أتدرين يا سميّة كلّ يوم أهمّ بالكتابة عن أروع وأنبل صديقاتي سفانة بنت ابن الشّاطئ فأجد نفسي عاجزة عن تخيّر ما يليق بهذه السّيّدة الرّفيعة الخلق والأدب...
= بداية يا أخية و يا حبة القلب منوبية كامل الغضباني .. دعيني أعبر عن مشاعر الإعجاب لاتباع أسلوب الحوار الحميم مع الغالية سمية لكي تقدمي أفكارك المنظمة و الجميلة ..
أول ما قاد المحبّة بيننا يا سميّة هي تلقائيّة هذه المرأة الكريمة فسفانة لها شخصيّة غير معقّدة تنفذ الى أعماق الآخر دون كلفة وتسعى لإسعاده بما تملك من رقّة متناهية وصدق عواطف....
= التلقائية و العفوية تقربنا عموما من الآخرين .. و بصراحة لم أعتد يا منوبية الغالية أن أعيش بعيدا عن الأصدقاء .. ولهذا أتجنب التصنع لأنني أود بناء علاقات واضحة شفافة .. مفتاحها الصدق و الوفاء
سفانة إنسانة راقية لها مواثيق قويّة لا تهدرها أبدا مع أصدقائها مهما كان الظّرف فإذا صادقت فهي لا تخون ولا تخذل ولا تغيّررأيها . سفانة الإنسانة لها خصال لا تعدّ وفيّة متسامحة كتومةومنفتحة على الآخر بشكل رهيب
التّعامل معها يمنحك الأريحية التّامة ولا يربكك في أمر ما...رصينة هادئة تؤثر أصدقاءها على نفسها كريمة الطّباع أصيلة المنشئ
= أشكرك يا غالية على كل ما نثرتيه من بهاء .. و أشكر الله جزيلا وكثيرا لأنني استطعت أن أعكس شخصيتي بهذا الشكل الواضح .. فأنا فعلا لا أستطيع أن أتنصل من أي صداقة مهما كانت متانتها أو سطحيتها .. ولا استطع أن أتسلق على مشاعر الغير لأصلة مثلا لغاية معينة أو أقطف ثمارا حتى لو كنت أستحقها .. ولهذا حتى لو خذلني أحد أو أساء لي أو جرحني اصمت و بداخلي تساؤلات حزينة .. و أبتعد و لكن بعد فترة قصيرة نسبيا من الهدوء و التفكير .. أسترجع أجمل ماكان في هذه العلاقة و على هذا الأساس تدينني أعود للتعامل معه حتى لو لم يكن بذات الحجم .. ولهذا أيضا أذكر الآن و أنا أكتب هذ الكلمات جمل قيلت لي في هذا الخصوص تعبر عن دهشة البعض لردة فعلي و سلمية تعاملي و عند الحاجة تجدينني وكأن شيئ لم يكن بل أنسى كل شيئ و أقف مع من يحتاج لمساعدتي وطبعا حسب استطاعتي .. فمابالك إذا كان هذا الشخص قد قدم لي يوما عونا أو دعما ؟ ولكن على أن لا يتجاوز أسوار كرامتي ..
ثقتها في نفسها كبيرة وهي لهذا لا ترى حرجا ولا تشعر بإرباك وهي تمنح غيرها فرصة الظهور والتّعريف بنفسه قبل نفسها أحيانا
= من تواضع لله فاز بالدنيا و الآخرة .. و ما نصل اليه من درجة علمية أو أدبية أو أخلاقية هي إضافة لنا و لكنها ليست جسرا للتعالي على الآخر أو إضافة درجات لأقلامنا و فكرنا لنرى من هم في البداية أو في مراحل أقل من أعلى .. فهل وصلت أنا أو غيري لأمر ما عن طريق القفز مثلا ؟؟ لا طبعا فما نصل إليه دائما يكون مبنيا على جهد منا و دعم من آخرين .. و تشجيع من متابعين .. ومهما حققنا لا نزال في دوامة الأدب نتعلم و نقطف الثمار حتى اللانهاية .. وعلى هذا الأساس أتعامل .. وهنا أقول شكرا لمن دعمني بدأ من والدي رحمه الله الشاعر القدير ابن الشاطئ .. و أخي الشاعر و الدكتور عدي شتات .. و الوالد الأستاذ عبد الرسول معله ..إلى كل من قدم لي يوما نصيحة أو كلمة طيبة أو رأي صادق و شجعني لأقدم الأفضل .. وأقول أيضا أن المنافسة الأدبية جميلة على أن لا تكون رخيصة أو مبتذلة .. ولا تعتمد على القفز على قيمنا و مبادئنا .. و لا على جرأة عارية من كل مقومات الخجل ..
