أروع ما قيل عن الـقـلم
القلم أداة به تنال العلوم لا يستغنى عنه عالم ولا متعلم ، وقد أقسم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، قال تعالى:[ن والقلم وما يسطرون] (القلم 9)
وروي عن الحسن و قتادة في قوله ( ن ) قالا : هي الدواة , وقالا عن قوله تعالى : (القلم) الظاهر جنس القلم الذي يكتب به . كقوله تعالى : [ الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم ] فهو قسم من الله عز وجل وتنبيه لخلقه على ما أنعم به عليهم من تعليم الكتابة عن طريق القلم الذي به تنال العلوم , ولهذا قال : ( وما يسطرون ) , قال : ابن عباس رضي الله عنهما يعنى وما يكتبون.
والقلم أشرف أدوات الكتابة وأهمها. وقيل: ما أعجب شان القلم يشرب ظلاما ليتكلم نورا.
وعن الإسكندر: لولا القلم ما دونت الدواوين وما قامت الدنيا ولا استقامت المماليك والأقاليم .
قال عبدالله بن المقفع: القلم بريد القلب , يخبر بالخبر , وينظر بلا نظر
وقال جالينوس : القلم طبيب المنطق .
وقيل : ( عقول الرجال تحت أقلامها ).
وقيل : القلم شجرة ثمرتها الألفاظ , والفكر بحر لؤلؤه الحكمة .
وقال ابن هارون : القلم أنف الضمير , إذا رعف أعلن وأبان آثاره .
وقيل : من جلالة شأن القلم أنه لم يكتب لله تعالى كتابا قط إلا به .
وقيل : القلم راقد في الأفئدة , مستيقظ في الأفواه .
وقال ابن أبي داؤد : القلم سفير العقل ورسوله الأنبل ولسانه الأطول وترجمانه الأفضل .
وقالوا : القلم أحد اللسانين .
وقيل : ( القلم لسان اليد ) .
وقالوا : القلم صائغ الكلام يفرغ ما جمعه العلماء والمفكرون .
وقال أبو حفص بن برد : القلم سهم ينفذ به المقاتل و شفرة تطيح بها المفاصل.
وقيل : ببكاء القلم تبتسم الكتب .
وذكر أحدهم القلم فقال : أصم يسمع النجوى , أعيا من باقل , وأبلغ من سحبان وائل يجهل الشاهد ويخبر عن الغائب .
قال " ابن المعتز " : القلم مجهز لجيوش الكلام ، يخدم الإرادة ولا يمل استزادة ، يسكت واقفا ، وينطق سائرا ، على أرض بياضها مظلم وسوادها مضيء ، وكأنه يقبل بساط سلطان ، أو يفتح نوار بستان ، ويجعل الكتب بين الإخوان السن ناطقه ، وأعينا ً لاحظه ، وربما ضمنها من ودائع القلوب مالا تبوح به الألسن عند المشاهدة.
قـال الشاعر :
أخــرس ٌ ينــــبيك بإطراقــــه
عن كل ماشئـــــت من الأمــر
يذري على قرطاســـــه دمعه
يبــدي بهــا الــسر وما يدري
كعاشق أخفى هـــــواه وقـــــد
نمت عليـــه عبـــرة تــــجري
تبصره فــي كـــل أحــــــواله
عريان يكسي الناس أو يعري
يرى أســيرا في دواة وقــــــد
أطلق أقوامــــا مـــن الأســـر
أخزق لو لـم تبره لــــم يكـــن
يــــــرشــــق أقوامـــــا ما يبري
كالبحر إذ يجري ، وكالليل إذ
يغشى ، وكالصارم إذ يــفري