آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > مــــداد للكلمات

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-17-2014, 01:49 PM   رقم المشاركة : 1
اديب
 
الصورة الرمزية صلاح الدين سلطان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صلاح الدين سلطان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي ايام زمان . يوم كئيب (القسم الاول)

ايام زمان


يوم كئيب

القسم الاول

.................................................. ........

انقطعت عني الزمالة وانا في بلد اوربي لا احد لي فيه ، ولا املك احتياطا ماليا ، لاني كنت ولا ازال من اصحاب نظرية: اصرف ما في الجيب ، ياتيك ما في الغيب. ولم يحدث في حياتي ان طلبت قرشا واحدا من احد ، لذا وجدت نفسي امام مشكلة عويصة جدا يصعب حلها.

و المشكلة الثانية ، ان جواز سفري ستنتهي مدته ، اعني ستنتهي في الوقت نفسه مدة اقامتي. لم يبق امامي ، الا ان اغادر البلاد ، او اقدم على اللجوء السياسي ، والذي كنت ولما ازل ، اعتبره اهانة لوطني ، وكرامة امتي ، بل وكرامتي. لا استطيع ، ولن اقبل ان اطعن بوطني ، حتى ولو شردني ، امام بلد اجنبي ، بعيد عن تراثنا ،وديننا ، وعاداتنا ، وتقاليدنا.
لذا ، فقضية اللجوء امر لا يمكنني ان الجأ اليه ، مهما كانت الاسباب و الظروف.
اعني تجمعت كل هموم الدنيا عليّ : الافلاس ، انتهاء مدة اقامتي ، وانتهاء جوازسفري.
كنت لا املك ثمن تذكرة سفر ، لاقصد بلدا عربيا ، واتمكن ان اشق طريقي فيه ، ولو بصورة موقتة. ولكن يا ترى أي بلد عربي يرحب باحرارابنائه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وبالأخص ، بمن لا يملك ثمن لقمة يسد بها رمقه مثلي ؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!
حرت في امري ، كنت افتش في دنيا افكاري ، علّى اعثر على بصيص من الامل ، فلم اجد له اثرا. وجدت نفسي في صراع حاد ، بين امل مفقود ، وظلام مشبع بمآسي الحياة ، يحيطني من كل صوب وجانب.
وجدت الابواب كلها موصدة امامي. وقفت في غرفتي متاملا ، علي اجد حاجة لاعرضها للبيع ، غير أني لم اجد ، الا كتبا مبعثرة هنا وهناك ، ومقالات كنت قد كتبتها ، ونشرتها باسمي المستعار ، وقصاصات ورق ، فيها اناشيد صباي. كل ما اراه امامي ، لا يحل جزء من مشكلتي. ماقيمة القلم ، وانت غارق في بؤسك ، وما قيمة الانتاج الفكري ، وانت حائر بلقمة عيشك؟!!!! انتاجي كله ، لا يساوي رغيفا من الخبز، اسد به رمقي.
وقفت متاملا كل زاوية من غرفتي ، فوقع نظري على صورة امراة ، كانت قد ودعتني بدموعها ، في مطار بغداد ، وكانها شعرت ، انه الوداع الاخير. ودعتني بحبها ، وحنانها. ودعتني بنقاوة عواطفها . امراة احرقت حياتها من اجلنا نحن اولادها. امراة كنا نحتمي بها في سرائنا وضرائنا. امراة انستني كل شيء الا حبها ، ووفاءها ، واخلاصها. كنت احدق في الصورة ، شعرت وكانها تقول:
( لئن فارقتني ، وصددت عني ..... فقلبي لايفارقه الوجيب
وما والله هجرك باختياري ........ ولكن هكذا جرت الخطوب
فليس يزول حبك من فؤادي ......... وليس العيش دونك لي يطيب)
