هو زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رباح المزني، هو أحد الشعراء القدامى في العصر الجاهلي وهو من الحنفاء الموحدين ،من قبيلة مزينة من مضر أقام في غطفان.
يبيِّن الشاعر في قصيدته المليئة بالحكمة والحكم: مفهوم الحياة والموت، وحقيقة الوجود والخلود.
فقد كان للجاهلي الكثير من التساؤل للقضايا الوجودية التي تهم المصير الإنساني مما دعاه إلى التأمل في الوجود والبحث عن خالقه و صانعه إلى أن توصل أن لهذا الكون إلاها خالقا بارئا {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}[العنكبوت:63]وقوله تعالى:{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (25)}وقوله تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}[الزخرف87 ] {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} [9]رغم شرك الجاهليين فقد كانو مقرين ب(مقام الإلوهية) واعترفوا بتوحيد الربوبية، وأقرُّوا بآيات الله في خَلْق الكون، ومع ذلك كفروا به.كما كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك.
سئمت تكاليف الحياة ومن يعــش*** ثمانين حولاــ لا أبا لك ــ يسأم
و أعلم ما فـي اليوم و الأمس قبله*** ولكنني عن علم ما في غد عم
رأيت المنايا خَبْط عشواء من تصب ***تمتـه ومن تخطئ يعمر فيهرم
و من لايـصانع فــي أمور كثيرة*** يُضـرّس بـأنـياب، ويوطأ بمنسم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه*** يَـفِره ومن لا يـتق الشتم يُشتم
ومن يك ذا فـضل فـيـبـخل بفـضله*** على قـومه يُـستغن عنه و يذمم
ومن يوف لا ذمـم، ومن يـهد قـلبه*** إلى مطمــئـن الـبِرّ لايتجمجم
ومن هـــاب أسـباب المـنايـا يـنله*** وإن يرق أسبـاب السماء بسُلـّم
ومن يجعل المعروف في غير أهله*** يكن حـمـده ذمّا عـليه و ينـدم
ومن يعـص أطراف الـزِّجاج فإنه*** يطـيع العـوالي ركبت كل لهْذم
ومن لا يذُد عن حـوضه بـسلاحه*** يُهدّم، ومن لا يَظلم الناس يُظلم
ومن يغترب يـحسب عدُوا صديقه*** ومن لا يُكرّم نفــسه لا يُـكـرَّم
ومهما تكن عنـد امرئ من خـليقة*** وإن خالها تخفى على الناس تُعلو
وكائن ترى من صامت لك مُعْجب *** زيـادته أو نقـصه فـي الـتكلم
لسان الفـتى نصف و نصف فؤاده ***فـلم يـبق إلا صورة اللحم والدم