حيِّ الجنوب إذا مررت بأهله ... وازرع قصيدك نخلة بكياني
غاب الذين أحبهم وتفرّقوا .... كالدمع اذ يغدوا على الأجفان
حتى الدموع تحجرت في مقلتي ... و تفجرت في القلب كالفيضان
إنّي الغريب معي الغريب ورفقة ... من أعظم الغرباء في الأوطان
سافرت في مدن الخيال فلم أجد ... وطني أضعته مثلما عنواني
ما عدت أعرف من أنا أو راغب ... حتى لمعرفتي أنا كزماني
هذا زمان الثائرين وإنّه :.. في ثورة المسطول والسكران
....
يا شعر خذني للبلاد وأهلها ... حتّى أراها ساعة و تراني
هذي بلادي في الجنوب كغيمة... إن الجنوب كشاعر فنان
كحبيبتي السمراء غابت في دمي .. وتمثلت في القلب والشريان
يا يا حبيبا غائبا حلمي أنا .. أعذر جنوني صولتي هذياني
قد كان أصعب من فراقٍ ملتقى .. عينان في النظرات يلتقيان
هل في الجنوب حبيبة مثل التي أحببتها ووهبتها حبّان
يا شعر قلبي متعب وسنين هذا العمر نبض ثائر كحصان
دقات قلب المرء قائلة له إنّ الحياة دقائق وثوان
خذني إليك إلى زمان طفولتي .. ما عدت أطرب في مداه زماني
زمن يمرّ بنا كأنّه سائل متنكر في جبّة الإنسان
إن شئت أو ما شئت تدفع صاغرا ما شاء من فاتورة الإحسان
تبّت يدى قطعت يدى ساساتنا المتنفعون بسائل السلطان
يا شعر قد فسد الزمان بغير حكم الله فاكتب وانتصر لزماني
إنّي أثور على القيود وثورتي لا تنتهي بقصيدة ومعان
لا تنتظر صمتي إذا بلغ الذرى غضبي حذاري وانتبه ستراني
كالريح في بلدي بموسمها .. كعاصفة الرمال بقمة الثوران