تاملت الصورة بعمق ، وقد اعادت لي ذكريات ايام زمان:
( ألا إن الجمال ، اذا علاه ..... نقاب الحزن ، منظره عجيب )
اخذت صور الماضي البهيج تمر من امامي ، الواحدة تلوالاخرى. دموعي كانت تنهمر دون ارادتي ، لتطفيء لهيب قلبي ، وتروي حقول امالي. كنت لا احس بالوقت ، بعد ان وجدت نفسي غاطسا في بحر من الهموم والاحزان. كنت بين عالمين، عالم شاعري يرمز لعهد مشرق ، وعالم مظلم لا ارى فيه بصيص امل. كنت لا احس بالوقت ، بل وكاني لست موجودا. غير ان نداء من صديق أفاقني ، وعرفت انذاك ، اني قد استغرقت ساعات طوال في تأملاتي.
الوقت كان يمر مسرعا ، والامل كان يبتعد عني مسرعا ، دون ان اعرف ما الذي افعله. تذكرت اني سبق وان حصلت على فيزة لمدة شهر لدولة اوربية مجاورة ، بناء على دعوة كنت قد تلقيتها ، بمناسبة انعقاد مؤتمر طلابي ، غير اني ونتيجة ضيق وقتي ، لم ألبها معتذرا ، الا ان الفيزة بقيت سارية المفعول. لذا عزمت ان اسافر ، علّي أتمكن من تمديد جواز سفري هناك ، عن طريق احد المعارف ، إن ساعدني الحظ. علما أني اعرف شخصا يقيم هناك ويتمتع بوضع مالي جيد ، وسبق ان أسلفت والده مبلغا ليس بهين ، حيث بامكان العائلة الكبيرة في العراق ، أن تعيش به مرفهة انذاك ، لمدة لا تقل عن سنة.
اتصلت به هاتفيا ، وأخبرته بسفري نحوه ، ان ساعدتني الظروف ، ولم احدد له وقتا معينا.
كان لطيفا معي ، ورحب بزيارتي بحرارة ، فشعرت نوعا ما ، براحة نفسية ، وأحسست ببصيص من الأمل.
المشكلة ، كنت لا املك ثمن تذكرة السفر ، ولا اريد ان اخبر أي صديق عن واقعي المادي. السفر لابد منه ، ولكن كيف يا ترى؟!!
سبق وان سمعت ، ان بعض الطيبين من سائقي السيارات ، يصحبوا معهم من يؤشر لهم في الطريق( Auto stop ) ويوصلوه مجانا ، ان كان المكان الذي يقصده بنفس اتجاههم. لذا عزمت ان اسافر ، ولا حل امامي غيره.
استيقظت في صباح اليوم التالي مبكرا ، وخرجت بدون فطور ، فوجدت الشمس قد اشرقت ، لتضيء قلوب الملايين من ابناء البشر ، ولو انها غير قادرة ، ان تخترق سحب الهموم الدكناء عند الملايين الاخرى. وجدت الناس مسرعة لعملها ، فيهم البائس المثقل بهموم الدنيا ، وفيهم القانع بعيشه. فيهم من يذهب ليمص دماء عماله ، وفيهم الكادح المسكين الذي يمص صاحب العمل ما تبقى من دم في جسده ، لقاء اجر بسيط يساعده على البقاء. تذكرت الملايين الذين لا يقلوا عني هما والما وشقاء.
خرجت مبكرا ، وقطعت مسافة طويلة على الاقدام ، استغرقت اكثر من ساعتين باتجاه الطريق المؤدي الى عاصمة الدولة التي أبغيها.
اخذ الجو يتغير من مشرق الى مظلم عبوس مبشرا بالمطر ، نعم وجدته قد تغير كما تتغير نفوس العشاق ، وصارت الشمس تختفي وراء الغيوم الدكناء ، كما تختفي الامال وراء مآسي الحياة. تلبدت السماء بغيوم داكنة ، وامتزجت همومي برداءة الجو ، فزادته ظلاما.
وصلت المكان الذي أبغيه منهكا ، لأجرب حظي. صرت اشعر بنوع من الجوع ، لا يتفهمه الا من كان مفلسا من امثالي ، وصارت الافكار تتراقص في راسي ، بين امل مشرق وياس مؤلم. وقفت منهكا على قارعة الطريق ، عسى ان يتحقق حلمي ، واعثرعلى من يحقق مبتغاي. كنت ارفع يدي لكل سيارة تمر ، غير اني وجدت لا احد يعيرني اهتماما.
