آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > مــــداد للكلمات

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-14-2014, 12:33 AM   رقم المشاركة : 1
اديب
 
الصورة الرمزية صلاح الدين سلطان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صلاح الدين سلطان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي أيام زمان ( القسم الثاني )

ايام زمان


الليالي السود


......................................


1- ليلة مظلمة



الفسم الثاني


وصلنا المدينة مساء ، وودعت السائق شاكرا.
في الحال اتصلت هاتفيا بصاحبي ، والذي سبق وان وعدني ان يدفع لي المبلغ ، عوضا عن والده. ومن حسن حظي ، انه كان على الهاتف. بعد الترحيب سالني من اين اتكلم ، اخبرته بمكان وجودي ، وحددت المكان. اجابني فرحا انه سيكون عندي بعد اقل من ساعة.
بقيت واقفا في مكاني كعمود التلغراف ، منتظرا صاحبي ، وبشائر الامل تتراقص في افكاري فرحا بقدومه. بعد مضي ساعة تقريبا ، وجدته مسرعا نحوي ، فرحا بقدومي ، ومرحبا بي بحرارة...... أراحني حقا بلقائه الحار ، وأنساني همومي ، ومصاعب سفري بين اكياس البصل .
اخذني بسيارته المرسيدس ،آخر موديل ، لبيته الذي يقع في ضواحي المدينة ، أي في منطقة بعيدة عن المركز.
وصلنا بيته ، وقدمت له هدية كنت قد استلمتها قبل عامين من صديق لي ، وجلسنا ، وبين فينة و اخرى كان يمطرني ترحيبا. شرحت له ظروفي وكيف خاطرت بالمجيء اليه. ما كان سيحل بي ، لو لم اجده في بلد كنت اجهل معالمه ولغته !!!!!
عرف صاحبي من مجرى حديثي معه ، أن جيوبي فارغة ، وبطني خاوية ، وأفكاري مبعثرة ، وأنا منهوك القوى.
سالني هل انت جوعان ؟ ضحكت مع نفسي وأجبته ، شبعان والحمد لله. صحيح كنت شبعانا من مشاق السفر وأهواله ، اذ كنت لا اعتقد ان تلك الشاحنة القديمة ستوصلني اليه. كنت شبعانا من حديث ، لا يتجاوب ووضعي الذي انا فيه.
صاحبي كان كثير المال وقليل المعرفة ، خدعته قشور الحياة ، وابتعد عن جوهرها. وبدافع الشعور بالنقص ، اراد ان يريني انه ليس فارغا ، وجرني الى موضوع العقيدة ، وصار يردد بعض الاصطلاحات في غير مواقعها ، مما جعلني ان انتبه ، انه لا يعرف معناها. صاحبي ببغاء ، يردد مايسمعه ، ولا يفهم ما يردده. قد لا اكون اكثر منه معرفة ، غير اني اكثر منه شعورا بواقع الحياة.
كان فكري والحقيقة تقال ، عند المبلغ الذي اسلفته لوالده ، ووعدني ان يرجعه لي هو ، وكنت اتوقع بين فينة و اخرى ان يقدمه لي شاكرا ، غير ان هذا لم يحدث وياللأسف.
سألني ان كنت قد حجزت غرفة في الفندق. اجبته بنعم ، في الوقت الذي هو يعرف من مجرى حديثي معه ، انا لا املك قرشا واحدا في جيبي.
هممت بالانصراف ، والساعة ما بعد منتصف الليل ، وتوقعت انه سوف يعطيني حقي ، ويوصلني الى مركز المدينة بسيارته المريحة ، الى المكان الذي قابلني فيها ، ولكن لم يحدث هذا. اعتذر لي بحجة أن الوقت متأخر ، وعليه ان يذهب صباحا لعمله ، الا انه قال : اركب باص (اوتوبيس) يوصلك لمركز المدينة ، وخجلت ان اطالبه بحقي ، كما خجلت قبلها ان اصارحه بجوعي.
ودعته وظلام الليل قد عانق ظلام همومي وأشجاني .
اين انا ؟ لا اعرف !!!! الى اين اتوجه يا ترى ؟ لا اعرف !!!! ما سأعمل ؟ لا اعرف !!!!! أين انام ؟ لا اعرف !!!!! وسرت بطريق أل.. لا أعرف متوكلا على الله.
