آخر 10 مشاركات
صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دعاء (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ديوان الشاعر /ياسر سالم (الكاتـب : - )           »          من أشد لقطات العمر (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الشاعر النحرير...! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-06-2013, 01:51 PM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية رشيد الميموني






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رشيد الميموني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 لقاء
0 صخرة هنية
0 من شرفتي

افتراضي رياض العشاق


رياض العشـــــــــــــاق

ألقيت التحية على بعض الزملاء المتحلقين حول إحدى الطاولات بمقهى كونتننطال ، و اخترت مكانا لي في ركن قرب النافذة العريضة . نظرت إلى ساعتي اليدوية . لا تزال عشر دقائق على موعدي مع فريد . جلست أتصبب عرقا بعد أن وصلت بجهد جهيد إلى الرصيف ونجحت في اجتياز الحواجز المتراصة على جانبي الطريق المؤدية إلى المحطة الطرقية . سيمر الملك بعد قليل . الجماهير بدأت تصطف لرؤيته قادما من Rincon .
قضيت العشر دقائق في قراءة الجريدة . رائحة الانتخابات تملأ الجو ، و فريد صديقي لم يأت بعد . ما الذي أخره ؟ صرت أشفق عليه في الأيام الأخيرة . تبدل مزاجه وانقلب شخصا آخر رغم أن ميله للانعزال والتكتم صار مألوفا لدي . قال لي إنه سيمر على رياض العشاق . ابتسمت له وقلت مازحا :
- هيا يا دون خوان ... أرنا شطارتك .
كنت أعلم أنه وقع بشباك إحداهن ، و أجهدت نفسي في معرفة من هي ، حتى نبهتني خطيبتي إلى أنني صرت مهووسا بذلك . كان فريد ينهض باكرا كل صباح ، وينطلق وحيدا . ربما لم يكن متأكدا من شعور فاتنته أو أنه لمس منها إعراضا ، لكنه تمسك بالأمل وقرر التكتم . نعيش في هذه الأيام فترات حاسمة بعد إعلان التعيينات بمدرسة المعلمين و اطلاعنا على منطقة تعييننا . نشعر نسبيا بالارتياح لقرب القرية التي سنعمل بها من مدينتنا رغم اختلاف الفرعيات .
الساعة الحادية عشرة . اليوم جميل ، والمدينة تبدو متألقة في انتظار عيد مولد الملك .. يقبل فريد و علامات التجهم بادية على محياه .
- هيه.. ما الأخبار ؟
- لا شيء يذكر .. قل لي متى نسافر للبحث عن السكن ؟
ضحكت و أنا أنظر إلى أحدهم وهو ينهر صبيا يبيع السجائر .
- أراك متلهفا للسفر ..هل طالت العطلة أم تراك تستعجل عالم التدريس ؟
- كلا .. بل مللت هذه المدينة ومن فيها .
- لا عليك .. اجلس وخذ عصيرا .. سوف نتحدث في موضوع السكن عندما تأتي لمياء خطيبتي .
تنهد فريد ، فعلمت أني وضعت يدي على جرح لا يندمل بسبب فشله في تجربته العاطفية . قلت لأبدد جو الكآبة :
- أين وصلت في نظم قصيدتك ؟
لمعت عيناه كأنما ذكرته بشيء كاد ينساه مع توالي الأحداث و الانشغال بالتعيينات وقال :
- لا زالت تراود مكانها .. لكني قد أضيف أبياتا أخرى .
- ألا تطلعني عليها ؟
- عندما أتمها سأنظر في الأمر.
