ما لذاك الطفل تعدو خلفه الذكرى
ولا تبرح نبضا مرهفا
عند ابتسامات عيون من محيا
طفلة تستدرج النور
على فستان عمر يتنامى
*
كم تغوص الأُذْن في لحن عتيق
وهْو يخفي عطره المكبوت
لا يعبأ أين المنتهى هل هو خبط
لضرير ساذج أم يتعامى
*
أَيُداري همه طي ظلال ناشئات
بين أعناب الدوالي ؟
عابثا كاللامبالي
غامض الحزن يناجي
غفلة الرشد اختلاسا
مطلقا أفكاره كالنحل تزهو في شرود
فكرة تلهو وأخرى ركضت
عبر اخضرار الحقل
سكرى تترامى
خلف ما كان غراما .. وتداعى
شارد الألفة حينا .. يتمارى
ثم يرضى .. بعد لأي
كي يصير الحب بالرغم وئاما
*
يا لوهمي .. ما صنعنا ؟
افترقنا .. وابتعدنا
ورضينا .. كبرياء
أين نمضي .. ؟
والأماني واجفات
تستمد العطر في الليل نسيما
من عميق الجرح نشرا
بين أزهار الخزامى
*
ما استعاد اليوم إلا شذرات
من رتيب الومض تسري
عبر خيط الأمل الممتد في الأفق حنينا
بين أجفان عيون
عانقت وعد الهدايا وهْي ظمآى
تنشد الحب عفيفا للأيامى
*
يا رجائي .. مفرقا صبرك شابا .. بينما
يأتيك – حتى الآن - من أهدابها
عطر الصداقات القديمة
كلما دق رنين الدرس في
بهو المدارسْ
كلما يقزح قوس في نديات الأماسي
كلما يهتز ورد في جديلات العرائس
كلما حاكت غيور ليلة الدُّخْلة
من مكر الدسائس
كلما رفَّـةُ جفن من كحيلات النواعس
خفيت لم تلتقطها
أعينُ السُـمَّار من بين الندامى
*
ظل ذاك الصوت بالقرب ..
رفيقا .. مستحيلا
لم يزل ينسج لحنا من هديل
لكن الدهر تولى
حاضنا حرف الحكايات التي
صارت مناجاة حسير .. طالما قد رددتها
عظة تدرج كالذكر على كل سلامى
*
فاستعض عن فرصة الدهر
التي قد صخبت فيها الليالي
بالذي حُنِّط في المتحف عمرا
يحفظ المكتوم صبرا
في الدهاليز هياما
*
أو تلاشى في فيافي العشق فيئا
تاركا للذكر نصْبا شاهدا
عن قصة الموهوم ممن
مات بالسهو غراما
*
يا له الحرف الذي بالرغم منا يتمادى
في احتمالات القوافي
كي يعيد الظن من وهم سراب
فليالي الوصل عزت
بينما الأيام يأس وقنوط ..
وانحراف صوَّب السكة قهرا
نحو ما الأقدار ترضى
دون أن يبدي اعتراضا
أو لجاجا أو خصاما
*
وبصيص الشك همس
جانح عبر فراغات اليقيـن المتردي
خافت الومض ضنين .. يتهادى
بين أقواس بروج
من لياليه اليتامى
***
آخر تعديل علي عزوزي أيمنان يوم 11-06-2014 في 12:48 PM.