الحسد خلق ذميم مع اضرار بالبدن وافساد للدين وقد أمر الله تعالى بالاستعاذة من شره ( ومن شر حاسد اذا حسد) وقال النبي (ص) : (دب اليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد ، هي الحالقة ، حالقة الدين لاحالقة الشعر ، والذي نفس محمد بيده لاتؤمنوا حتى تحابوا ألا أنيئكم بأمر اذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) فصار السلا م في الاسلام نافيا للحسد
وقال بعض السلف : الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء يعني حسد ابليس لآدم عليه السلام ، والحسد أول ذنب عصي الله به في الأرض يعني حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله ، وقال بعض الحكماء : من رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد ، ومن قنع بعطائه لم يدخله خسد ، وربما غلط قوم فظنوا أن المنافسة في الخير هي الحسد ، وليس الأمر كذلك ، لأن المنافسة طلب التشبه بالأفاضل من غير ادخال ضرر عليهم والحسد مصروف الى الضرر ، فالمنافسة فضيلة لأنها داعية الى اكتساب الفضائل والاقتداء بأخيار الأفاضل ، قال النبي (ص) : ( المؤمن يغبط والمنافق يحسد )
حين ينقاد الحاسد الى الطبع اللئيم ويغلب عليه الخلق الذميم تظهر عليه أربع خصال هي :
1/ حسرات الحسد وسقام الجسد بحيث لايجد لحسراته انتهاء ولايؤمل لسقامه شفاء ، قال ابن المعتز : الحسد داء الجسد
2/ انخفاض المنزلة وانحطاط المرتبة لابتعاد الناس عنه ونفورهم منه ، قيل في الأمثال : الحسود لايسود
3/ مقت الناس له حتى لايجد فيهم محبا ، قال النبي (ص) : ( شر الناس من يبغض الناس ويبغضونه )
4/ ان الحاسد لايرى في قضاء الله عدلا لذلك ينال اسخاط الله في معارضته واجتناء الأوزار في مخالفته ، قال النبي (ص) : ( الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب )
اللهم ابعدنا عن الحسد ووساوس الشيطان وطهر قلوبنا بالقرآن