- قل لي .. هل أعتبرك جميل بثينة أم أنك تقتفي أثر عمر بي أبي ربيعة ؟
أثرت حماسه فانطلق يقول وقد انتفى عنه الوجوم :
- أنا لا هذا ولا ذاك .. أو قل.. خليط منهما .
- لم لا تنشر إنتاجاتك ؟
نظرإلي برهة وقال :
- فكرة جيدة لم تخطر لي في البال .. ثم إنك تعرف صعوبة النشر في هذا البلد ..على أية حال .. حينما أنتهي سأفكر في الأمر .
ارتشف من العصير ثم أردف و هو يرمق ما حوله شزرا :
- اسمع .. لقد سئمت الجلوس في هذه المقهى .. أحس أن العيون تلاحقني في شماتة واستهزاء ..
قلت و أنا اربت على كتفه مطمئنا :
- لا تحمل هما .. هي عادة من يجلس في المقهى ..
كنت أعلم أنه يتحرق شوقا للجلوس في "رياض العشاق" ، مهد غرامه ، كما يردد دائما في مرارة .. فهناك رأى محبوبته لأول مرة وسقط في شباكها من أول نظرة . وكثيرا ما شدني الفضول إلى معرفة من الفتاة التي هام بها صديقي . فأنا أعرف ذوقه من خلال انتقائه لملابسه و عنايته القصوى بترتيب حوائجه و عنايته بالورد و خطه الجميل . لكن محاولاتي باءت بالفشل . و استعنت بخطيبتي لعلمي باطلاعها على أسرار زميلاتنا من الطالبات المعلمات ، لكنها كانت تجيب ضاحكة :
- متى تقلع عن عادتك هذه في التجسس على الناس ؟
- أعوذ بالله من التجسس .. أنا فقط مهتم بصديقي .. و مصلحته .
لا أنكر أني توجهت يوما ، ربما على غير وعي مني ، إلى رياض العشاق الذي هجرته منذ الصبا لحالته المزرية . كان هناك قرد يتسلى الناس برؤيته . لكنه كان يثير الاشمئزاز و الشفقة لبؤسه و خموله ... الآن ، وقد استعاد الرياض رونقه ، لا أجد حرجا في المرور قرب نافورته الأندلسية . أتفحص الوجوه ، من غير سوء نية طبعا ، لعلي أحدد ملامح الفاتنة المجهولة .. هذه الملامح التي بدأت ترتسم في مخيلتي منذ أن فاجأت فريدا مترنما وهو جالس على ربوة تشرف على الوادي الفاصل بين مقر سكناه و مدرسته التي يعمل بها :
ونسيت دائي حين جاء دوائي ///// من ذا يقاوم نظرة السمراء
صحت و أنا ألوح بذراعي : " الله... الله... أين أنت يا كاظم...؟
التفت إلي مرتاعا من صيحتي ، ثم عاد لتأملاته . أمس... أفضيت إلى لمياء بهواجسي وخشيتي على فريد من وحدته و انعزاله :
- صرت لا أعلم نهاية كل هذا .. بل لم أعد أعرف هل يتكلم عن وعي أم به مس ... يتحدث عن العالم والخيانة و الظلم ، ثم يلعن الدنيا و يهدد بثورة يقودها لتحرير العالم من الأباليس ... ثم فجأة ينهض خطيبا كأنه في البرلمان ويتحدث عن قوانين الحب ومساطر الغرام و مدونات العشق، ثم يدعو النواب للتصويت ويبدأ في التصفيق ...
- و ما العمل الآن ؟
- تسألينني .. و أنا كنت أنتظر منك حلا ؟... أليست لديك فكرة عما يجب فعله ؟
- أسمع ... حل مشكلته بيده ... وهذا طبعا يعتمد على قوة إرادته في النسيان ... عليه أن ينظر إلى المستقبل بتعقل و... يقلع عن تصرفات المراهقة هذه .
أزعجني رأيها ، لكني وجدته صائبا . وفريد يأبى ذلك ويعيشه . حدثني عن محبوبته التي آلى على نفسه عدم نسيانها رغم صدها له . قال إنه يكفيه العيش على ذكراها واستحضار صورتها كل حين .