قلم لامع ومشعّ وإحساس مرهف مترع بالأمومة والحنان ...تعي فضل العلم لنشأتها في عائلة عريقة فوالدها شاعر فطحل لم يأت الزّمان بمثله الاّ نادرا وطنيّ صادق وغيور ومحبّ لأصوله وجذوره وقد سرّب كثيرا من خصاله الى سفانة وأوكل لها مواصلة المسيرة هي وشقيقها د.عدي شتات .
فكانت نعم الخلف له ولتاريخه.
= من ليس له ماض ليس له حاضر ثقي ياغالية أن امتداد الماضي للحاضر و المستقبل هو منهل و الدرب الذي بفضله يمهد كل المعوقات .. و بين الوالد الحبيب رحمه الله و الوطن المسلوب .. و وجع أمتنا المتناسل ترعرعت و ترعرع قلمي .. و لهذا أشعر بحزن و قهر كبير عندما أغيب عن هذا العالم و تمنعني الهموم عن البوح لفترة .. ثقي أن وجودي بقربك و قرب كل من أحبهم هو ما يشعرني بنبض الحياة .. فمسيرة والدي رحمه الله تطلب مني الكثير من الوقت و الجهد .. و الكثير من الأفكار لأشعر براحة وجدانية و استقرار في مشاعري .. وكلما أحسست بالتقصير يزيد من وابل التأنيب و التوبيخ في داخلي .. أدعو الله أن أعوض هذا الغياب بمزيد من المثابرة و العمل لأترجم كل ما بداخلي من أحلام تجعل من إسم والدي رحمه الله خالدا ..
ما يدهشني في هذه السّيّدة رقة وجمال روحها ورحابة قلبها فهي تصبر على الأذى وتتجاوزه ولا تردّ أبدا وهي في أوج الإنفعال ..سفانة مُحبّة ودودة رحبة الرؤى مثقّفة جدّا جدّا ...وهو يجعل المتعامل معها ينجذب الى شخصيتها وفكرها ورؤاها بصفة رهيبة ..
= قرأتني فأجدت قراءتي يا حبة القلب .. ووصفت فأدمعت محاجري .. نعم و نعم و نعم هذا هي أنا أتمنى أن أكون دوما في المكان القريب من القلب أو في صميمه
أتدرون ما هي أزهارها المفضّلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ شقائق النّعمان وهي تموج في الحقول في بهاء ...تقطفها برفق وحنوّ لتضعها في لمزهريّة بالبيت وكأنّها أغلى وأرفع ما في الورود والزّهور
= آه يا أخية رغم عشقي و ارتباطي بالياسمين المنبعث من أزقة دمشق و طرقات و اللاذقية الحبيبة .. قرب منزل و أهلي و منزلي الحالي .. إلا أن في قرارة نفسي هنالك عشق ممتد الى عمر الطفولة .. الى الجزائر و حقولها التي تكتسي في فصل الربيع ثوبا أخضرا مطرزا بشقائق النعمان منظر و لا أجمل على جانبي الطريق تمتد هذه الحقول والدي الممسك بمقود السيارة تارة و تارة يصفق بحماس على أنغام فيروز وهي تتحدى شمسي نصر الدين ووديع الصافي رحمهم الله .. لا يكاد ربيع يمر علي و لا أتذكر هذه اللحظات التي لا تفارق ذاكرتي .. كانت البراءة عنواننا .. و الضحكة ايقاع لأوقاتنا .. و العفوية ممحاة لأخطائنا .. لست أدري ماذا أقول .. ولكن يبقى أن أقول لك ياغالية أنني اخترت شقائق النعمان من على مشارف المسجد الأقصى لعلنا نجتمع هناااك قريبا
أتدرون أنّها طبّاخة ماهرة تحرص على أن تكون المائدة التي يتحلّق حولها الزّوج الكريم وبانة ومحمدعلي من صنعها هي وبطريقتها هي ...