الجو كان باردا نوعا ما ، والرياح كانت تعاكسني ، وكأنها تحاول ان تقلع مني ما تبقى عندي من بقايا الامل.الطرق خالية من المارة ، والسكون يخيم المنطقة من كل جوانبها ، بحق ليلة مظلمة تعكس واقع الامي وبؤسي وأشجاني. ليلة ، رمتني في بحر من المجهول ، لا اعرف كيف اتصدى لأمواجه العاتية !!!! سرت مرتديا ظلام الليل ومتوكلا على الله في شارع خال الا من انات اشجاني ومصائبي وأحزاني !!!!!!!!!! وصدفة ، رأيت رجلا ، واستبشرت خيرا. حييته وسألته ، أتتكلم الانكليزية ؟ فأجابني بكلمات ركيكة وهو يتمايل : سعيد ان اقابل سكرانا مثلي. تركته مسرعا ، وصار يناديني بصوت عال : تعال يازميلي تعال !!! تذكرت مقاطع اغنية قديمة لا اعرف لمن (( ناس فرحانه مطربه ، ناس محتاره ابأمرها )) نعم شر البلية ما يضحك !!!!!!!!
سرت حائرا ، محاطا بالبرد ، ورذاذ المطر ، والرياح. سرت باتجاه مجهول ، آملا ان التقي بابن حلال ، يدلني على الاتجاه الصحيح.
التقيت بامراة عجوز ، ارتأى لي انها تحمل على ظهرها مصائب الحياة والامها. سالتها في اللغة الانكليزية عن محطة القطار الرئيسية. لم تفهمني ، انها تعرف بعض الكلمات الا انها لا تعرف ما تعني المحطة في اللغة الانكليزية ، لذا اضطريت ان اردد لها كلمة طوط ، طوط ، طوط . جك ، جك ، جك أكثر من مرة ، و أأشر لها بيدي ، علها تفهم مقصدي وتعرف ما اعني. لم اجد الا وقد دارت ظهرها ، وتركتني مسرعة ، بعد ان ظهر عليها الارتباك ، لاعتقادها انني مجنون.!!!!!!!!!!!
حرت في امري ، وما اصعب حيرة انسان تائه في فلوات الحياة ، ولا يملك مساعدا !!!
كنت أاشر لكل سيارة تمر ، ولا احد منهم يعيرني اهتماما .
بعد حوالي النصف ساعة من السير ، في شارع اجهل اتجاهه ، رايت سيارة للاجرة ( تكسي ) واوقفتها ، وسالت السائق عن محطة القطار الرئيسية ، وأعلمني اني اسير في الاتجاه المعاكس ، وعلي ان ارجع ، واسير لنهاية الشارع ، ومن ثم اسال عن الطريق الذي يؤدي بي الى المحطة الرئيسية.
واصلت سيري راجعا ، ومفكرا بمصيري المظلم ، وقبل نهاية الشارع ، شاهدت رجلا قادما ، وسألته عن الطريق الذي يوصلني الى المحطة الرئيسية للقطار في مركز المدينة ، فأجابني مبتسما ، وكان يتكلم الانكليزية بطلاقة : اما ان تكون فيلسوفا ، او شاعرا ، او سارقا ، اعني حرامي هههههه
اجبته ، لست واحدا من الثلاثة ، و انما سائح لا يعرف معالم المدينة. ثم قال : من اين سرقت الحقيبة التي بيدك يا فتى ؟ ما رايك اسلمك للشرطة لتتخلص الناس من اذاك. اجبته بامكانك ان تنادي الشرطة ، لاني لست سارقا. وضحك قائلا : انت في مكان بعيد جدا عن مركز المدينة ، وصعب جدا ان تصل المحطة مشيا. سألته كم استغرق مشيا ؟ اجابني حوالي أربع ساعات ، وشرح لي الطريق بالتفصيل. ودعته شاكرا ، وسرت على هدىنصائحه. سرت في طريق موحش خال من البيوت متوكلا على الله ، تارة يغمرني اليأس ، وتارة يحيطني الامل ، والدموع تسيل على خدي دون ارادتي وسط ظلام موحش وجو معتكرغريب !!!!!! حتى وصلت المحطة ، والساعة كانت تشير الى السادسة صباحا.
اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان

يتبع






آخر تعديل صلاح الدين سلطان يوم 10-14-2014 في 12:55 AM.
  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من سلة المهملات ( القسم الثاني ) صلاح الدين سلطان مــــداد للكلمات 2 09-13-2014 12:55 PM
ايام زمان . يوم كئيب (القسم الاول) صلاح الدين سلطان مــــداد للكلمات 6 09-10-2014 11:13 PM
كيف تمت علاقتي مع المستشرق جرمانوس ( القسم الثاني ) صلاح الدين سلطان المقال 13 08-25-2014 04:34 PM
مهداة الى الشموع التي تحترق لتضيء من حواليها(( القسم الثاني )) صلاح الدين سلطان نبع من على جدران الزمان 17 02-27-2014 01:55 PM
قصيدة"أيام زمان...." هشام فتحي هاشم فتحي الشعر الشعبي وما يكتب باللهجة الدارجة (العامية) 2 03-18-2012 06:13 AM


الساعة الآن 09:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::