كيف تمت علاقتي مع المستشرق جرمانوس ( القسم الثاني )
صلاح الدين سلطان في مقابلة مع المستشرق
عبد الكريم جرمانوس
القسم الثاني
سمعت عنه ، وقرأت له ، فأعجبت ببعض مواقفه. عزمت ان التقي به واجري معه حوارا على الرغم من سماعي انه لا يود مقابلة احد ، لانكبابه على كتاب يود انهاءه ، بعد ان اجتاز التسعين من عمره. سافرت الى بودابست واستطعت ان احصل على رقم هاتفه. اتصلت به وردت علي امرأة ، أخبرتها اني صحفي ورجوتها ان تحدد لي وقتا لمقابلة البروفسور عبد الكريم جرمانوس. اعتذرت بأدب ، وقالت البروفسور منذ وقت طويل لا يقابل احدا لضيق وقته وأغلقت التلفون. اصبحت في حيرة من امري ، وبعد هنيهة اتصلت ثانية به ، ورفعت المرأة نفسها سماعة التلفون. رجوتها ان تخبره بما يلي: فيلسوف من بلد الف ليلة وليلة ، يود مقابلته ، وان رفض ، فستكون خسارة كبيرة في حياته ههههههههه . أجابتني انتظر. بعد دقائق اجابتني : ممكن ان تقابله ، ولكن لفترة لا تزيد عن نصف ساعة لوقته الضيق ، وتلت علي العنوان مع تحديد الوقت. اتصلت من الفندق بصديق مجري طيب ، يتحلى بمواقف اتجاه العرب والاسلام وهو الدكتور ياشنسكي اشتفان. فرح بوجودي ، وأخبرته بالموضوع ، ورجوته ان يصطحب معه الة التصوير لمقابلة المستشرق جرمانوس. صديقي ازداد فرحه بمقابلة المستشرق المشهور. وصلنا في الوقت المحدد واستقبلنا بنوع من الدهشة والحيرة عندما وجد شخصا من اهل البلد بصحبتي وشعرت في الحال ، اني لضيف ثقيل عليه ، وقد تجهم وجهه ، ولولا الحياء لاختلق عذرا وودعني. شعرت بنوع من الاحراج ولكن : ما العمل يا ترى؟ جلسنا في غرفة متوسطة الحجم وقدم لنا ماء وقال تفضل يا صلاح الدين وحدك لاريك مكتبتي لكوني لا اسمح لاحد يصورها. صديقي بقي جالسا وذهبت برفقته واذابه يقول لي بصوت خافت : من هذا الذي معك ؟ وهل تعرفه جيدا ؟ اخشى ان يكون عميلا لحكومة الكفر ( ويقصد الحزب الشيوعي ) اجبته اطمئن واعرفه جيدا وشخص معروف. وجدته قد عاد الى طبيعته ورجعنا للغرفة واخذ يلاطفه مطمئنا. تعرفنا بزوجته المجرية المسلمة عائشة ودار حديث شيق بيننا ، فاستغرقت مقابلتي معه اكثر من ثلاث ساعات وأخذت صور معه منفردا ومعه وزوجته عائشة ، ولاول مرة تنشر هذه الصور هنا في منتدى نبع العواطف. اهداني كتابه الادب الجاهلي وطلب مني ان ازوره باقرب فرصة. ودعناه وزوجته ، وترك عندي انطباعا طيبا جدا. استلمت منه رسالة مطولة بخطه ، وهكذا استمرت المراسلة بيننا. في احدى رسائله لي قال فيها: ساكون سعيدا ان تزورني مرة اخرى لنتحدث بامور الادب. برسالة جوابية اخبرته بيوم وصولي وعن طريق الهاتف نحدد الساعة التي تناسبه. وصلت بودابشت واتصلت به ورحب بي واتفقنا على موعد في اليوم الثاني في الساعة الرابعة بعد الظهر. ذهبت في الوقت المحدد الى بيته في ساحة بتوفي رقم 4 ورحب بي فرحا وقال : اليوم يا صديقي صلاح الدين ستكون جلسة ادبية مهمة لكوني اخبرت صديقي رئيس دار النشر المجرية الدكتور براون ومشتاق للتعرف بك. وجدت دكتور براون وزجته الاديبة في انتظاري وصديقه الدكتور... مدير حديقة الحيوانات في بودابست وزوجته. تعرفت بهم ودار الحديث بيننا اكثر من اربع ساعات حول الشاعر المجري المشهور بتوفي شاندور والشاعر المجري المشهور يوسف اتيلا. استغرب دكتور براون من الحديث وطلب نشر الحديث في كتاب يطبع ورفضت لان هناك امور عليها علامة استفهام حول شاعر المجر الكبير يوسف اتيلا اود التوصل اليها. طلبت دول خليجية نشر رسائل المستشرق جرمانوس الا اني رفضت وان شاء الله تنشر في المكان الذي اجده سليما. أخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان