وصلة من ذاكرة الأيام ــ شعر : علي عزوزي أيمنان ــ أمـا رأيت قـٌبَيْـل الليـل ذا شفقــا شق الدجى فاتحا في جوفـه نفـقـــا كأنما يستـــديم الضــوء في أمــل أن يجتلي السر من ليل وما وسقا أو يستحث الخطا للعود في عجل كيما ترتق شمس الصبح ما خَـلِـقا يسائل البحر عن أغنية سلفــت لعله يستعيد اللحن لو صــدقــا فالنجم في هدأة الموج انتشى سحرا وقصُّ للبحر من ذكراه ما سبــقا في وصلة لعروس البحر تأسره تشد أغلالها الأسمــاع والحدقــا أنشودة علقت بالــروح وهو فتى يثيرها البدر من ماض إذا اتسـقا والقلب كم يعتريه العشق في سمر فيعتلي صهوة النسيان إن خفقا ويبعث الروحَ فيه اللهوٌ إن ذكرت كأنه لم يكن من قبل قد سٌـحقـــا فالليل ستر فلا تفضح نوازعــه والبحر يظهر ما يخفي وإن عمقا ترى إذا سل سيف الفجر من ظلم وامتد في الكون خيط الصبح فانفلقا يصحو فينزاح عن عينيه من وسن بديع حلم مضى بالقلب قد علقا أخفت معالمه الأحداث في زخـــــم يبكي إذا ذكر اليوم الذي سرقا لكنه كلما يخلو إذا انطفـــــأت شموع سمَّاره من وهمه انعتقا تزيف النفس ما يبدي لصحبته يروي لهم من شتات العمر ما اتفقا كيف السبيل وهذي الفجوة اتسـعت حيث الفراغ المهول استشرف الطرقا والنفس في هـوة الأحــلام عاكفـة تستـلهم الدفء من حلـم إذا احترقا يعيد صـورتها كالســوط تجلــده لأول العشــق في بـدء لما انطلقا تبدو له في قصيـد الشعــر ماثلـة ســوية في بديـع ليس مختلقــا كأنها حية في رسـم دفتــــره حروفها صافحت ألوانها الـورقا هلا وجدت لكتمان الهوى طرقا يذوب فيها لسان الحال إن نطقا مات الهوى إنما ذاك الخيال غدا يعيد أولـه حيــا كمـا خُـلقــــا يقتات من وهمه مستسلما طرِبا يرنو لخمر سـراب للفـؤاد ســقى ويركب البحـــر مزهوا بلجتـــه كطالب الغيث يستسقي وقد غرقا سعاد طارق طيف الليل حمـَّلني قصيدة ألهمت من هاجس طـَرَقا جمعت من ذكرها أزهـار عاطفة وأنبتت في قديم العود غصن نقى والورد منفتح في حقل أخيلتي مبعثر في الحشا جمعا ومفترقا فلتسلمي إنما الحب التـليد رؤى شق الخيال له الأنحــاء فانطلقا يسترجع الأمس من أسفار ما حفظت فصـــول ذاكــرة الأيــــام وانفتــقا