وَفائي ...؟ قَمْحا ذَرَوني بالسَنَابِل لهفة .. فَمَتى سَأَسْلُقُ للجياعِ حَسَائي ... وَمَتى سَأَغْسِلُ لَوْعَتي بِعُيُونِهِمْ ..!؟ وَمَتى سَيُمْطِرُ كَالعُيونِ شِتائي ..!؟ أَطْلَقْتُ للشكوى صِبايَ مُضَمَّخَا.. وَزَرَعْتُ في عُنْقِ الفَضاءِ نَقائي ... وَبَدَأت أُحْصي كَمْ جَنَيْتُ مِنَ الهَوى .. أَلِفا مضى.. فَرَصَدْتُ خَيْباتي إلى الياءِ ... لا زِلْتُ أَرْسُمُ بِالخَيالِ وِدادَهُمْ .. فَمِنْ الدُخان .. مِنْ الرماد مطهرا.. أيقظتني كالماء بين نِسائي ... ها قد مضى عمر..من الشكوى .. وأنت بجانبي .. يا بحر كالأم الحنونة.. ساكتا.. عطفا تضمد كبريائي ... تهتم بي .. ولدى أنينك حرقة .. حد النشيج تلفها حناجر الشعراء ... تجتاحني.. وعلى سكونك ثورة.. خبأتها زبدا ..وإعصارا .. وموتا أصفرا .. وأنا الذي خبئت ذئبا باستيائي ... أستقطع الهم المرير شريحة من لوعتي .. أنى بصدرك غافلا .. أهذي حروف هجائي... تستدرج الموج الحزين بصورتي .. حين ابتسمت.. لدمعة.. وحبيبتي تبكي ورائي... مذبوحة.. تخفي الدموع لمحتها.. قد ذاب كحل جفونها.. مذ ودعت شعر الحرير .. أصابع الحناء... فلديّ عند عيونها .. سكن وعشق ... أمنيات... كالفرات يمر من رمق الظماء ... هل لي بكنز فيه أسبح بالغنى ؟!.. يا سيدي إني كرهت لأجلها .. عباءة الفقراء .. من ذا سيمنحني دنانير بلا قدم لهم .. تمشي لديهم رقة .. لتموء سحرا مائعا.. كالقطة الشقراء .. كنا صغارا مترفين .. على جبينك نسكب الحلوى مجاملة .. فكم سفنا من الأوراق أصنعها لها.. ومتى سنكبر .. كيف نكبر.. من دعائي ... حتى انتزعت من السنين تجاربي .. ومتاعبي .. ونواهل الأعباء ... فلمست في قعر الدعاء .. مرارتي .. وشربت من شفة الأنين .. دوائي .