موطني
من الروح للروح
\
مالي أراكَ نسيتَني
عذبتَني... أبكيتني
وجعُ البعادِ .. أنينُهُ ونزيفُهُ
كالموجِ من شوقي يحطِمُ خافقي
سكن العروقَ .. يهزُّني
من خلف أسوارِ التغَّربِ والظلامِ
أتيتَني لتقول لي :
مالي أراكِ حزينةً
بحمايتي أنتِ فلا تتألمي ..
فتبعثرت كل المشاعر بين أروقة الأسى
والروح أتعبها العناءُ
وغدت ترنِّمُ في أغاريد الحياةْ
عذب الأغاني للجمال وللحياةْ
كم أشتهيكَ وأنت تُصدقني المقالْ
وتضمَّني .. فلغيرِ حضنك – طول عمري - ما سعيتْ
وبغير يومِكَ
لا حياةَ تسرَّني..
وحدي أسيرُ برفقة القلب العليلْ
أنت الذي بوعودِهِ كم مدّني
ليلي طويل ..
أودعتُ سرّي للنجومِ
فهالني دمع الغيومْ
وتبعثرت لغةُ الكلامْ
حتى الحروفُ البيضُ
حجّرها الفراقْ
غادرنني ..
الصمتُ يصرخُ في السماءْ
والصبحُ أحرقَهُ الضياءْ
وطنينُ أسرابِ الجرادْ
يغزو المكانْ
أواه ياهذا الزمانْ
الريحُ تأتي بالهمومِ تهُدُّني
والنخل تعبث فيهِ أيدٍ للئام
السّعْفُ عَفَّرهُ الترابْ
والتمر أدركهُ الذبابْ
رغم الجفافْ
رغم العذابْ
لن ينحني ..
وجعي تغلغلَ في العظامْ
قدري إليكَ يشدَّني
جاءت بكَ الأقدارُ من عمقِ الزّمانْ
ما زلتُ أنتظر اللقاءْ
فقد استبحتَ أضالِعي
وغزوتَني ..
يامنيةَ القلبِ الحزينْ
ما عدتُ أحتمل الغيابْ
لا شيء من بعد اللقاءِ يهمُّني
فأذوب في حلمي نشيداً
موطني .. موطني *
الجلال ُ والجمالُ .. والسناءُ والبهاءُ
في رباك
والحياة والنجاة .. والهناءُ والرجاءُ
في هواك
هل أراك .. في علاك .. تبلغُ السِّماك
موطني .. موطني
8\6\2013
*موطني :للشاعر ابراهيم طوقان
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 06-11-2013 في 01:52 PM.