ماذا أقولُ : لخافقي لوْ دقَّ بابي في المساءْ لوْ جاء يسْأل عنْ مَواعيد الغِناءْ ؟ عنْ نوْرس الضّوءِ المُهاجر منْ العُيونْ عنْ مَرْكب الفَرْحِ المُغادر للشّطوطْ ؟ لوْ جاء يبْحث عنْ حديثٍ كان يسْبِق خطْونا ليرنّم الألحانَ في بهْو اللّقاءْ ؟ أأقولُ سافرَ في العبابْ كالبرقِ أوْمضَ لحظةً ثمَّ اختفى مثْل السّرابْ أمْ تاهَ منّي في ازْدحامِ الشّوْق واعْتنقَ الغِيابْ ؟ ماحيلتي ... قدْ ضاعَ وجْهي في سراديبِ المرايا منْ يُقاسم نَظْرتي دِفْء الحكايا ؟ منْ يُبلْسِم شقْوتي بالسّلْسبيلْ ؟ قدْ هامَ ظلّي في دروبِ العاشقين وعاد منْها ظامئاً يسْتمْطِر الغيْم العَقِيمْ !! هَذي الحِكايات الحزينة تقْتفي أثَر النّهارْ وتنامُ بيني كلَّما فاحَ الغُبارْ في الضّفَّةِ الأُخْرى أراكْ خلفَ السّحائبِ والوجومْ قمراً يُشاكِس ظُلْمَتي والعيْنُ منّي ساهِمهْ في دمْعةٍ حرَّى هتُونْ منْ يزْرع الأزْهار في مهْدِ الجفونْ ويُرتّق الأنفاسَ في صدْرٍ حنونْ ؟ منْ يمْلأ الأقْداح قَطْراً منْ فتُونْ ؟ كلّ الأماكنِ والصّورْ كلّ القصائدِ في الوَرقْ حتّى العصافير التى كانتْ تُشقْشق حوْلنا ونسائِم اللّوْز التي لاعبْتَها بجدِيلتي باتتْ تنُوح كأنّما طيْرٌ كسيرْ سأنامُ فوْقي رُبمّا يأْتي النَّشيدْ ويميلُ هُدْبي عنْدما تتراقصُ الأحلامُ في ثوْبٍ جديدْ فوْقَ الكفوف سأرْسمكْ ضوءٌ شريدْ بلْ فجْر عيدْ وأزمُّ عطْركَ في يدِي وشماً يطوّق معْصمي ينْثال جمْراً في ثنايا الوجْدِ يُشْعِل مهْجتي ربّاهُ إنَّ الشَّوق ينْمو في الضّلوعْ والعمْر يمْضي في خشوعْ حتّامَ أسْقي غنْوتي سيْلَ الدّمُوعْ !!؟؟ منية الحسين "زهرة برية"