= كم أتمنى أن أستقبلك / أستقبل الجميع في منزلي لعلي أقدم لكم ما يسعدكم من أطباق لذيذة ..و تتعرفوا على أسرتي الصغيرة و الحبيبة و أخبرك سرا أن ولدي محمد علي يقول لي دائما : " لا أجد أطيب من أكلاتك .. " و حاليا يقول لي " عندما سأتزوج في يوم المستقبل سأحضر لك زوجتي لتتعلم فنون الطبخ " أقول له " ربما هي شطورة " يرد بكل ثقة لا لا اكيد ليس مثلك يا ماما "
تراني ما عساني أقول وهل إذا قلت أوفيت هذه السّيدة الشّامخة حقّها أراني والله عاجزة مهما قلت عنها ....فكلّ الذي أعرف أنّي أحبّ سفانة جدّا وأحترمها جدّا وأحسّ أنّها قريبة منّي جدّا...
= و الله صدقتي يا غالية أنا قريبة منك بل و أنت قريبة مني جداا .. وأنا ايضا يعجز قلمي عن الرد على هذا البهاء المتدفق .. ولقد أوفيت و كفيت .. و كان مرورك أنيقا باذخا و بهيا ..
منحتني من رعايتها وإحاطتها وحدبها الجميل الكثير ....ولن أنسى الحوار الذي أتاحته لي لأقرب من غيري أكثر ولأعرّف بهذا الذي في نفسي أكثر ومن غير أخت تمنحني هذه الفرصة سفانةأحبّك يا صديقتي أجلّك يا صديقتي
فما بيني وبينك أكبر من أن يقال ....ولعلّ ما نتبادله من رسائل أدبية بيننا سيبقى شاهدا على صداقتي بك
أعتزّ وأفتخر بك بخلقك بشخصيتك المتوثّبة بأدبك الرّفيع وبكتاباتك المترفة جمالا وصدقا وبهاء
أقول هذا والعبرة تخنقني فما أروع أن تحبّ المرأة إمرأة ....
ما أنبله من حبّ ....
= نعم ما أنبله من حب و ما أرقاه .. لمن لا يعرف بطريقة تواصلنا .. أقول ربما أنا و الغالية منوبية لا نتواصل إلا نادرا على الفيس بوك أو من خلال الرسائل .. و أغلب تواصلنا يكون للسؤال عن الغياب و الإطمئنان .. ولكن نحن نشعر بقرب كبير أكبر مما يتصوره أي عقل .. قرب وجداني .. و انجذاب إنساني .. و حالة من التجلي الإبداعي من خلال الحرف .. هنالك تناغم بل شدو باذخ بين قلمينا تشهد عليه رسائل أدبية نتبادلها من الحين للحين .. تميزت بصدقها و تنوع أفكارها .. و تزاحم صورها .. مع الحرص على ايصال رسائل للوصول للهدف المنشود .. من المؤكد أن هذا سببه تشابه كبير في التفكير و الطباع في تكوين الشخصية حتى لو اختلفت في بعض الجوانب .. أستطيع أن أقرأ منوبية كما تستطيع هي أن تقرأني ..
أما ما يخص الحوار الرائع الذي توج معرفتنا أود أن أقول لك ياغالية أنك أنت منة منحتنا فرصة التعرف عليك عن قرب .. و الاقتراب من عالمك الجميل .. و تبادل الآراء و الثقافة .. كنت ضيفة رائعة تركت بصمتك الخاصة و التي سعدت جدا بمحاورتها .. كوني بالقرب دوما و لا تلومي مآقيك فالعبرات رافقت كتابتي لهذا الرد المتأخر و لكن اعذري أخيتك فهنالك من الهموم و الموانع ما عجز عنه قدرتي على الحضور بينكم و هنا خاصة .. كل المحبة التي تعلمين و لا تعلمين مع الياسمين الدمشقي
وشكرا لك يا سومتي لأنّك دعوت الى العيادة أمرأة كبيرة صفصافة شامخة سنديانة وارفة إسمها سفانة بنت بن الشّاطئ
و الشكر طبعا موصول للغالية سمية و لقلبها الطيب و روحها العذبة و حضورها البديع .. وأقول لكما كل عام و أنتما بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك .. و الف سلامة يا سمية للوالدة الكريمة أتمنى أنها الآن أفضل و اعتذر عن السؤال سابقا .. لها سلامي و قبلاتي