أسر لي أنه سيقضي عطلته الصيفية بإسبانيا . تفاءلت خيرا لعلمي بما قد يحدثه السفر من تغير . حذرته مازحا :
- احذر أن تقع في شباك الأندلسيات أو الغجريات .
- لا تخف – رد ساهما – لقد اكتسبت مناعة في العواطف .
- ثم... لا تطل الغياب .. عد لتحضر زفافنا .. أنا ولمياء .
نظر إلي مليا . عادت مسحة الحزن تغشى عينيه . قالت لي لمياء إني أخطأت بذكر الزواج أمامه .
- كيف .. هل أقيم حفلا ولا أدعوه ؟
- على أية حال .. لا تنتظر حضوره .. فلن يأتي .
كنت أعلم صحة قولها . و ربما كان اختياره للسفر إلى إسبانيا خلال الصيف ذريعة للابتعاد عن أجواء الاحتفال . فهو يخشى أن يكون محط الأنظار بعد فشله في تجربته الأولى ... و الأخيرة . هكذا قال وهو يودعنا في آخر يوم من السنة الدراسية . حزم حقائبه و أخذ كل أمتعته كمن يروم عدم العودة نهائيا . لم نسأله . أحسست بشيء أفتقده إلى الأبد . بقيت أنا و لمياء نحزم بعض الأمتعة وننتظر أحد البدويين الذي وعدنا بإيجاد سكن جديد لنا . لن أنسى عناقه الحار ونظرته الدامعة إلي ثم إلى لمياء وهو يصافحها ، خجلا من اطلاعها على أسراره ، قبل أن ينحدر إلى أسفل الوادي حيث الطريق الرئيسية .
في هذا المساء ، و أنا جالس ولمياء على حافة الوادي ، يتنابني شعور غامض من الفرحة والقلق .. بداية العطلة ولقاء الأحبة .. قرب حفل الزفاف و ترتيباته وما يعقب ذلك من حياة جديدة .. رحيل فريد و غموض مصيره .. حتى ساعة الأصيل هذه تزيد في تأجج هذه المشاعر، و الشمس تتخلل أشعتها أشجار الصنوبر المتراصة أمامنا . نظرت إلي لمياء متوجسة وقالت :
- أراك ساهما .. يبدو أنك ألفت المنطقة ... أم أن رحيل فريد قد أثر فيك ؟
- صدقت .. لكن انظري ..
ناولتها كتابا مدرسيا كنت أعرته لفريد كي يحضر درسا منه .
- ماله ؟
- افتحيه .
سقطت ورقة فالتقطتها لمياء . كانت عبارة عن أبيات شعرية ، كلها شكوى و أنين وعتاب . هي القصيدة التي كان فريد يروم إكمالها ونشرها كما نصحته بذلك من قبل . كان آخر بيت يحمل الكثير من الشطب و التعطيل قبل أن يستقر أخيرا كما يلي :
لو أن كل معاجمي أسماءها ///////// عظمت لما جلت عدا لمياء
التفت إلى لمياء وقد احمرت وجتناها .. لكن سمرتها كانت طاغية وقد مالت الشمس للمغيب .




رياض العشاق : حديقة بالمدينة تحمل طابعا أندلسيا
Rincon : مدينة ساحلية على المتوسط ونسميها بالعربية المضيق






  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في رياض الحكمة - 1 - عبدالله علي باسودان نبع الإيمان 4 05-26-2013 05:08 PM
في رياض النبوة عبدالله علي باسودان نبع الإيمان 2 05-22-2013 04:54 AM
جوقة العشاق غريب عسقلاني قصيدة النثر 2 02-18-2012 09:23 PM
قصة مؤتمر العشاق ياسر ميمو القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 4 01-07-2011 04:46 AM
توبة العشاق / أبيات منسوبة لمجنون ليلى عبد الرسول معله اختيارات متنوعة من الفنون الأدبية وأدب الحضارات القديمة 3 02-22-2010 10:21 AM


الساعة الآن 11:44 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::