كأنّكِ لم تكوني حلم عمري وماذا لو قَلبْتِ النُّونَ جِيما؟ = وحطّمْتِ المُنَى غيظًا رَجيما؟ وآذيتِ الذي يَهواكِ حتّى = تَخيّـلْتِ الغَرامَ غَدَا غَريما؟ كأنّكِ يا جمالَ الوجهِ صخرٌ = يُخبّئُ جَوفَهُ قلبًا لئيما! تَكبَّرَ أنْ يَرِقَّ لِعَذْبِ شِعري = ولمْ يَكُ بالذي عانَى عليما كأنّكِ لم تكوني حُلمَ عمري = ولا في مقلتَيَّ شرَدْتِ رِيما وماذا قلتُ حينَ رَفَضْـتِ حبّي؟ = ألمْ أَكُ دائمًا شهمًا كريما؟ وماذا قلتِ لمّا جاءَ دَوري = لأرفضَ فكرَكِ الكابي الوَخيما؟ ألم تَستسهلي طَعْـني بِقَولٍ = يُمزِّقُ مُهجتي مُرًّا أليما؟ وما أَجْـفُـوكِ عَن كُرْهٍ ولكنْ = جعلْتِ مَوَدَّتي فِعلاً أثيما! فمَنْ نَصَرَ الطغاةَ وعاشَ عبدًا = وأنكَرَ عقلُهُ القولَ الحكيما سَلاهُ الحُرُّ ثُمَّ نفاهُ هَجْرًا = ولمْ يكُنِ الهَوَى فيها مُـلِيـما فليسَ الحُبُّ للباغينَ ظُلمًا = ومَنْ قدْ حوّلوا وطني جحيما ومَنْ قد خادعوا شعبًا أصيلاً = وخانوا قائدي الحرَّ الزعيما ومَنْ غنَّوْا لَهمْ جهلاً وحُمقًا = فإنّي قد غَدَوْتُ لهمْ خَصيما فهيّا لا تكوني نَجمَ كَوني = وكُوني في حَظيرتِهم حريما! مللْتُ غُرورَكِ الأعمى بِحُسنٍ = يُخبِّي الكِبرَ والفِكرَ الدَّميما لقدْ مَرَّرْتِ بالهِجرانِ عُمري = وحمّـلْتِ النُّهَى كَرْبا عظيما فعقـلُكِ ضَلَّ دَربي في عَماهُ = وقلـبُكِ لم يَعُدْ حيًّا سليما فَمِن ذِكراكِ في عشقي دعيني = جُحودُكِ مزّقَ العهدَ القديما فإنّكِ ما ظلَـلْتِ على ضَـلالٍ = يَظلُّ الحبُّ في قلبي ذَميما محمد حمدي غانم 1/3/2014
تحميل ديوان دلال الورد مدونتي الأدبية والفكرية قناتي على يوتيوب (تحتوي على أشعاري الملقاة صوتيا)