السماء بدات تذرف دموعها وكانها شعرت بكابتي ، اما الدموع التي كانت تجري على خدي في غرفتي والتي قد بللت قميصي ، عوضتها السماء بدموعها لتبلل كل ما أرتدي من ملابس .
لم يكن احدا غيري واقفا في هذا المكان النائي ، (( كاني اخو سفر تقاذفه الدروب )) وعيناي شاخصتان تراقب كل سيارة تمر.كاد اليأس يخيم على دنيا احلامي وانا في حيرة من امري .
سمعت صوتا يدوي ، لشاحنة قديمة (لوري) قد انهكها الزمن ، قادمة من بعيد ، لو رايتها لوليت منها هربا !!! رفعت يدي مؤشرا فوقفت ، وناداني سائقها بصوته الجهوري: اين وجهتك يا سيء الحظ؟ أسرعت راكضا ، وأمواج الأمل تدفعني إليه مبتهجا ، وأجبته في الحال: إلى عاصمة الدولة المجاورة.
- ولكن لا يمكنك الجلوس بجانبنا ، لان المقعد لفرد واحد ، وقد شغله مساعدي ، الا انك ان رغبت فبإمكانك ان تاخذ مكانك بين البضاعة في القسم الخلفي المكشوف ، وقال مبتسما ، ستجد كيسا مفتوحا وبإمكانك ان تاكل منه الكمية التي ترغبها ان شعرت بالجوع.
فرحت بعرضه ، وشكرته ، وذهبت مسرعا واخذت مكاني بين الأكياس فرحا وظننت انها تحوي على تفاح او بطاطس. فتشت على الكيس المفتوح والذي خولني السائق ان اكل منه ، فخاب املي عندما عثرت عليه وعرفت ان بضاعته بصلا !!!!!
اشتدت حدة المطر لتذيب جزء من همومي واشجاني ، ولتلهيني وتنسيني الجوع ، واما شدة الرياح فكانت تبعد عني النوم ، ورائحة البصل. واما صوت الشاحنة المزعج واهتزازها فلا يبشر بوصولنا سالمين.
المناخ بامطاره ، ورياحه ، وبرده ، قد امتزج بجوعي ومصيري المبهم. ما سيحدث يا ترى لو حدث عطل في الطريق؟ لان الشاحنة التي تحملني ، توحي لك انها مسروقة من متحف السيارات ، والسائق العطوف ، والذي رحم بحالي ، قد يكون حظه لا يقل عن وضع شاحنته ، واما صوت الشاحنة المقلق ، فلا يدعك ان تفكربشيء.
وصلنا الحدود بسلامة ، وختموا جواز سفري ، واخذت مكاني ثانية بين اكياس البصل لانتعش برائحته ، ولكن والحمد لله ، وصلنا المدينة مساء ، وودعت السائق شاكرا.
ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان


يتبع






آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 04-17-2014 في 02:14 PM.
  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نازك الملائكة ( القسم الاول ) صلاح الدين سلطان صالون النبع الأدبي, الحوارات الأدبية والرسم بالحروف واللقاءات 15 12-19-2015 04:37 AM
نازك الملائكة ( القسم الاول ) صلاح الدين سلطان نبع من على جدران الزمان 4 04-01-2014 11:08 PM
هذا زمان المسخرة !!! هذا زمان المسخره !!! صلاح الدين سلطان الشعر الشعبي وما يكتب باللهجة الدارجة (العامية) 6 03-02-2014 01:55 AM
مهداة الى الشموع التي تحترق لتضيء من حواليها 0 القسم الاول ) صلاح الدين سلطان نبع من على جدران الزمان 4 02-14-2014 12:35 AM


الساعة الآن 09:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::